ايلاف:&أكدت نقابة الصحافيين اليمنيين رصد أكثر من مائتي حالة انتهاك طالت الحريات الصحفية والإعلامية في اليمن، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، تورطت جماعة الحوثي بارتكاب معظمها، بينما ترصد "إيلاف" إغلاق تلك الجماعة ومن تحالف معها، عشرات وسائل الإعلام اليمنية.&
رصدت نقابة الصحافيين اليمنيين اكثر من مائتي حالة انتهاك طالت الحريات الصحفية والإعلامية في اليمن خلال النصف الأول من العام الجاري .
&
إنتهاكات بالجملة&
وقال لـ "إيلاف" سكرتير لجنة الحريات بنقابة الصحافيين اليمنيين اشرف الريفي، إن النقابة سجلت أخطر الانتهاكات التي طالت حياة الصحافيين، حيث قتل عشرة صحافيين خلال ستة أشهر، تورطت فيها جهات مختلفة توزعت بين جماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح، وبعض القوى المتطرفة.
وأضاف الريفي" بلغت حالات الاعتقال والحجز والاختطاف والملاحقة والمحاصرة للصحافيين 55 حالة، طالت صحافيين ومصورين وموزعين بنسبة 27.5% من إجمالي الانتهاكات، ولا يزال هناك حتى اليوم 13 صحافيًا في المعتقلات، وتورطت في هذه الانتهاكات بشكل كبير جماعة الحوثي".
وفي ما يخص الاعتداءات على الصحافيين ووسائل الإعلام، قال سكرتير لجنة الحريات لـ "إيلاف"، "رصدت النقابة عدة حالات اقتحام لعدد من الصحف والقنوات والإذاعات، حيث تم رصد 48 حالة طالت صحافيين ومنازلهم ومؤسسات إعلامية &بنسبة 24%، وتورطت جماعة الحوثي في معظم هذه الحالات إلى جانب قوى متطرفة ومجهولين، وتعرض الصحافيون لـ 21 حالة تهديد ومضايقات وحملات تشهير طالت صحافيين وصحافيات على خلفية تغطياتهم الصحفية، او التعبير عن آرائهم &بنسبة قدرت بــ 10.5% .".
&
تحريض ضد الصحافة&
ويشكو كثير من الصحافيين اليمنيين وخاصة في العاصمة صنعاء من حملات تحريض واسعة النطاق ضدهم بسبب قيامهم بعملهم المهني، وعدم التزامهم بتوجهات المليشيات الانقلابية، ووصلت حملات التحريض حد وصف الصحافيين بالعمالة وتوزيع بوسترات ولصقها في شوارع صنعاء، تتضمن صورهم وصور سياسيين تم توجيه تهمة العمالة والخيانة لهم.
ورصدت نقابة الصحافيين - بحسب تقرير لها حصلت "إيلاف" على ملخص له - & ثماني حالات إيقاف عن العمل وتهديد بالفصل وإيقاف مرتبات ومنع من دخول مؤسساتهم &من قبل جماعة الحوثي بنسبة 4%، و طالت هذه الحالات مئات الصحافيين خصوصًا العاملين في وسائل الإعلام الرسمية (الثورة، وكالة سبا، تلفزيون اليمن، إذاعة صنعاء).
وفقد قرابة 300 موظف في إذاعة صنعاء، كما رصدت 16 حالة إيقاف صحف ووسائل إعلام ومصادرة آلات التصوير ومقتنياتهم بنسبة 8% &من اجمالي الانتهاكات، بالإضافة إلى حجب 33 موقعًا الكترونيًا ومحرك بحث &بنسبة 16.5% خلال& الاشهر الستة&الاولى من العام الجاري، و9 حالات إغلاق مكاتب قنوات تلفزيونية وصحف بنسبة 4.5% من اجمالي الانتهاكات، حتى اصبحت العاصمة صنعاء شبه خالية من مراسلي وسائل الإعلام الخارجي، ومن الصحافيين والصحف المناوئة للحوثيين.
وأكدت النقابة ان ما تتعرض إليه الحريات الصحفية اليوم هي انتهاكات جسيمة وتعد سابقة نوعية لم تشهدها الحريات الصحافية منذ 25 عامًا.
ويتبين من التقرير تورط جماعة الحوثي بـ 160 حالة انتهاك بنسبة 80 % من اجمالي الانتهاكات، فيما تورطت اجهزة أمنية بالبقية.
ويخشى الصحافيون من أن الاجراءات التعسفية لمليشيات الحوثي وأعوانه، تودي &إلى انقراض تام للصحافة الورقية الأهلية، في حال استمرار هذه المليشيات المتمردة باحتلال بعض المحافظات اليمنية وخاصة العاصمة صنعاء .
&
وراء القضبان
ويقبع &عدد من الصحافيين اليمنيين وراء القضبان دون أية إجراءات قانونية، يتوزعون بين سجون خاصة للمليشيات، أو مراكز احتجاز حكومية تحت سيطرتها، في وقت يتعذر على عائلات الضحايا التواصل معهم، أو زيارتهم أو الإطلاع على طبيعة التهمة الموجهة إليهم، وكان مسلحون حوثيون اختطفوا مجموعة صحافيين من أحد فنادق العاصمة صنعاء في شهر يونيو الماضي، واقتادوهم إلى مركزي شرطة وسط العاصمة، ومن ثم إلى مكان مجهول.
وبلغت ذروة قمع الصحافيين قيام مليشيات الحوثي على اتخاذ الصحافيين دروعاً بشرية في مواجهة غارات التحالف العربي، وهو ما أسفر عن مقتل صحافيين هما: عبدالله قابيل ويوسف العيزري، مراسلا قناتي يمن شباب، وسهيل بمحافظة ذمار، في شهر مايو الماضي، بحسب بيان نعي نقابة الصحافيين اليمنيين بعد يومين من اختطافهما من قبل جماعة الحوثي اثناء اداء مهمة صحفية، وحمّلت نقابة الصحافيين جماعة الحوثي المسؤولية عن قتلهما، مؤكدةً بأن "الحريات الصحفية باتت تحت رحمة المسلحين الحوثيين".

استنكار دولي ومحلي&
وكانت منظمات محلية ودولية أطلقت على مدى الأشهر الماضية، تحذيرات واسعة من مغبة استمرار سلطات الإنقلاب في اليمن، في سياستها القمعية تجاه الصحافيين والتنكيل بهم، وطالبت باحترام الحق في ممارسة المهنة الصحافية وحمايتها.
واستنكرت منظمات دولية حقوقية وإعلامية &بشدة الانتهاكات، وفي هذا الصدد طالبت لجنة &حماية الصحافيين المجتمع الدولي بأن يتحدث بصوت عالٍ نيابة عن الصحافيين اليمنيين، "لأنهم مكممو الأفواه".
&ونقلت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها عن العديد من الصحافيين اليمنيين قولهم "ان الحوثيين أرعبونا". وأشارت اللجنة إلى أن الكثير منهم إما اضطروا إلى التواري في منازلهم وعدم مغادرتها خشية أن يطالهم الأذى من الحوثيين، أو مغادرة العاصمة صنعاء برمتها بحثًا عن الأمان .
وبالفعل اضطر أشهر الإعلاميين اليمنيين ومدراء مكاتب القنوات الفضائية العربية والعالمية، الذين يعملون&في صنعاء، إلى الرحيل عن عاصمة البلاد والتوجه إلى دول اخرى اهمها السعودية ومصر وتركيا وقطر والامارات، بينما انتقل عدد آخر منهم إلى المناطق اليمنية التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية وخاصة مدينة عدن الجنوبية .
محليًا، حذر مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي من تراجع خطير للحريات الإعلامية باليمن، في ظل سيطرة جماعة الحوثي على عدد من المحافظات اليمنية. مؤكداً بأن "مليشيات الحوثي وصالح ، كانت الأكثر انتهاكًا لحرية الإعلام في اليمن.
&ورصد المركز &بحسب تقرير له اكثر من 60 &حالة انتهاك خلال الاشهر الثلاثة الماضية، توزعت بين حالات اختطاف واعتداء واعتقال وإصابات، وتهديد واقتحام ونهب مؤسسات إعلامية وصحفية، فيما فقد أكثر من 350 من الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام أعمالهم، جراء وقف ومصادرة واجتياح عدد من المواقع والصحف والقنوات والاذاعات في المحافظات اليمنية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي .
&
الصحافة الورقية&
الصحافة الورقية في اليمن كانت من ضحايا الإجراءات القمعية لجماعة الحوثي، حيث اقتحمت تلك المليشيات مقرات عدد من الصحف الأهلية التي عارضت خطهم السياسي .
وتعرضت اغلبية الصحف الورقية اليومية للتوقف بسبب العدوان العسكري للجماعة الانقلابية، وتضييقها لحرية التعبير، ففي صنعاء توقفت صحف المصدر ومأرب برس واخبار اليوم وصحف اخرى، وفي عدن توقفت عن الصدور صحف عدن الغد والأيام والأمناء والطريق ويافع نيوز وغيرها.
وادى تحرير المناطق الجنوبية الشهر قبل الماضي إلى عودة بعض الصحف الأهلية في المحافظات الجنوبية، حيث عادت يومية عدن الغد في مدينة عدن المحررة رغم صعوبات عملية التوزيع في بعض المحافظات، بينما عادت صحيفة ميفعة الاهلية في اقليم حضرموت.
&
القنوات الفضائية&
أغلقت مليشيات الحوثي مقرات القنوات التلفزيونية في صنعاء، وصادرت اجهزتها، واعتقلت بعض موظفيها، الأمر الذي اضطر بعض تلك القنوات إلى الانتقال إلى خارج اليمن، لبث رسالتها الإعلامية في ظل سياسة التعتيم وتكميم الافواه، التي أقدم عليها الانقلابيون .
وهكذا فتحت قنوات سهيل ويمن شباب وبلقيس وأزال وقناتا عدن واليمن الحكوميتان مقرات لها خارج الحدود، فيما عجزت بعض القنوات الاهلية عن الانتقال للخارج فتوقفت تماما عن البث، ولا تزال قناة السعيدة الفضائية القناة الاهلية الوحيدة التي تبث من العاصمة صنعاء تحت ضغوطات ومضايقات الجماعة الانقلابية، حتى أنها اضطرت إلى وقف نشرة الاخبار اليومية "حصاد السعيدة الاخباري" منذ عدة اشهر.
كما تعرضت مكاتب القنوات الفضائية العربية والدولية في صنعاء لاقتحام عسكر الانقلاب، وتم اغلاق عدد منها، ومنها على سبيل المثال قنوات الجزيرة والعربية والحدث وسكاي نيوز .
&
الصحافة الإلكترونية&
تحظى الصحافة الإلكترونية في اليمن باهتمام متزايد من قبل اليمنيين، إلا أنها هي الأخرى دفعت ثمنًا باهظًا في سبيل نقل الحقيقة وفضح مخططات وتوجهات المليشيات الانقلابية في اليمن، الامر الذي جعلها في قفص الاتهام من قبل الحوثي وإتباعه .
فقد ادت سيطرة هذه الجماعة على وزارة الاتصالات في صنعاء، إلى التحكم بالسماح او الحجب للمواقع الاخبارية الالكترونية .
ويشكو رؤساء وناشرو عدد من وسائل الإعلام الإلكترونية من قيام المليشيات بحجب اكثر من 30 موقعًا ومتصفحًا اخباريًا، اهمها متصفحات صحافة نت واليمن الان ومصادر نت، وهم اشهر ثلاثة متصفحات اخبارية في اليمن، كما تعرضت اشهر المواقع الاخبارية لقرصنة مليشيات الانقلاب التي اقدمت على حرمان المتصفح اليمني من مطالعة تلك المواقع، واهم هذه المواقع التي تم حجبها: المصدر اون لاين – مارب برس – الصحوة نت – عدن الغد – عدن الحدث – &عدن بوست- وغيرها من المواقع .
وخلال الاشهر الستة&الماضية، ظلت المواقع الالكترونية وقراصنة الحوثي في كر وفر، حيث عمل معظم ناشري هذه المواقع على تغيير روابط مواقعهم حتى يستهل القارئ اليمني تصفح هذه المواقع .
&
الإعلام الحكومي&
عمدت مليشيات الحوثي وحليفهم صالح منذ اليوم الأول لحربهم العبثية على السيطرة على وسائل الإعلام الحكومية المختلفة، حيث أقالوا ادارات هذه الوسائل ونصبوا اشخاصاً موالين لهم، فسيطروا على محطات الاذاعة والتلفزيون وصحيفة الثورة ووكالة الانباء الرسمية سبا، وابعدوا المئات من موظفي هذه الوسائل عن وظائفهم، وفي المحافظات التي يسيطرون عليها عمدوا إلى وقف المعاشات المركزية التي تصرف عبر صنعاء، وهو الأمر الذي عانى منه جميع الإعلاميين المنتسبين للمؤسسات الإعلامية&الحكومية.
&