اعترفت الولايات المتحدة الخميس أن جرائم القتل التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية ضد الأقليات المسيحية والأيزيدية والشيعية ترقى إلى جرائم "إبادة"، وهو اتهام رمزي لا يلزم واشنطن باتخاذ إجراء ضد عناصر التنظيم أمام القضاء الدولي.

واشنطن: &شدد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس على أن "تنظيم الدولة الاسلامية اعلن بنفسه انه يرتكب عمليات ابادة، وهي ارتكابات تؤكدها عقيدته وافعاله وتصريحاته وما يؤمن به وما ينفذه". &اضاف أن "تنظيم الدولة الاسلامية مسؤول ايضًا عن جرائم ضد الانسانية وعن التطهير الاثني ضد تلك المجموعات، وفي بعض الحالات ضد آخرين من المسلمين السنة وضد الاكراد واقليات أخرى".
&
وعملية الابادة هي جريمة بموجب القوانين الدولية، لكن هذا التصريح الذي ادلى به كيري الخميس ليس ملزمًا قانونيًا، ولا يلزم واشنطن على اتخاذ اجراء بملاحقة المتورطين، وفق ما قال مسؤولون اميركيون.&واضافوا أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهودها من خلال قيادة تحالف يضم 66 بلدًا "لاضعاف وتدمير" تنظيم الدولة الاسلامية، خصوصًا من خلال عدد كبير من الغارات الجوية.&
&
ولفت كيري الى ان الجرائم التي ارتكبها "الجهاديون" يجب أن تجري محاكمة بشأنها يومًا امام محكمة دولية، مشيرًا الى ان واشنطن ستفعل ما في وسعها لدعم التحقيقات والملاحقات.&ويجنّد تنظيم الدولة الاسلامية اسلاميين متطرفين من بين المجموعات السنية، وارتكب عمليات قتل جماعي ضد الشيعة والمسيحيين والايزيديين. &
&
وفي حزيران/يونيو الماضي، استولى "الجهاديون" على مدينة الموصل في شمال العراق، مهددين المجموعات السكانية بكاملها بالقتل والسرقة او العبودية.&وفي اذار/مارس من العام الماضي، حذر محققو الامم المتحدة من ان تنظيم الدولة الاسلامية يحاول القضاء على الايزيديين، وهم اقلية دينية تستمد جذورها من ايمانها بالديانة الزردشتية الايرانية وعبادة ميترا. &
&
تدمير منهجي
وتابع كيري: "هدفي اليوم هو اعلان ان تنظيم الدولة الاسلامية هو في نظري مسؤول عن عمليات الابادة ضد مجموعات في المناطق التي يسيطر عليها، خصوصًا الايزيديين، المسيحيين، والمسلمين الشيعة". واردف "بالنسبة الى هذه الجماعات، يتعلق الامر بقضية وجودية، لذا يجب ان نبقي في اذهاننا أن الرد الانسب على عملية ابادة هو اعادة التشديد على الحق الاساسي في الحياة".&
&
واوضح أن بفضل الدعم الجوي للتحالف الدولي، نجحت القوات المحلية في استعادة 40 في المئة من الاراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و20 في المئة من الاراضي السورية.&وكرر كيري "لقد اضعفنا قيادتهم، وهاجمنا مصادر تمويلهم، وعطلنا خطوط امدادهم. وحاليًا نحن ملتزمون مبادرة دبلوماسية هدفها محاولة وضع حد للحرب في سوريا".&بالنسبة اليه، فإن الحملة الشرسة التي قادها بشار الاسد للتمسك بالسلطة غذت الفوضى التي سمحت لتنظيم الدولة الاسلامية بالسيطرة على مساحات واسعة.&
&
وجعلت شدة النزاع وعمليات القتل التي ارتكبها هذا التنظيم في حق الصحافيين وجميع العاملين، الذين اشتبه في انهم "جواسيس"، من الصعب تعداد التجاوزات بدقة. غير أن التنظيم نشر بنفسه شرائط فيديو تظهر ارتكاب "الجهاديين" جرائم.&وقال كيري: "في الاشهر الاخيرة، حللنا عددًا مهمًا من المعلومات التي جمعتها وزارة الخارجية واجهزة الاستخبارات ومجموعات خارجية أخرى".&
&
واعطى مثالاً عن المجزرة التي ارتكبت في اغسطس/اب 2014 في حق مئات الايزيديين على ايدي تنظيم الدولة الاسلامية الذي حاصر مئات آلاف الاشخاص من هذه الاقلية في جبل سنجار بالعراق من دون غذاء او دواء. &وشدد كيري على انه "لولا تدخلنا من الواضح أن هؤلاء الناس كانوا سيقتلون"، مشيرًا الى أن آلاف النساء والفتيات الايزيديات تم بيعهن في مزادات.&
&
وذكر كيري بأن التنظيم قتل مسيحيين في شمال العراق وليبيا، وباع نساء مسيحيات على أنهن مستعبدات جنسيًا.&أخيرًا، ذكّر بقتل مئات التركمان الشيعة، وهم اقلية عراقية، متهمًا التنظيم بتدمير التراث الثقافي للمجموعات البشرية القديمة.
&