نصر المجالي: بدأت روسيا جهودًا حثيثة لإنهاء صراع بين أذربيحان وأرمينيا بعد اندلاع موجة جديدة من القتال في منطقة ناغورنو- قرة باخ المتنازع عليها يوم السبت، الأمر الّذي أثار المخاوف من انتشار العنف في شمال القوقاز.
واندلعت معارك عنيفة على خط التماس بين القوات الأرمنية والأذربيجانية في إقليم قره باغ المتنازع عليه بين البلدين اللذين يتبادلان حاليًّا الاتهامات بخرق الهدنة القائمة هناك منذ أمد بعيد.
وكان الوضع في قره باخ قد تأزّم بشكل خطر في الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت، 1 إلى 2 نيسان (أبريل)، ويتبادل الجانبان الاتهامات بخصوص انتهاك الهدنة. ويفيد الطّرفان بوقوع اشتباكات عنيفة مع استخدام الطيران والمدفعية.
ودعا الرئيس الأرميني، سيرج سركيسيان، الذي عاد إلى بلاده من الولايات المتحدة بعد حضوره قمة الأمن النووي في واشنطن، إلى عقد جلسة لمجلس الأمن القومي مساء السبت لبحث الوضع في قره باخ.
دعوة بوتين
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد دعا في وقت سابق طرفي النزاع إلى ضبط النفس والوقف الفوري لإطلاق النار، وأعلن المتحدث الصحافي باسم الرئاسة، دميتري بيسكوف، أنّ الرئيس شديد القلق بسبب استئناف القتال على خط التماس في قره باخ.
وقال بيسكوف إن الرئيس الروسي "يشعر بالأسف لأنّ الوضع يتجه من جديد نحو المواجهة المسلحة"، وأضاف أن جهودًا نشطة، يمكن أن تؤدّي في النّهاية إلى تسوية النزاع، بذلت في الآونة الأخيرة في إطار الجهود الثلاثية (روسيا وأرمينيا وأذربيجان) ودوليًّا في إطار مجموعة مينسك لمنظمة التعاون الأوروبي (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة).
والخارجية تتدخل
كما دعت وزارة الخارجية الروسية طرفي النزاع إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار، وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدّثة باسم الوزارة:" ندعو الطرفين إلى ضبط النفس والتخلّي الفوري عن العنف"، منوّهة بأن روسيا شرعت بالتشاور مع الشركاء في مجموعة مينسك.
كما اتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيريه، الأرمني والأذربيجاني، إدوارد نالبانديان وإلمار ماميدياروف، داعيًا إيّاهما إلى التّأثير على الوضع لوقف العنف في قره باخ.
وقالت الخارجية الروسية:" استكمالاً لردّة فعل الرئيس الروسي على استئناف الأعمال القتالية على خط التماس في قره باغ، وللخطوات التي تقوم بها روسيا من أجل تطبيع الوضع بما في ذلك الاتصالات مع الشركاء في مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، تحادث لافروف مع وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان، داعيًا إلى التّأثير على الوضع من أجل وقف العنف".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الوزير سيرغي شويغو أجرى اتصالين هاتفيين، السبت، مع نظيريه، الأرمني سيران أغانيان والأذربيجاني زاكير غاسانوف، حيث جرى الحديث حول ضرورة اتخاذ تدابير سريعة لتهدئة الوضع في منطقة النزاع.
قتال 1988
وكان النزاع اندلع بين البلدين على إقليم قره باخ الجبلي في العام 1988، حين أعلنت الأغلبية الأرمنية من سكان الإقليم، الذي كان منطقة اذربيجانية ذاتية الحكم، عن الخروج من جمهورية أذر
وتؤكد أذربيجان أن الجيش الوطني فرض سيطرته من جديد بالكامل على عدة تلال استراتيجية وبعض المراكز السكنية وتم " تحرير التلال بالكامل حول قرية تاليش والمركز السكني سيسولان وكذلك على المرتفع الاستراتيجي الهام "لالتبس".
وأعلنت باكو عن تدمير 6 دبابات و15 بطارية مدفعية ودشم محصنة والقضاء على أكثر من 100 عسكري أرمني، خلال الاشتباكات الأخيرة.
خسائر اذربيجان
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأرميني، أوفيك أبراميان، إن قوات بلاده حملت الجانب الاذربيجاني خسائر كبيرة، وهي تسيطر على الوضع كليا، مشيرًا إلى أن المؤسسات الدفاعية الأرمينية مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل نشر الاستقرار في منطقة النزاع.
وأكّد ابراميان أنّ القوات الأرمينية أجبرت الخصم على التراجع وكبدته خسائر جسيمة وفرضت سيطرتها الكاملة على الوضع.
صراع ناغورنو قره باخ
* قره باخ كلمة ذات أصول تركية وفارسية وتعني "الحديقة السوداء"، في حين أن "ناغورنو" كلمة روسية تعني "الجبل".
* تمتد جذور الصراع إلى أكثر من قرن على النفوذ بين المسيحيين الأرمن والمسلمين الأتراك والفارسيين.
* تفجرت الاحتكاكات وتحولت إلى أعمال عنف عندما صوت برلمان الإقليم على الانضمام إلى أرمينيا في أواخر الثمانينيات.
* الاذريون، الذين شكلوا حوالى 25٪ من مجموع السكان قبل الحرب، فروا من قره باخ وأرمينيا بينما نزح الأرمن من سائر أذربيجان.
* وقعت الهدنة التي توسطت فيها روسيا في العام 1994، تاركة قره باخ ومساحات شاسعة من الأراضي الاذرية في أيدي الأرمن.
* توقفت عملية السلام بعد محادثات بين الزعماء الأرمن والاذريين في العام 2009. لحق ذلك انتهاكات خطرة لوقف إطلاق النار.
التعليقات