فيما تتصاعد خلافات التشكيلة الحكومية العراقية بين العبادي والقادة السياسيين،&بدأت شخصيات اميركية مباحثات في بغداد اليوم حول الازمتين السياسية والمالية مؤكدة دعم الاصلاح في العراق، بينما بحث معصوم مع الكتلتين السنية والكردية الازمة الوزارية .. فيما اعلنت واشنطن عن تقديم خمسة ملايين دولار لبغداد لمساعدتها في التخلص من 26 الف&لغم من مخلفات الحروب والعمليات العسكرية.

بغداد: بعد مباحثات أجراها في اربيل مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني خلال الساعات الاخيرة، انتقل برت ماكغورك مبعوث الرئيس الاميركي باراك اوباما الى بغداد اليوم، وبدأ مباحثات حول ازمة التشكيلة الحكومية التي قدمها رئيس الوزراء حيدر العبادي الى مجلس النواب الخميس الماضي، وتضم شخصيات من التكنوقراط.

وبحث ماكغورك مع عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي، الحرب على الارهاب والاصلاحات الجارية في العراق والتعديل الوزاري المرتقب. واكد الحكيم اهمية تضافر الجهود للقضاء على داعش مطلعًا اياه على مبادرة المجلس الاعلى للخروج من الازمة السياسية والذهاب نحو اصلاحات شاملة .. مشيرًا الى أن العراقيين قادرون على الخروج من ازماتهم الامنية والسياسية. واشار الى ان الارهاب خطر عابر للحدود وليس لأي احد أن يظن انه بمأمن منه، مستشهدًا بتفجيرات باريس وبروكسل اضافة الى تركيا بين الحين والاخر .

من جهته، اعتبر ماكغورك مبادرة الحكيم الاخيرة &التي سلمها الى رئيس مجلس النواب سليم الجبوري حول التغيير الوزاري والاصلاحات بشكلها العام، حلاً يُخرج الجميع رابحًا ويمكن الدولة من الذهاب نحو اصلاحات شاملة، كما نقل عنه بيان صحافي للمجلس الاعلى، تسلمت "إيلاف" نسخة منه.

وفي وقت سابق اليوم، طرح الحكيم مبادرة لخارطة طريق من مسارين لتشكيل حكومة التكنوقراط لاخراج البلد من الوضع المأزوم الذي وصل اليه، والعمل لتشكيل حكومة شاملة، ترشح وزراءها الكتل السياسية، وبعكسه فإنه يتم العمل على تغيير تشكيلة الحكومة والدعوة لحكومة تكنوقراط تشمل رئيس مجلس الوزراء والعمل على حفظ التوازن الوطني في الحكومة المزمع تشكيلها، كما نص الدستور وتشكيل كتلة عابرة للمكونات تكون داعمة لحكومة التكنوقراط، ويحدد ذلك بسقف زمني مدته ثلاثون يومًا .. لكن العبادي رفض جميع المبادرات اليوم متمسكًا بتشكيلته لحكومة التكنوقراط التي قدمها لمجلس&النواب الخميس الماضي.&

وبعد ساعات من المباحثات التي اجراها ماكغورك مع بارزاني، أكد الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسته وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال طالباني أن أي تغيير في المؤسسات الاتحادية يجب أن يضمن حصة الاكراد.

وقال الحزبان في بيان عقب اجتماع مشترك للمكتبين السياسيين لهما اليوم، انهما اكدا ان المشاكل بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية تتعمق منذ سنوات، ولا يمكن لهذه التغييرات ان تسهم في حلها.. مشترطين بأن تقوم القيادة الكردية هي نفسها بتحديد ممثلي الاكراد في المؤسسات الاتحادية.

وتساءل الحزبان عمّا اذا كان مبدأ شراكة اقليم كردستان في تشكيل الدولة الاتحادية مستمرًا ام لا؟ .. لافتين الى أن معظم جوانب هذه الشراكة قد تم خرقها. وشدد المكتبان السياسيان على ضرورة توجه وفد كردي الى بغداد من اجل التفاوض والحوار وحل الخلافات.

أزمة التشكيلة الوزارية&

ودعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم الى بلورة رؤى مشتركة بين الكتل السياسية لتجاوز العقبات الراهنة وضمان حقوق جميع المكونات العراقية في التعديل الوزاري الجديد.

وخلال اجتماع معصوم في بغداد اليوم مع اعضاء من كتلة اتحاد القوى العراقية السنية والكتل الكردستانية، تم بحث&سبل تجاوز الازمة الوزارية الراهنة، فضلاً عن انجاز الاصلاحات المطلوبة.

واكد معصوم حرصه على اجراء اللقاءات مع كافة الكتل النيابية والقوى الفاعلة من اجل بلورة الرؤى المشتركة لضمان تجاوز العقبات الراهنة بما يضمن حل المشاكل الطارئة وضمان المصالح العليا للبلاد وتفعيل مؤسسات الدولة والمحافظة على هيبتها مع ضمان حقوق كافة مكونات المجتمع العراقي، كما نقل عنه بيان رئاسي اطلعت عليه "إيلاف".

من جانبهم، اكد ممثلو الكتلتين السنية والكردية البرلمانيتين المشاركتين في الاجتماع، الحرص على &ضرورة الوصول الى تفاهمات متينة على اساس المشتركات الوطنية وتقود الى اجراء الاصلاحات الحقيقية في جميع المجالات وتراعي مصالح الجميع دون استثناء أو تهميش.&

الكونغرس يدعم الاصلاحات&

وبحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد اليوم مع وفد من الكونغرس الاميركي برئاسة ايدورد رويس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي وعضوية النائبة في الكونغرس لويس فرانكل بحضور السفير الاميركي ستيوارت جونز،&تعزيز العلاقات بين البلدين والحرب ضد تنظيم داعش والاوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة.

واعرب الوفد الاميركي عن دعمه للاصلاحات التي يقوم بها العبادي في ضوء التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق، ومنها الازمة المالية نتيجة انهيار اسعار النفط، والحرب على العصابات الارهابية، كما قال بيان صحافي لمكتب العبادي اطلعت على نصه "إيلاف".

وابدى الوفد استعداد بلاده لمساعدة العراق بإعادة امواله المسروقة خارج العراق، اضافة الى تزويد العراق بالخبرات اللازمة في مكافحة الفساد وتشريع القوانين التي تحد من الفساد. كما جرى خلال الاجتماع التأكيد على تسهيل حركة الاستثمارات للعراق للنهوض ببناه التحتية، حيث اكد وفد الكونغرس دعمه لوحدة وسيادة العراق .

وفي هذا المجال، يستبعد خبراء قانونيون تمكن لجنة شكلها مجلس النواب مؤخرًا من تحقيق أي نتائج ايجابية تجاه استرداد الاموال العراقية المهربة، بعد ان عجزت عنها هيئات ومجالس ولجان وأجهزة حكومية كثيرة لاسترداد هذه الاموال التي تم تهريبها زمن النظام الحالي باستخدام اسلوب غسل الاموال. &

إزالة الألغام

إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة اليوم عن تمويل جديد بقيمة خمسة ملايين دولار الى العراق &للمساعدة في تطهير الرمادي من مخاطر المتفجرات، مؤكدة انها خطوة أولى ضرورية لدعم السلطات العراقية في جهودها لإصلاح البنية التحتية الأساسية والمساعدة على عودة العائلات النازحة إلى منازلها.

واشارت السفارة الاميركية في بيان اليوم الى انه بحسب تقديرات الأمم المتحدة توجد الآلاف من العبوات الناسفة التي تركها داعش في جميع أنحاء الرمادي. واضافت أن السفارة ومكتب إزالة وإبطال مفعول الأسلحة في قسم الشؤون العسكرية التابع لوزارة الخارجية الأميركية قاما في إطار هذه المبادرة الجديدة&بمنح العقد لمجموعة&"ستيرلينغ إنترناشينال" الرائدة في مجال إزالة الألغام في العالم بالشراكة مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ومحافظ الانبار صهيب الراوي وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" وصندوق تمويل الإستقرار الفوري التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

واوضحت السفارة أن مجموعة ستيرلنغ ستبدأ بالجهود الأولية لإجراء مسح للعبوات الناسفة في عدة أحياء من الرمادي، وكذلك محطة المياه الرئيسة في حي التأميم بالمدينة.

وفي وقت سابق اليوم، أكدت الأمم المتحدة اليوم التزامها بجعل العراق خالياً من تهديد الألغام والمخلفات الحربية غير المنفجرة، والبالغ عددها 26 الف لغم، وعبرت عن قلقها بشأن المدنيين العائدين للمناطق المحررة المليئة بالمتفجرات بسبب التلوث الواسع للعديد من المناطق والقرى المحررة مؤخراً.
&