تلقت القوات الأذربيجانية أوامر بشن غارات مدفعية على معاقل الانفصاليين ما لم يتوقفوا عن إطلاق القذائف

هددت قوات أذربيجان بشن "هجوم كبير" على عاصمة إقليم ناغورنو قره باخ المتنازع عليه في الوقت الذي تدور فيه صدامات مسلحة مع الانفصاليين الأرمن.

وقال وزير دفاع أذربيجان زاكر حسانوف إنه "أمر قواته باستهداف استيبانكرت إذا لم يتوقف الانفصاليون عن "إطلاق القذائف على مستوطناتنا"الأذربيجان.

وحذرت السلطات في ناغورنو قره باخ من أن القصف الدائر هناك سوف يُقابل برد "مؤلم جدا".

وحذرت أرمينيا التي تدعم الانفصاليين، في وقت سابق، من أن القتال يمكن أن يكون شرارة تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة.

وقال الرئيس الأرميني سيرج سركسيان إن تجدد الصراع سوف "يؤثر على الأمن والاستقرار، ليس في جنوب منطقة القوقاز فقط، بل على أوروبا أيضا".

تجدد الصراع بين أذربيجان والأرمينيين في ناغورنو كاراباخ بعد توقف دام 22 عاما

وأعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف عن قلقهما، مطالبين الجانبين بوقف القتال.

وقال رايان ديمتري، مراسل بي بي سي في المنطقة، إن التوترات تتصاعد عقب بدء حرب التصريحات بين الجانبين منذ الاثنين الماضي.

وحذر حسانوف من أن قوات أذربيجان سوف تبدأ قصفا مدفعيا على استيبانكرت، التي يصل عدد سكانها إلى 50 ألف نسمة، إذا لم يتوقف الأرمن عن إطلاق القذائف.

وذكر بيان نشرته وزارة الدفاع أذربيجان على موقعها على الإنترنت أنه "رغم التحذيرات المتكررة من وزارة الدفاع، لا يترك الأرمن أمام أذربيجان خيارا سوى اتخاذ الإجراءات الانتقامية ردا على تحركاتهم التي تفتقر إلى الإنسانية".

وتوعد وزير دفاع ناغورنو قره باخ، غير المعترف بها، أن يكون رده مدمرا على تلك التهديدات.

وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان إن الأرمن مستمرون في قصف مواقع عسكرية وقرى قريبة من جبهة القتال رغم وقف إطلاق النار المعلن من طرف واحد، وهو أذربيجان.

وأُسر 170 من الانفصاليين الأرمن، علاوة على تدمير 12 مركبة مدرعة تابعة للأرمن، وفقا لبيان الوزارة.

رغم ذلك، نفى متحدث باسم وزارة الدفاع الأرمنية تلك "المزاعم"، واصفا إياها بأنها نتاج "الخيال الجامح" للقوات المسلحة الأذربيجانية، وفقا لما نقلته وكالة أنباء أسوشيتد برس.

اشتبك طرفا الصراع في حرب تصريحات موازية للقتال على الأرض

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن طائرة أذربيجانية بدون طيار قصفت حافلة كانت تقل متطوعين متجهين إلى مارتيكرت، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.

وتقدم المئات في أرمينيا الأيام القليلة الماضية للانضمام إلى قوات الانفصاليين في صراعهم مع أذربيجان.

وقال متحدث باسم القوات المسلحة لناغورنو قره باخ إن عشرين من القوات الأرمينية قُتلوا منذ تصاعد حدة القتال يوم السبت الماضي في حين أصبح 26 آخرون في عداد المفقودين، وفقا لما نقلته عنه وكالة أنباء ميدياماكس.

ولكن لم يتسن التأكد من أي مما زعمه طرفا الصراع من مصادر مستقلة.

وبدأ القتال بين الجانبين في الثمانينيات من القرن العشرين، وتصاعدت حدته ليتحول إلى حرب شاملة عام 1991، بمجرد انهيار الاتحاد السوفيتي، أودت بحياة 30 ألف شخص قبل وقف إطلاق النار عام 1994.

ومنذ ذلك الحين يتولى الإقليم، الواقع بالكامل داخل أذربيجان، إدارة شؤونه بنفسه وبدعم مالي وعسكري من أرمينيا.