المنامة: حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال زيارته البحرين الخميس ايران على مساعدة المجموعة الدولية في وقف النزاعين الاقليميين في سوريا واليمن، منتقدا طهران بسبب "تحركاتها المزعزعة للاستقرار" في الشرق الاوسط.
وفي اول زيارة لوزير خارجية اميركي الى البحرين منذ 2010، قال كيري ايضا للسلطات ان احترام حقوق الانسان "ضروري" في هذا البلد الذي يعد غالبية شيعية وتحكمه سلالة آل خليفة السنية.
وسيلتقي كيري نظراءه الخليجيين في وقت لاحق الخميس قبل اسبوعين من حضور الرئيس الاميركي باراك اوباما قمة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض.
وتاتي تصريحات كيري خلال مؤتمر صحافي في المنامة الى جانب نظيره البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة الذي قطعت حكومته في مطلع السنة علاقاتها مع ايران.
ودعا كيري ايران الى ان "تثبت للعالم انها تريد ان تكون عضوا بناء في المجموعة الدولية والمساهمة في السلام والاستقرار ومساعدتنا على انهاء الحرب في اليمن وسوريا وليس تصعيدها".
من جهته ندد وزير خارجية البحرين بسلوك ايران معبرا عن الرغبة في ان تغير سياستها الخارجية.
وقال ان "تدخلات ايران بالوكالة في انحاء من منطقتها تستمر دون توقف".
واضاف "نريد ان نراهم يساعدون" في محاولة "التوصل الى حل سياسي" في الدول التي تمزقها الحرب لكن "نعم، نريد ان نرى ايران تغير من سياستها الخارجية".
كما ندد كيري مرة جديدة "بالاعمال المزعزعة للاستقرار" التي تقوم بها ايران في المنطقة مشيدا في الوقت نفسه بالاتفاق التاريخي حول الملف النووي الذي ابرم بين القوى الكبرى وايران في تموز/يوليو 2015.
وهذا الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في كانون الثاني/يناير وادى الى رفع العقوبات عن ايران يعتبر انجازا دبلوماسيا لادارة الرئيس باراك اوباما مع بدء تقارب بين العدوين السابقين.
وتشارك كل دول مجلس التعاون باستثناء سلطنة عمان في التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يشن منذ آذار/مارس 2015 ضربات ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن بهدف دعم الحكومة.
وقد اوقع النزاع في اليمن حوالى 6300 قتيل بحسب الامم المتحدة.
وذكر تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الخميس ان قنابل مصنوعة في الولايات المتحدة استخدمت في غارات جوية شنها التحالف العربي على سوق في اليمن ادت الى مقتل 97 مدنيا على الاقل بينهم اطفال الشهر الماضي.
وردا على سؤال حول التقرير قال كيري "بالنسبة لليمن ليست لدي معلومات قوية او وثائق تتعلق بالاسلحة التي يمكن ان تكون قد استخدمت".
واكد ان واشنطن تبذل جهودا "لمحاولة التوصل الى وقف شامل لاطلاق النار في اليمن".
واتفقت الاطراف المتحاربة في اليمن على تطبيق وقف لاطلاق النار تم بوساطة الامم المتحدة في عطلة نهاية الاسبوع الماضي تتبعه مفاوضات سلام في الكويت في 18 نيسان/ابريل.
كما ان دول الخليج تدعم فصائل المعارضة السورية التي تقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد منذ بدء النزاع في سوريا في 2011.
وايران الى جانب روسيا، تعتبر ابرز حليف لنظام الرئيس السوري في هذا النزاع الذي اوقع اكثر من 270 الف قتيل منذ بدئه وتسبب بتشريد قرابة خمسة ملايين شخص.
وقال مسؤول اميركي ان كيري سيبحث مع نظرائه الخليجيين "بعض المسائل الاقليمية الحساسة لا سيما اليمن وسوريا والوضع في العراق ولبنان واماكن اخرى في المنطقة".
والولايات المتحدة شريكة عسكرية وفي مجال النفط لدول الخليج، وتثير سياسة واشنطن حيال طهران قلقا لدى هذه الدول.
ودعا كيري مجددا ايران الى المساعدة في "تغيير الدينامية في هذه المنطقة للتمكن من الخوض في نشاط اقتصادي كامل".
- "نظام يشمل الجميع"-
وقد شنت السعودية والبحرين والامارات غارات ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا في اطار التحالف العسكري ضد الجهاديين الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال المسؤول الاميركي "نحن راضون عن مستوى الدعم الذي نتلقاه من دول الخليج في التحالف بشكل عام".
وبخصوص الوضع في البحرين، حث كيري السلطات على اعتماد "نظام سياسي يشمل الجميع". وقال كيري "هنا، كما في كل الدول، نعتقد ان احترام حقوق الانسان ووجود نظام سياسي يشمل الجميع، هما امران اساسيان".
ويشكل الشيعة غالبية في البحرين التي تشهد اضطرابات متقطعة منذ الحركة الاحتجاجية التي بدأت في 2011 في خضم "الربيع العربي"، للمطالبة باصلاحات وملكية دستورية في هذا البلد.
واضاف كيري ان "وزير الخارجية (البحريني) وانا اتيحت لنا الفرصة لبحث الجهود الجارية لخفض الانقسامات الطائفية ومعالجتها هنا في البحرين واماكن اخرى، واثمن الطريقة الجدية التي ينظر بها لهذه المسالة".
وتابع "نرحب بكل الاجراءات التي اتخذتها الاطراف لخلق ظروف تهدف الى تشجيع مشاركة سياسية اكبر لمواطني هذا البلد العظيم".
وفي وقت سابق هذا الشهر دعت منظمة العفو الدولية السلطات البحرينية الى الافراج عن المعارضين المسجونين "فورا ودون اية شروط".
التعليقات