بروكسل: أعلن حلف شمال الاطلسي الثلاثاء انه سيعقد في 20 نيسان/ابريل اول اجتماع رسمي له مع روسيا منذ العام 2014 لبحث الازمة الاوكرانية ومسائل امنية اخرى، ما يدل على تحسن في العلاقات بين الطرفين.

ونالت فكرة استئناف الحوار مع موسكو دعم وزير الخارجية الاميركي جون كيري في كانون الاول/ديسمبر على خلفية التقارب بهدف ايجاد حل للازمة السورية، وتبعته في ذلك عدة دول حليفة في اوروبا الغربية.

وقالت ناطقة باسم الحلف لوكالة فرانس برس "تم التوصل الى الموعد عبر توافق متبادل" لكنها اضافت بان الاجتماع يهدف الى "الحوار، ولا يعني عودة الامور الى طبيعتها".

وسيعقد اللقاء في مقر الاطلسي في بروكسل على مستوى السفراء.

وكان الامين العام للحلف ينس ستولتنبرغ اعلن الاسبوع الماضي عن اجتماع قريب لمجلس الاطلسي-روسيا، هو الاول منذ حزيران/يونيو 2014 في دليل على عودة العلاقات بين الطرفين التي تضررت بسبب النزاع في اوكرانيا وخصوصا بعد ضم شبه جزيرة القرم.

وقال مسؤول في الحلف الاطلسي لوكالة فرانس برس في الاونة الاخيرة رافضا الكشف عن اسمه "في الاوقات الصعبة، من المهم اجراء حوار. هذا يثبت اننا ملتزمون بمواصلة الحوار السياسي".

وكان سفراء حلف شمال الاطلسي وروسيا يجتعون بانتظام في اطار هذه الهيئة الى حين اندلاع الازمة الاوكرانية التي اعادت الاجواء الى ما يشبه حقبة الحرب الباردة.

وقالت المتحدثة باسم الحلف ان الاجتماع الذي سيعقد في مقر الاطلسي في بروكسل سيركز على ثلاثة مواضيع اساسية حددها ستولتنبرغ وهي اوكرانيا والانشطة العسكرية عموما والوضع في افغانستان.

ويرغب الامين العام للحلف بان تشمل المحادثات "ضرورة تطبيق كامل" لاتفاقات مينسك 2015 حول وقف اطلاق النار التي ادت الى هدوء هش في شرق اوكرانيا. لكن في الاسابيع الماضية تكثفت المواجهات مهددة اتفاقات السلام هذه التي كان يفترض ان تتيح العودة الى ضبط الحدود بين روسيا واوكرانيا.

وخلال اخر اجتماع بين الحلف وروسيا تبادلت مختلف الاطراف الاتهامات بالمسؤولية عن الازمة الاوكرانية. ولا يزال مستقبل شبه جزيرة القرم غير اكيد حيث يصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على انه لن يتخلى عنها فيما يشدد حلف شمال الاطلسي في المقابل على عدم الاعتراف بضمها.

شفافية وخفض المخاطر

اعلن ستولتنبرغ ايضا ان الطرفين سيبحثان الانشطة العسكرية بشكل شامل مع "تركيز خاص على الشفافية وخفض المخاطر".

وردا على تدخل روسيا في اوكرانيا، وافقت الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي على عملية اعادة تنظيم عسكرية كبرى وارسلت قوات ثم بعض السفن الاضافية لطمأنة الدول الحليفة في اوروبا الشرقية بان الحلف يدعمها.

لكن روسيا كثفت في هذه الاثناء طلعاتها الجوية ما ادى الى تزايد عمليات الاعتراض التي يقوم بها الحلف الاطلسي في الاجواء.

ولفت ستولتنبرغ الى ان حلف شمال الاطلسي وروسيا بحاجة الى اعتماد الشفافية لتجنب اي سوء فهم خطير محتمل وخصوصا بعد اسقاط مقاتلة روسية في تشرين الثاني/نوفمبر من قبل تركيا، العضو البارز في الحلف، على الحدود السورية.

ونقطة البحث الثالثة ستكون افغانستان حيث يبدو ان حركة طالبان تحقق تقدما بعدما انهى حلف شمال الاطلسي عملياته القتالية في ذلك البلد. وقال ستولتنبرغ ان محادثات المجلس ستتطرق الى الوضع في افغانستان "بما يشمل التهديدات الارهابية الاقليمية".

وينشر حلف شمال الاطلسي الاف الجنود في افغانستان في اطار مهمة دعم للقوات المحلية التي تواجه تمرد حركة طالبان التي دعيت في المقابل الى محادثات سلام مع السلطة الافغانية. وفيما علق الحلف الاطلسي التعاون العملي مع روسيا بسبب الازمة الاوكرانية، شدد ستولتنبرغ على الدوام بان مجلس الاطلسي-روسيا يجب ان يبقى مفتوحا كقناة تواصل بين الطرفين.

كما استعان الغرب بمساعدة روسيا في النزاع السوري لضرب تنظيم الدولة الاسلامية ما ادى الى تقارب في الاونة الاخيرة قاد الى اعلان وقف اطلاق نار وفتح محادثات سلام بين النظام السوري والمعارضة في جنيف.