أبرزت صحف عربية بنسختيها الورقية و الإلكترونية التطورات الطارئة على الأزمة السورية بعد أن أعلن وفد المعارضة في مفاوضات جنيف نيته في تعليق المحادثات و نشوب معارك شمال غربي البلاد بعد أن قالت بعض جماعات المعارضة المسلحة أن الجيش السوري قد خرق الهدنة.

وتنتقد بعض الصحف السورية المعارضة، متهمين إياها بمحاولة تجنب الحوار، بينما يبدي معلقون خليجيون تعاطفا مع المعارضة و يلقون باللوم على قوات الحكومة السورية.

على صعيد آخر، يأسف بعض المعلقين لفشل اجتماع الدوحة للدول المنتجة للنفط (أوبك) التوصل لاتفاق لتجميد الإنتاج إلى مستويات يناير/ كانون الثاني من هذا العام في ظل تراجع قوي لأسعار النفط.

"فشل مؤكّد"

تنتقد افتتاحية البعث السورية ما تصفه بـ"تصريحات غير مسؤولة لبعض أعضاء ما يسمى وفد معارضة الرياض ودعوا فيها لمهاجمة الجيش العربي السوري وخرق وقف الأعمال القتالية وقصف المدن السورية".

على المنوال ذاته، تقول الوطن السورية إن "معارضة الرياض تريد نسف التفاهمات الروسية الأميركية والهروب من الحوار"، مضيفة: "أكدت تصريحات موفدو معارضة الرياض إلى جنيف، بأن خيار الحوار لم يعد خيارهم، وأن الحل العسكري الذي كان ولا يزال يتبناه آل سعود هو الحل الأمثل بالنسبة إليهم لحل الأزمة السورية والسطو على الحكم".

بنبرة مماثلة، يتوقع محمد خروب في الرأي الأردنية أن تفشل المفاوضات، قائلا: رغم كل محاولات ضخ الحياة في مفاوضات جولة جنيف السورية الراهنة، التي تبذلها اطراف معينة (قليلة ومعدودة في الواقع)، فإن المؤشرات تشي بأنها ذاهبة الى فشل مؤكد.

ويلقي الكاتب باللوم على وفد المعارضة، قائلا إن الأخير "تمترس خلف مواقِفه المُتشنجة وراح قادته وكبير مفاوضيه يطلقون تصريحات تبدو في ظاهر الحال وكأنها عنترية وثورية وتستند الى جيوش ميدانية جرّارة واخرى ذات تأثير على موازين القوى الميدانية وثالثة بما تتمتع به من دعم سياسي ودبلوماسي واعلامي دولي واقليمي وعربي مهول".

على النقيض، ترى افتتاحية الراية القطرية أن "تعليق مشاركة المعارضة في جلسات المفاوضات هدفه الأساسي التمسك بالقرارات الدولية".

وتضيف الصحيفة: "تعليق المعارضة السورية مشاركتها الرسمية في مفاوضات جنيف يمثل فرصة للجميع لتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 والتعامل مع الموضوع الأساسي المتعلق بتشكيل هيئة للحكم لا دور فيها للرئيس بشار الأسد ولذلك فإن هذا التعليق هو رسالة واضحة تؤكد تمسك المعارضة بمقررات جنيف1 وجميع القرارات الأممية التي أكدت أهمية تشكيل هيئة انتقالية للحكم في سوريا لا مكان فيها للأسد أو نظامه".

بدورها، تقول السفير اللبنانية أن الهدنة السورية منذ سريانها في فبراير/شباط الماضي لم تحظى "بأية إدارة جادّة تسعى إلى ضبط التجاوزات ومحاسبة المسؤولين عن الخروق، فكان أن أدّى تراكم الخروق وانتقالها من مستويات صغيرة إلى مستويات أكثر اتساعاً وخطورةً، إلى تلاشي الهدنة نهائياً وعودة التصعيد العسكري إلى سابق عهده على مختلف جبهات القتال التقليدية".

وتضيف الصحيفة: "في تصعيد جديد من شأنه إسقاط ورقة التوت الأخيرة عن الهدنة، أطلقت مجموعة من الفصائل المسلحة، صباح أمس، معركة جديدة امتدت من جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية إلى سهل الغاب في ريف حماه الغربي".

الدوحة

تقول صحيفة العدالة العراقية في افتتاحيتها: "تضررت الدول المنتجة بمجملها من فشل اجتماع الدوحة، ولو بنسب مختلفة".

وتضيف: "سيستمر فائض العرض وارتفاع الخزين مع استمرار دخول 1-2 مليون برميل اضافي يوميا، في الضغط سلباً على الاسعار، مع دخول المزيد من النفط الإيراني واحتمال عودة النفط الليبي. ولن يغير من ذلك كثيراً التوقف المؤقت بسبب الاضرابات للصادرات الكويتية جزئياً او كلياً. فلكي تتحسن الاسعار فان الامر يتطلب اتجاهات جدية كتخفيض حقيقي للانتاج، او زيادة حقيقية للطلب وعودة معدلات نمو الاقتصاديات العالمية".

وتقول الصباح الجديد العراقية: "انهار اجتماع لكبار منتجي النفط في العاصمة القطرية الدوحة دون التوصل إلى اتفاق لتثبيت الإنتاج مما وضع مصداقية منظمة البلدان المصدرة للبترول على المحك وترك العالم متخماً بفائض كبير من إمدادات الوقود غير المطلوبة".

بدوره، يرى حازم عيد في السبيل الأردنية أن الإيقاع الاقتصادي والسياسي للمنطقة العربية لم يعد مرتبطا فقط بسوق النفط وتداعياته بل وبالأزمات السياسية والاجتماعية والحروب المستعرة في الاقليم وعلى رأسها الازمة السورية".

ويضيف: "في المنطقة العربية لن تتضح تداعيات انهيار اسعار النفط دون ربطها بالمسارات السياسية والاجتماعية والامنية في المنطقة؛ فالدول الخليجية باتت مطالبة الان بإصلاحات هيكلية في اقتصاداتها اكثر من اي وقت مضى، ذلك ان الازمة ممتدة زمنيا ولم تعد عابرة".

&