اسلام اباد: عزل الجيش الباكستاني عددًا من كبار الضباط المتهمين بالفساد، كما اعلنت مصادر عسكرية الخميس لوكالة فرانس برس، في تطبيق غير مألوف لاجراءات المحاسبة في اقوى مؤسسات البلاد.
وقال ضابط في مقر قيادة الجيش "استطيع ان اؤكد ان ستة من كبار الضباط على الاقل قد فصلوا من الخدمة، ومنهم ضابط برتبة جنرال"، وعزا الى رئيس الاركان رحيل شريف الذي يتمتع بشعبية كبيرة، الفضل في فتح التحقيق الذي ادى الى عزل هؤلاء الضباط.
واكد هذا القرار مصدر آخر، لكن القنوات العسكرية الرسمية لم تعلن عنه. ولم تتوفر ايضاحات حول تاريخ عزل هؤلاء الضباط، وطبيعة الأخطاء التي تؤخذ عليهم، او ما اذا كانوا سيحاكمون في محكمة مدنية ام لا.
ومن النادر جدا التحدث علنا عن تجاوزات الجيش، الذي حكم باكستان طوال نصف فترة وجودها تقريبا، وما زال يمارس نفوذا كبيرا على سياسة البلاد ولا سيما الخارجية منها.
واعتبر الجنرال المتقاعد طلعت مسعود في تصريح لوكالة فرانس برس، ان "الجيش... يعطي مثالا رائعا سينجم عنه تأثير بالغ الاهمية والايجابية على المستقبل". واضاف ان "الفاسدين سيشعرون بالقلق الان".
اتخذ هذا القرار فيما يواجه رئيس الوزراء نواز شريف متاعب ناجمة عن الكشف عن "اوراق بنما"، لأن بعضا من هذه الوثائق يفيد ان نجليه واحدى بناته يحوزون ممتلكات عبر شركات اوف شور.
وقد اعلن عن تشكيل لجنة تحقيق بعيد نشر هذه الوثائق التي سربت من مكتب موساك فونسيكا للمحاماة. لكن اعضاءها ومهمتها لم يتحددوا بعد. وتطالب "حركة الانصاف الباكستانية"، الحزب الثالث في البلاد، بتدابير بالغة القسوة، وإلا فانها تهدد بحشد انصارها ضد الحكومة.
التعليقات