قال علماء إن بكتيريا قد "تشوش" عمل جهاز المناعة، ما يثير المشاعر التي تسبب مرض فقدان الشهية.وهذه أول نظرية تربط بين البكتيريا وهذا المرض خلافاً للنظريات السابقة التي تتحدث عن عوامل اجتماعية ونفسية وبيئية تسبب تلك الحالة.

لندن: توصل مجموعة من العلماء إلى أن بكتيريا قد "تشوش" عمل جهاز المناعة، ما يثير تلك المشاعر التي تسبب فقدان الشهية، ويعتقد علماء من جامعة لانكستر أن متلازمتي القولون العصبي والتعب المزمن قد يكون لهما المسبب المرضي نفسه. وهذه النظريّة الأولى الّتي تربط بين البكتيريا واضطراب فقدان الشهية للطعام، خلافًا للنظريات السابقة التي تتحدث عن عوامل اجتماعية ونفسية وبيئية تسبب الحالة.

متلازمة القولون العصبي

ووفقًا لما نقلته صحيفة التيلغراف البريطانية، ذكر أن فقدان الشهية هو من عائلة الأمراض نفسها مثل متلازمة القولون العصبي ومتلازمة التعب المزمن، وتقول الدراسة إن النساء أكثر سرعة في التأثر بالأمراض التي تصيب المناعة الذاتية، مثل فقر الدم الخبيث، عندما يهاجم نظام المناعة الخلايا الصالحة في الجسم. وما يدل على ذلك أن الإناث أكثر عرضة بـ10 مرات للإصابة بفقدان الشهية، والقولون العصبي والتعب المزمن. وذلك كونهن يركزن كثيرًا على شكلهن الخارجي، ينتشر هذا المرض بين الفتيات اللواتي تتطلب أعمالهن الحفاظ على الوزن مثل عارضات الأزياء وراقصات الباليه، مما يجعل الفتاة تخاف من إكتساب الوزن.

وفي هذا السياق، يوضح الدكتور كوينتن ويسلز، من جامعة لاكستر، أن المرض يبدأ عندما يتفاجأ الجسم ببعض أنواع البكتيريا، ما يحفز استجابة مناعية تهاجم "بشكل غير متعمد" خلايا سليمة بالجسم. ويبدأ الجسم بمهاجمة أي جسم غريب عبر أجسام مضادة ينتجها جهاز المناعة، غير أن هذه الأجسام قد تكون مسؤولة عن تحفيز مشاعر حادة مثل الخوف والاشمئزاز.

ويذكر أن حوالى 750 ألف شخص في بريطانيا يعانون من اضطراب في الأكل وحوالى 75 ألف يعانون من فقدان الشهية. ونحو سبعة ملايين شخص لديهم أعراض القولون العصبي، في حين تم تشخيص 250 ألف مصاب بمتلازمة التعب المزمن. وقد أظهرت الأبحاث العلمية السابقة أنه قد يكون لتلك الأمراض المذكورة أصل بكتيري. ويذكر أن أعراض القولون العصبي عادة تتبع حلقة من الإسهال المعدية بينما متلازمة التعب المزمن يمكن أن يكون سببها عدد كريات الدم البيضاء المعدية والتهاب الكبد الفيروسي.

آفاق علاجية

وفي بحث منشور في مجلة الفرضيات الطبية، يقول كل من الدكتور جيم موريس من مستشفيات جامعة خليج موركامب، والدكتور سو بروتون والدكتور فيسيلز من جامعة لانكستر، إن التفسيرات الحالية لحدوث الأمراض غير مقنعة، ويضيفون: "إن العوامل النفسية قد تكون مهمة، ولكنها غير مقنعة لأن تكون السبب الرئيس أو الأساسي، فعلى سبيل المثال، هناك أثر كبير في حدوث الاعتداء الجسدي والجنسي في مرحلة الطفولة في أولئك الذين يعانون من اضطرابات وظيفية". ويؤكدون: "من السهل أن نرى كيف يمكن أن تؤثر الأعراض لدى البالغين ولكنه يمتد سذاجة أن نتصور الاعتداء باعتباره السبب الوحيد والكافي للاضطراب الوظيفي".

وإذا ثبت هذا فعلاً، فإنه سيفتح آفاقًا علاجية جديدة لاضطرابات الطعام وأمراض أخرى مشابهة. على سبيل المثال، فإن نقل الخلايا المناعية من الدم من الأشخاص الأصحاء يمكن أن تساعد على عكس معظم الحالات الشديدة من فقدان الشهية. فإن تغيير البكتيريا في الأمعاء لإزالة المصدر الأصلي يمكن تخفيف حدة مرض متلازمة القولون العصبي ومتلازمة التعب المزمن، ويعمل حاليًا فريق من العلماء على إجراء اختبار لنظريتهم على نماذج حيوانية لمعرفة ما اذا كان يمكن اكتشاف البكتيريا المسؤولة.

ويقول الدكتور ويسلز: "إذا تمكنّا من عزل البكتيريا المصابة ربما يمكننا استعادة التوازن البكتيري الصحيح. نأمل أن تنتقل إلى المختبر خلال فصل الصيف، وأن نتوصل إلى نتيجة بحلول نهاية العام ".

ومن جانبه، يقول الطبيب النفسي الدكتور جيفري ليبرمان، مدير معهد الطب النفسي لولاية نيويورك: "ما يجعل تطوير حالة اضطرابات الأكل لا يزال غير معروف ما إذا كان يمكن أن يكون معديًا اجتماعيًا".

اضطراب الأكل وفقدان الشهية

ويقول اندرو رادفورد، الرئيس التنفيذي لجمعية اضطراب الأكل الخيرية (BEAT): "إن الجمعية ترحب بأي بحث جديد يضيف أي معلومات إضافية إلى معرفتنا للأسباب وموجبات اضطرابات الأكل"، ويضيف: "إن مرض فقدان الشهية العصبي يحصد ضحايا أكثر بكثير من أي مرض عقلي آخر، واضطرابات الأكل تكلف اقتصاد المملكة المتحدة 16 مليار يورو في السنة، وبالتالي فإن هناك حاجة ملحة لمزيد من المعرفة وأفضل علاج فعّال ليحد من هذا المرض"، ويؤكد: "على الرغم من أن سبب مرض اضطراب الأكل وفقدان الشهية لا يزال غير معروف، الأدلة الحالية تشير إلى أنها تنجم عن استعداد وراثي ناتج عن حدث معين عانى منه المريض ونحن نتطلع إلى المزيد من البحوث لعلاجه".

ويوضح الدكتور ويسلز أن المرض يبدأ عندما يتفاجأ الجسم ببعض أنواع البكتيريا، ما يحفز استجابة مناعية تهاجم "بشكل غير متعمد" خلايا سليمة بالجسم، ويبدأ الجسم بمهاجمة أي جسم غريب عبر أجسام مضادة ينتجها جهاز المناعة، غير أن هذه الأجسام قد تكون مسؤولة عن تحفيز مشاعر حادة مثل الخوف والاشمئزاز، وإذا ثبت هذا فعلاً، وقد نشر في دراسة الأسبوع الماضي، فإنه سيفتح آفاقًا علاجية جديدة لاضطرابات الطعام وأمراض أخرى مشابهة.