قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال إطلاقه اليوم مؤسسة دبي للمستقبل كمؤسسة وقف بحثي مستقلة، "بعد أكثر من 1000 سنة نقف اليوم لنعيد إحياء بيت الحكمة"، على أن يكون الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، ومحمد بن عبدالله القرقاوي نائب رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل.
&
حوار الشيخ زايد وهاولي
&
عندما سأل دي هاولي، المقيم السياسي في الخليج، في أكتوبر عام 1958، الراحل مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان حاكم العين في ذلك الوقت، قائلاً، "إذا ثبت اكتشاف النفط قبالة جزيرة داس يمكن استغلاله تجاريًا لكم"، ردّ الشيخ زايد قائلاً إنه لن يفكر كثيرًا في هذه المسألة، لكن الأشياء التي تجول في خاطره باعتبارها الأكثر إلحاحاً هي إقامة المستشفيات والمدارس وتحسين إمدادات المياه في القرى والدفاع عن البلاد وتأسيس الجيش. ومن هنا بدأت فكرة تأسيس الدولة.
&
وقد بدأت هجرة العقول إلى شحذ مواهب المفكرين والمبدعين، ولعب بيت الحكمة أمرًا محوريًا في نهضة العصر العباسي تحت راية الخليفة المأمون، حيث كان بيت الحكمة يجمع نخبة عقول الأدب والترجمة في جميع اللغات ذات الثقافات والحضارات العريقة.
&
وكان نوابغ المترجمين ينقلون الفلسفة والعلوم والمعارف والفنون الهندية واليونانية والفارسية والسيريانية وغيرها من اللغات.
&
وقد لعب بيت الحكمة دورًا جوهريًا في توسيع آفاق المعرفة في جميع الميادين، ما جعل العصر العباسي يوصف في تلك الحقبة بالعصر الذهبي.
&
&وعندما أشار الشيخ محمد بن راشد إلى إحياء بيت الحكمة، فإنما أشار إلى الانفتاح على كنوز الثقافات والحضارات القديمة والحديثة والمستقبلية، مما يشكل انطلاقة نوعية تستطيع بالمكاسب العلمية والتكنولوجية المتطورة أن تنقل دبي عقودًا إلى الأمام، وتجعلها منارة تشرق على العالم وتجتذب كل العقول النيرة والمواهب المبدعة المتألقة مع جميع أصقاع العالم.
&
نهضة فلورنس أوروبا
&
عصر النهضة الأوروبية هو الآخر انطلق إلى كل أرجاء القارة الأوروبية من مدينة توافرت فيها كل شروط الانفتاح على العالم، إنها مدينة فلورنس التي جمعت كل أسباب النهضة الثقافية والفنية والأدبية، وكل الصناعات المتطورة في عصرها. لقد كانت بمثابة دبي أوروبا في جمع كل الشروط اللازمة.
&
للنهضة: الانفتاح والأمن والاستقرار والتطلع إلى المستقبل لتطوير الحاضر وبناء كل ذلك على الأصالة والهوية.
&
هكذا تحقق الحلم بامتداد الطموح المبدع من الآباء المؤسسين إلى الأبناء الذين ينطلقون في الأصالة إلى التحليق في المستقبل قبل أن يأتي المستقبل.