انطلق صاروخ "سويوز – 2.1 آ" الروسي اليوم الخميس من قاعدة "فوستوتشني" الفضائية الجديدة، التي أنشأتها روسيا في شرق شطرها الآسيوي،&وشاهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملية الإطلاق.&

موسكو: أعلنت شركة (روسكوسموس) الروسية أن الصاروخ يحمل على متنه 3 أقمار اصطناعية، هي "لومونوسوف"، و"آيست-2 د" و"SamSat-218"، وقالت إنها انفصلت بشكل ناجح عن الصاروخ، وتم توصيلها إلى المدار.

وكان بوتين وصل إلى القاعدة الفضائية الجديدة، المعروفة باسم "فوستوتشني"، ليحضر حفل تدشينها بإطلاق صاروخ "سويوز– 2.1 آ".

تهنئة&
وقال بوتين مخاطبًا العاملين في القاعدة الفضائية الجديدة: "أريد أن أهنئكم، فثمة ما نفتخر به، تسببت أسباب تقنية يوم أمس في وقف الإطلاق، وهذا شيء طبيعي. أهم شيء أن المنصة تعمل، وتم تحضيرها من قبلكم بشكل جيد، وأمامنا مرحلة ثانية، تتلخص في إعداد المنصة لصاروخ ثقيل، هناك عمل كثير، ولا شك أن هذا الحدث خطوة جدية وكبيرة في تطوير الملاحة الفضائية الروسية".

وبعد تدشين القاعدة الفضائية الجديدة، التي بدأت روسيا في إنشائها منذ العام 2012، أصبح بإمكان روسيا إطلاق الصواريخ الفضائية من أراضيها.&
وستستمر روسيا، مع ذلك، في استخدام قاعدة "بايكونور"، الواقعة في كازاخستان، والتي انطلقت منها الرحلة الفضائية الأولى في العالم، لإطلاق الأقمار الاصطناعية بوساطة الصواريخ الروسية.

تاريخ بناء القاعدة&
وكان أعلن للمرة الأولى قرار بناء القاعدة الفضائية الجديدة في الأراضي الروسية في أوائل 2007. وفي صيف العام نفسه، اختارت اللجنة الحكومية، بعد زياراتها التفقدية إلى مناطق مختلفة من روسيا، مدينة أوغليغورسك، في مقاطعة آمور أقصى شرق البلاد، مكانًا لإنشاء المطار الجديد.

وفي 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرسوم الرقم 1473 إس، والذي حدد بموجبه مكان وأهداف إنشاء القاعدة الفضائية الجديدة، إضافة إلى مراحل أعمال البناء ومصادر تمويله. وبعد إدخال تعديلات عدة في مشروع إنشاء المطار، حددت اللجنة الحكومية 27 نيسان (أبريل) الجاري موعدًا لإطلاق أول صاروخ من طراز "سويوز 2.1 أ" منه.

وكان من المقرر، في البداية، إتمام أعمال بناء المطار، وتدشين مواقع الصف الأول فيه في أواخر 2015، ولكن تم تأجيل هذا الموعد لاحقًا حتى العام 2016، بينما من المقرر إنشاء قاعدة خاصة بإطلاق صاروخ "أنغارا" في العام 2018.

ومن المتوقع أن يصبح "فوستوتشني" المطار الفضائي الرقم 1 في اروسيا، بدلًا من قاعدة بايكونور، التي تقع في كازاخستان، إذ تنص وثائق شركة "روسكوسموس" الفضائية الحكومية الروسية على أن إنشاء المطار الجديد يهدف إلى ضمان تنفيذ روسيا أنشطتها الفضائية المستقلة وتحقيق أولوياتها، المتعلقة بالأمن القومي، داخل أراضي البلاد.

وقدر إيغور كوماروف، المدير العام لشركة "روسكوسموس"، في أواخر 2015، تكلفة بناء المطار بـ100 مليار دولار، إضافة إلى حوالى 80 ملياراً، يتطلبها تحضير الأجهزة والصاروخ للإطلاق.

من جانبه، أعلن نائب رئيس الحكومة الروسي، دميتري روغوزين، في أبريل/نيسان 2016، أن موسكو كانت قد أنفقت نحو 104 مليارات دولار لبناء المطار الجديد. تجدر الإشارة إلى إنشاء أكثر من 500 مبنى في القاعدة الجديدة، وطرق يتجاوز طولها 115 كم، وشبكة سكك حديد بطول 125 كم.

ومن المتوقع أن يؤثر تدشين مطار "فوستوتشني" إيجابيًا على الأوضاع الاقتصادية في أقصى شمال روسيا، وذلك عن طريق تهيئة فرص عمل جديدة والإسهام في تطوير الصناعة والتكنولوجيا والابتكارات في المنطقة.


&