اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد دول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بأنها تركت تركيا "وحيدة" في مواجهة "الجهاديين" الذين شنوا هجمات عدة على أراضيها.

إسطنبول: قال اردوغان "لقد تركونا وحدنا في التصدي لهذه المنظمة، التي جعلتنا ننزف من جهة جراء اعتداءات انتحارية، ومن جهة اخرى جراء هجمات على كيليس"، المدينة التركية الحدودية التي تتعرّض بانتظام لقصف مصدره سوريا.

اضاف الرئيس التركي، الذي كان يلقي خطابًا في اسطنبول، "في سوريا، لا احد من القائلين انهم يقاتلون داعش وألحقوا خسائر بداعش بقدر الخسائر التي الحقناها نحن، ولا دفع ثمنًا باهظًا مثل الذي دفعناه".

جبهة كيليس
وتعرّضت تركيا في الاشهر الاخيرة لسلسلة اعتداءات، نسبت الى تنظيم الدولة الاسلامية، واستهدفت خصوصًا انقرة واسطنبول. وفي اكتوبر، اسفر اعتداء نسب الى "الجهاديين" عن اكثر من مئة قتيل امام المحطة الرئيسة في العاصمة التركية.

وتتعرض مدينة كيليس الحدودية بدورها لقصف من الاراضي السورية تنسبه السلطات التركية الى "الجهاديين"، خلف 21 قتيلاً على الاقل منذ بداية العام.&ويبدو أن تركيا، العضو في حلف شمال الاطلسي وفي التحالف الدولي ضد "الجهاديين" بقيادة واشنطن، كثفت قصفها لشمال سوريا ردًا على هذه الهجمات.

ونقلت وكالتا الاناضول ودوغان التركيتان الاحد أن المدفعية التركية المنصوبة قرب الحدود السورية قتلت السبت 55 مقاتلاً "جهاديًا" في شمال سوريا. ويتعذر التأكد من هذه الحصيلة في شكل مستقل.

من جهة أخرى، اتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الدول الاوروبية التي تكافح "الارهاب"، بعدما استهدفتها اعتداءات، بـ"تهميش الديموقراطية والحريات"، في وقت تطالب بروكسل انقرة بالتخفيف من قانونها لمكافحة "الارهاب" مقابل اعفاء مواطنيها من التأشيرات. وقال اردوغان في خطاب في ملطية بجنوب شرق البلاد إن "من ينتقدوننا انتهى بهم الامر الى تهميش الديموقراطية والحريات حين بدأت القنابل تنفجر على اراضيهم".

لا للتعديل
والجمعة، رفض اردوغان في خطاب شديد اللهجة في اسطنبول تعديل قانون مكافحة "الارهاب" نزولاً عند طلب الاتحاد الاوروبي مقابل اعفاء الاتراك من التأشيرات. وقال: "الاتحاد الاوروبي يطلب منّا تعديل قانون مكافحة الارهاب. ولكن في هذه الحالة نقول: نحن في جهة وانتم في جهة ثانية". وكانت المفوضية الاوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الاوروبي، منحت الاربعاء تأييدها المشروط لاعفاء الاتراك من تأشيرات الدخول إلى فضاء شنغن في اطار الاتفاق المبرم مع تركيا حول ازمة الهجرة.

لكنها أوضحت أنه ما زال يتعين على تركيا تطبيق خمسة معايير حول التأشيرات من أصل 72 عليها "بحلول نهاية يونيو" لجعل الإجراء ممكنًا. اضاف اردوغان السبت "سأوجز كلامي: في موضوع التأشيرات، فليبدأ من يطلبون من تركيا تعديل قانونها لمكافحة "الارهاب" بازالة الخيم التي نصبها "الارهابيون" على ابواب البرلمان الاوروبي"، في اشارة على ما يبدو الى تحرك أخير للناشطين الاكراد قرب المجلس الاوروبي.

قلق أوروبي
تأتي تصريحات اردوغان بعدما اعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، مهندس المفاوضات مع بروكسل، والتي أدت الى الاتفاق حول المهاجرين في 18 مارس، انه سيتنحى من رئاسة الحزب الحاكم وتاليًا من رئاسة الوزراء اثر مؤتمر للحزب مقرر في 22 مايو. اثار هذا الامر قلقًا في اوروبا التي تعتبر داود اوغلو محاورًا موثوقًا به. واملت برلين الجمعة باستمرار "تعاون جيد وبناء" مع رئيس الوزراء التركي المقبل.

ويستمر التوتر بين الاتحاد الاوروبي والرئيس التركي الذي يتهمه معارضوه بالتسلط وقمع الحريات. وفي غمرة ذلك، اعلن اردوغان الجمعة أن الاصلاح الدستوري الذي يعطي رئيس البلاد سلطات موسعة يجب ان يعرض سريعًا على استفتاء.&