ناقش اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي، الذي انطلقت اعماله امس في دبي بمشاركة ما يزيد على 2000 من القيادات الإعلامية العربية وكبار الكتّاب والمفكرين ورموز العمل الإعلامي في المنطقة، موضوع البُعد الإنساني للإعلام، بالإضافة إلى عدة قضايا محورية حول مستقبل الإعلام والمنصات الإخبارية، وما قد تواجهه من تحديات، ومدى قدرة الصحافة الورقية والإلكترونية على المنافسة والاستمرار بعد الصعود الهائل لمواقع التواصل الاجتماعي. وأعلن المشاركون في المنتدى موت الصحافة الورقية والإلكترونية واستحواذ مواقع التواصل الاجتماعي على مستقبل الإعلام والجمهور.
 
أخبار المستقبل
 
حيث ناقشت جلسة "ما نوع الأخبار التي نريدها في المستقبل؟" التغييرات والتطورات الكبيرة التي يشهدها مجال صناعة المحتوى الإخباري، وكيف ستبدو الاخبار في المستقبل، وهل ستختفي بعض الأشكال الإخبارية في ظل هذا الكم الهائل من التحديات. وأدار الجلسة الكاتب الإماراتي وأحد أبرز المستخدمين العرب لوسائل التواصل الاجتماعي، سلطان سعود القاسمي، وتحدث فيها أماندا ويليس، نائب المحرر التنفيذي السابق في ماشابل، ودايفيد وينير، محرر في لارج ديج، وريتشي جيت لي، نائب رئيس الاتصال لمنطقة الشرق الأوسط ودول المحيط الهادئ، تويتر.
 
وفي بداية الجلسة، وجّه القاسمي سؤالاً للمتحدثين وللحضور معاً عمّا إذا كانت الصحف الورقية قادرة على التواجد كوسيط اخباري خلال الأعوام العشرة المقبلة، مع العلم بأن هناك أشكالاً صحفية تواجه مشكلات وتحديات كبيرة تمثل تهديداً خطيراً لبقائها وقدرتها على المنافسة كمصدر للأخبار مثل الصحافة الميدانية، واجابت أماندا ويليس بأن صحافة الميدان تلعب دوراً مهماً في نقل الواقع ويجب بذل المزيد من الجهود للحفاظ على هذا النوع الصحفي من خلال تبني معايير احترافية تضمن سير العمل على النحو الأمثل، وتوفير اعتمادات مالية ولوجستية لمساعدة العاملين في هذا القطاع.
 
فقدان الثقة
 
وبسؤاله عما إذا كان المحتوى الإخباري يتم التعامل معه بالدقة المطلوبة، أوضح دايفيد وينير أن عالم الاخبار على المنصات التقليدية والجديدة على حد سواء يشهد ضجيجاً هائلاً بسبب الكم الكبير من النصوص والصور والمقاطع التي يتم تداولها يومياً، مشيراً الى أن الاعمال الجيدة غالباً ما تضيع وسط هذا الضجيج ويصعب الحصول عليها من قبل القرّاء، حيث أن التدفق الكبير للمعلومات والاخبار عبر المنصات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي دون ضوابط سوف يؤدي على المدى البعيد إلى حالة من فقدان الثقة من قبل المتلقين.
 
ونوه وينير أن هناك مجموعة كبيرة من المؤسسات الإعلامية والإعلاميين الذين يراعون أعلى المعايير المهنية عند التعامل مع المحتوى الإخباري، وهو ما يدفع بعض وكالات الأنباء إلى تحديد نظير مالي بسيط لقاء الحصول على الاخبار التي تنتجها، مؤكداً أن الإجراءات الاحترافية المتبعة عند التعامل مع المحتوى الإخباري تتطلب جهداً ووقتاً كبيرين إلا أنه يؤمن بأن الاخبار الصحافية حق أصيل للجمهور لا يجب التعامل معه كسلعة تجارية.
 
مواقع التواصل
 
وعن دور منصات التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار وتداولها في كافة بلدان العالم وبلغات مختلفة، أكد جيت لي أن تويتر يقدم خدماته بلغات مختلفة حتى يتمكن المستخدمون من نشر أفكارهم بشكل أكثر سهولة يعبر عن شخصيتهم دون الوقوف أمام الحواجز اللغوية وما تمثله من عائق أمام شرائح كبيرة من المستخدمين في كافة دول العالم. 
 
وأشار جيت لي إلى أن اللغة العربية تعد واحدة من أكثر من اللغات نشاطاً واستخداماً على تويتر في مجالات متعددة تشمل الأخبار، والمجتمع، والسياسة، ليؤكد الشيخ سعود القاسمي هذه الحقيقة، مشيراً الى أن العديد من قادة الإمارات يهتمون باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي إدراكاً منهم لأهمية هذه المنصات وقدرتها على الوصول لشرائح مختلفة من المجتمع، ما يخلق حالة دائمة من التفاعل الإيجابي بين القيادة والناس.
 
وانتقل القاسمي إلى موضوع يمس الصحف المحلية التي تهتم بنشر أخبار مدن أو مناطق معينة داخل الدول، متسائلاً عن قدرتها على التعايش مع الواقع الإعلامي الحالي، حيث رأت أماندا ويليس أن هذه الصحف ينبغي عليها أن تتبنى مقاربات جديدة وتبحث عن أشكال مبتكرة لتقديم المحتوى بشكل مغاير وأكثر جاذبية، فيما شدد وينير على ضرورة قيام هذه الصحف بتعزيز الحس الوطني داخل المدن التي تنتمي لها من خلال نشر قصص تعبر عن هوية هذه المدن وتاريخها، ما من شأنه أن يخلق خطوط تماس قوية مع القراء.
 
خطر محدق بالصحافة
 
وفي نهاية الجلسة، ومع فتح المجال أمام أسئلة الحضور، أجاب جيت لي عن سؤال حول الخطر الذي يحدق بمستقبل الصحافة المطبوعة بأن وسائل الإعلام التقليدي والجديد يجب أن يتكاملا ويعملا سوياً بتناسق خلال الأعوام القادمة حتى يتمكن القطاع الإخباري ككل من تجاوز هذه المرحلة بكل تحدياتها. وفي المقابل، اكدت ويليس بأن تطوير صيغ للتوافق مع المتغيرات الجديدة سيضمن للمؤسسات الإعلامية والإخبارية التواجد والبقاء كجزء من المشهد الحالي.
 
وحول إذا ما كانت قراءة الأخبار على الإنترنت تصيب بالإحباط، أجابت أماندا ويليس بأن الاخبار ما هي إلا صورة للواقع حتى وإن كانت تمثل تجارب شخصية كما هو الحال في قصص اللاجئين السوريين التي نراها في كافة المنصات الإخبارية، فيما علل وينير ذلك بأن نشر محتوى يحمل قدراً كبيراً من المشاعر المتدفقة ولاسيما الحزينة يضمن للخبر الانتشار ويحقق نسب مشاهدة عالية، مؤكداً أن هذا النوع من القصص معروف لدى العاملين في مجال المحتوى الإخباري. وفي المقابل، شدد جيت لي على ضرورة مشاركة القصص الإيجابية ونشرها لما لها من قدرة على نشر السعادة والتأثير على حالة المتلقي بشكل يدفعه إلى التعاطي مع أمور الحياة بنظرة متفائلة.
 
وفي نهاية الجلسة، وجه القاسمي سؤالاً للمتحدثين عن الحلول التي يجب تبنيها لوقف استفادة ذوي الأفكار المتطرفة من المنصات الإلكترونية، علماً بأن هذه المنصات تحمل إمكانات متطورة تسمح لهم بنشر أفكارهم الهدامة وتحقق لهم القدرة على التواصل مع شرائح أوسع من الجمهور، وأجاب عليه جيت لي مؤكداً بأن هناك مسؤولية مشتركة تقع على عاتق القائمين على هذه المنصات وعلى المستخدمين، حيث ينبغي على هذه المنصات تطوير التقنيات اللازمة لتعقب هذا المحتوى والحد من المخاطر التي قد يسببها، فيما يجب على المستخدمين الإبلاغ عن مثل هذه الحالات والإشارة إلى ما تحمله من محتوى مسيء.
 
رقمنة إعلامية
 
واعتبرت "جلسة الاعلام العربي خلال العشر سنوات المقبلة وتأثير الرقمنة على الممارسات الصحفية"، التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الاعلام العربي في دبي، أن الاعلام التقليدي العربي قادر على التكيّف مع التغييرات الجذرية التي طرأت على المشهد الإعلامي، وأكدوا أن تحول الإعلام إلى الخيار الرقمي أو ما بات يعرف اصطلاحًا بـ "الرقمنة الإعلامية" لا تشكل تهديدًا للإعلام التقليدي بل تدفعه للتطور الإيجابي ومواجهة التحديات والمنافسة والتكيّف مع الواقع الإعلامي الجديد.
 
تحدث في الجلسة إيان فيليبس، مدير أخبار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوكالة أسوشيتيد برس، وعثمان العمير ناشر ورئيس تحرير صحيفة إيلاف الالكترونية، وأدارها فيصل عباس رئيس تحرير موقع العربية نت باللغة الإنجليزية.
 
وأشار المتحدثان إلى أن الاعلام التقليدي لا يمكنه الانزواء والاختباء وراء الاعلام الرقمي، ولكن يتعين على الاعلام التقليدي التدقيق في صحة الأخبار المنشورة في وسائل الاعلام الرقمية للتحقق من مدى مصداقيتها ومتابعتها وتحليلها، وطالبا بفتح المجال للجميع للتعبير عن رأيهم دون قيود ودون خطوط حمراء في ظل انتشار الإعلام الرقمي، واعتبرا أن الاعلام بشكل عام لا يجب أن يكون ضحية للاستغلال من جانب أي طرف.
 
مغامرة مجنونة
 
وقال عثمان العمير إنه "في عام 2001 عندما قمنا بتأسيس إيلاف اتهمنا البعض بالجنون، ولكن الكثير من الأشخاص الذين اتهمونا بالجنون أغلقوا صحفهم التقليدية، ولكننا واجهنا التحديات ونواصل التحدي حتى الآن. 
 
وعن ضرورة توفر الدعم المالي لمشروع الصحيفة الالكترونية، قال العمير إنه من المهم جدًا توفر رأس مال جيد لهذا المشروع، لأن أي عمل إعلامي في حاجة لقوة تنظيمية وتأسيسية إلى جانب رأس مال قوي بما يتيح مواجهة التحديات والمنافسة.
 
وأضاف العمير أنه لم تكن لديه رؤية واضحة في بادئ الأمر للإعلام الرقمي، وقال: "قررت خوض مغامرة مجنونة بإطلاق صحيفة الكترونية، ولكني أشعر الآن بالفخر والاعتزاز، وأطمح في تحقيق مزيد من النجاح في مجالي".
 
وقال العمير إنه في ظل الثورة الرقمية يجب فتح المجال للجميع للتعبير عن رأيه دون قيود ودون خطوط حمراء، كما لا يجب أن يكون الاعلام ضحية للاستغلال من جانب أي طرف. 
 
وعن دور المجتمع في تأسيس اعلام قوي، أشار العمير إلى "أننا لا نستطيع تكوين اعلام من دون مجتمع جيد تتوفر لديه قيم وقواعد إنسانية تتيح انتاج حالة من الابداع والتميّز".
 
وأشار العمير إلى أنه رغم نجاح إيلاف في عملها الصحفي، وتحقيقها إنجازات صحفية، إلا أنها لم تحقق النجاح المنشود اقتصاديًا، وذلك لأن الصحيفة السياسية لا تستقطب الإعلانات الكافية لاستمرارها بعكس الصحف الاقتصادية التي تجتذب الإعلانات بسهولة، وأشار في هذا الصدد إلى أنه يتحلى بالصبر ومواجهة التحديات بهدف ضمان استمرارية إيلاف.
 
انحسار الإعلام التقليدي
 
وردًا على سؤال لايان فيليبس حول ما إذا كانت وكالة أسوشيتيد برس العريقة التي تأسست منذ 170 عامًا قادرة على الاستمرار في ظل انحسار الاعلام التقليدي في مواجهة الاعلام الرقمي، أكد فيليبس أن الوكالة ستبقى لأنها قادرة على التكيّف مع التغييرات الجذرية التي طرأت على المشهد الإعلامي، وقال: "أرى أن الرقمنة لا تشكل تهديدًا للإعلام التقليدي بل تدفعه للتطور الإيجابي ومواجهة التحديات والمنافسة والتكيف مع الواقع الإعلامي الجديد، ولدينا في الوكالة طموحات أعلى وأكبر من مرحلة ما قبل الرقمنة الإعلامية".
 
وأضاف فيليبس أن الوكالة استطاعت الارتقاء بالمعايير الصحفية وتقوم بتغطية الموضوع من كل جوانبه الإعلامية بما في ذلك الخبر والتحليل والتعليق ومتابعة التطورات، مشيرًا إلى "أننا لا يمكننا الانزواء والاختباء وراء الاعلام الرقمي، ونحن ملتزمون بالإعلام الصحفي بمختلف جوانبه، نحن كوكالة لا يمكننا التواجد والوصول لكل مكان، وقد يصل مستخدمو الإعلام الرقمي للخبر أولاً بحكم ما لديهم من وسائل اتصال وتقنية حديثة، ووظيفتنا كوكالة في هذه الحالة أن نتحقق من صحة ومصداقية الاخبار ومتابعتها وتحليلها والتعليق عليها".
 
وقال فيليبس إن الوكالة تهتم حاليًا بتسليط الضوء على الجوانب الإنسانية في كافة القطاعات والتقليل بشكل كبير من التركيز على الازمات والحروب والنزاعات المسلحة والمشاكل العالمية، مشيرًا إلى أن التغطية الصحفية والإعلامية للوكالة أصبحت تركز على الابعاد والجوانب الإنسانية لهذه الحروب والنزاعات.
 
وأوضح في هذا الصدد أن ثلاثة من اعلاميي الوكالة نالوا مؤخرًا جائزة الخدمة الإعلامية بعد أن أماطوا اللثام عن استعباد آلاف الأشخاص في العمل بقطاع الأسماك في إحدى الدول، مشيراً إلى أن هذا التقرير الصحفي الذي أعده الصحافيون الثلاثة أسفر عن تحرير آلاف الأشخاص المستعبدين الذين تعرضوا للسخرة، وهذا يعني نجاح الوكالة في تسخير إعلامها لصالح العمل الإنساني ولصالح البشر في جميع أنحاء العالم.
 
إعلام الخير
 
وقال فيليبس إن شعار الوكالة الحالي هو "الاعلام من أجل الخير"، مؤكدًا أن الوكالة ملتزمة بعدم الدعاية لأشخاص أو منظمات معينة، وساق مثالاً بأن الوكالة لا تقوم بعمل دعائي عندما تنشر تصريحات المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب ضد الإسلام والمسلمين، ولكنها ملتزمة بنشر الخبر كما هو من منطلق الحياد الإعلامي والنزاهة الإعلامية بعيدًا عن التحيّز، وأضاف: "عندما يكون هناك مرشح يجب علينا عرض تصريحاته وأخباره. كما أن الوكالة لا تقوم بعمل دعائي أيضا عندما تنشر أخبارًا عن "داعش". 
 
وعن التحديات التي تواجه الوكالة في العمل بالمنطقة، قال فيليبس إن العمل في المنطقة العربية محفوف بالتحديات الكثيرة، ولكنه عمل رائع، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر يكمن في النفاذ إلى مستويات متعددة من المسؤولين، إلى جانب صعوبة الدخول إلى بلدان معينة كسوريا واليمن.
 
خطى الإنسانية
 
وفي جلسة "على خطى الانسانية"، قال الدكتور عيد اليحيى مُعد ومقدم برنامج "على خطى العرب" إن القيادة الحاسمة الذكية هي التي تقود الى إعادة التنشئة الثقافية لإنتاج مجتمع ناجح عظيم، ومنهم الاعلاميون، مستشهدًا في ذلك بنموذج دولة الامارات العربية المتحدة كونها جزءًا لا يتجزأ من ثقافة عظيمة ضاربة في القدم تعود للعصور القديمة، وكانت مصدرة للتجارة والحضارات قائلاً: "نحن أبناء حضارة عظيمة" .
 
وأشاد اليحيى بالاهتمام الكبير الذي يوليه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للاستثمار في الإنسان، وتوفير أسباب السعادة للمجتمع، وقال إن سموه صنع وأنتج نموذجاً انسانياً حضارياً وصفه بأنه "نموذج عظيم".
 
ودعا إلى معرفة تاريخ أوطاننا العربية الجيولوجي، والأنثربولوجي، والجغرافي والتعرف على الآثار التي تركتها لنا حضاراتنا القديمة من أجل تحقيق السعادة، مشيرًا الى أن الاعلاميين العرب بحاجة اليوم الى اعادة التنشئة الثقافية من خلال معرفة ثلاثة أركان، وهي معرفة جيرفولوجية وانفومولوجية وايكيولوجية وطنهم ... للخروج بنموذج عالمي ناجح، مؤكدًا في المقابل أن تحقيق هذه الأركان الثلاثة يوصلنا الى السعادة والى الإيجابية، وبالتالي الى المواطنة الصالحة لنخرج بما أسماها بالمعجزات.
 
و اعتبر أن ما نراه من سلبيات في الوطن العربي يعود الى أسباب الافتقار الى المعرفة والجهل بالأوطان، قائلاً "نحن بحاجة الى المعرفة من خلال تحويل المعلومات الى معرفة لأن المعرفة هي التي تتعلق بالانسانية وهي التي نريدها.
 
ومن هذا المنظور، أكد الدكتور عيد اليحيى أن النزول الى الانسان والاهتمام بقضاياه هو ما نحتاجه في هذه الفترة، وهو الذي يغيّر الشعوب، مشيرًا الى أنه لا يوجد ما يجمع بين الشعوب الا المعرفة. كما أشاد في ختام جلسته بالدور الكبير الذي يقوم به الاعلاميون العرب خاصة في النزول للميدان رغم التحديات الكبيرة، وذلك من أجل انتاج نماذج ناجحة.
 
الإعلام يحمل رؤية ولا يطبق حلولاً 
 
وفي أولى جلسات 14 دقيقة في خدمة الإنسانية، تناول الإعلامي عمر حسين، مقدم برنامج "الحق ينقال" على قناة "صاحي" على يوتيوب، تجربته الشخصية على موقع "يوتيوب"، وكيف استطاع الاستفادة من هذه المنصة لعرض أعماله وبرامجه كي تصل المشاهدين في كافة أرجاء العالم العربي.
 
وأكد حسين في بداية الجلسة أنه لا يتمتع بخلفية إعلامية أكاديمية حيث بدأ مستقبله المهني بالعمل في المصانع وحقول النفط، وهو الامر الذي يدفعه دائماً إلى التعلم بنهم والتطلع إلى معرفة كل ما هو جديد في الشأن الإعلامي، مضيفاً أن عدم وجود خلفية إعلامية جعله يبحث في العديد من الموضوعات والتساؤلات المهمة، التي قد يراها الإعلاميون بديهية ولا تحتاج إلى تحقيق.
 
وأشار إلى أنه استهل تجربته مع نشر مقاطع على موقع "يوتيوب" في العام 2010 حيث كانت الظروف مختلفة كلياً على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، إذا كان العالم يبدو آنذاك بشكل مغاير تماماً لما يبدو عليه الآن، وحينها بدأ مع برنامج "على الطاير" في محاولة لتطوير منصة تلتزم بالحقيقة والحيادية مع سعيها لتقديم محتوى يلامس المتلقي ويرتبط به بشكل غير نمطي. وبالفعل حقق البرنامج 30 ألف مشاهدة في عامه الأول، ومن ثم ارتفع عدد المشاهدات بشكل كبير ليصل إلى 60 مليون مشاهدة خلال ثلاثة أعوام.
 
الكوميديا والإحباط
 
ولفت حسين إلى أن هذا النجاح دفعة إلى التفكير في محورين مهمين يتمثل أولهما في العلاقة بين الكوميديا وحالة الإحباط التي بدأت تظهر قبل أعوام قليلة، وإذا ما كان الضحك يجعلنا غير مدركين للتحديات التي قد نمر خلالها في مراحل الحياة المختلفة، مؤكداً أن ما دار في خلده كان مجرد أفكار أو خواطر ولا يعبر عن حقيقة، لاسيما في عالم بات من الصعب فيه التمييز بين الحقائق والتعرف عليها بشكل مؤكد.
 
وقال إن صناعة المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي أصبح صناعة كبيرة تشارك فيها أعداد كبيرة من المختصين وتُستثمر خلالها أموال كثيرة، إلا أن هذه الصناعة مازالت محصورة في عدد قليل من الشركات فيما يشبه الاحتكار. 
 
وفي محاولة منه لخوض غمار تجربة جديدة تختلف كلياً عما قدمه سابقاً، قام بنشر حلقات ضمن قناة جديدة بدأها في العام 2016، وتتسم بتقديم محتوى بسيط بدون نص مسبق وبلا أدوات باستثناء كاميرا التصوير، وخلال شهر واحد من عمر القناة بلغ عدد متابعيها 100 ألف شخص.
 
"إكسبو 2020 دبي" يكشف عن مخططه الرئيسي
 
وعلى هامش منتدى دبي للإعلام كشف "إكسبو 2020 دبي" عن المخطط الرئيسي لموقع هذا الحدث من خلال منصة تجريبية خاصة تتيح لضيوف المنتدى استعراض أجنحة إكسبو التي تجسد موضوعاته الفرعية الثلاثة: الفرص والتنقل والاستدامة، وذلك عبر التجول الافتراضي في أرجائها من خلال تقنيات رقمية مبتكرة تتيح بعدًا حيويًا واقعيًا على تصاميم هذه الأجنحة. 
 
من جانبها، قالت ريم إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي مدير عام مكتب إكسبو 2020 دبي " نسعى إلى أن يكون إكسبو 2020 دبي تجربة شاملة تبدأ من الآن حتى انتهاء فعالياته في 2021، وتستمر آثاره متمثلة في إرث زاخر تستفيد منه الأجيال القادمة لعقود مقبلة، ومن هنا فإننا نعتزم إقامة حدث استثنائي يشكل منصة لتواصل العقول من مختلف أنحاء العالم تجسيداً لروح العمل المشترك الذي يمهد الطريق نحو مستقبل واعد." 
 
ويمتد موقع "إكسبو 2020 دبي" على مساحة كيلومترين مربع، وفق ما هو موضح في المخطط الرئيسي، وتقع في قلبه ساحة الوصل بلازا التي تتفرع منها ثلاث مناطق، وستركز كل منطقة على أحد الموضوعات الثلاثة: الفرص والتنقل والاستدامة.. وستضم كل منطقة جناحاً خاصاً بالموضوع تعرض فيه أحدث الأفكار والإبداعات وآخر المستجدات.