بيونغ يانغ: عندما تدعو احدى الدول الاكثر انغلاقا في العالم الصحافة الدولية الى تغطية حدث مهم، فانها تعطيها مجالا محدودا للتحرك.

وقد بقي ال 130 صحافيا الذين دعتهم بيونغ يانغ الى تغطية وقائع مؤتمر نادر للحزب الواحد الحاكم يجري في قصر 25 نيسان/ابريل، على بعد 200 متر من القصر.

وبدلا من ان يحضروا اول حدث من نوعه منذ 1980، عرض على مندوبي وسائل الاعلام القيام بزيارة الى مصنع 26 اذار للكوابل الكهربائية.

ولا تعطي كوريا الشمالية تأشيرات دخول إلا بأعداد قليلة للصحافيين الذين يتحركون بمرافقة حراس.

وكان الهدف من زيارة المصنع التأكيد على ان الاقتصاد الكوري الشمالي لا يتعرض للانهيار على رغم "اكاذيب" الغرب، وان بيونغ يانغ تتحدى العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برامجها النووية والبالستية.

ويخلد اسم المصنع زيارة قام بها في 26 اذار/مارس 1986 كيم ايل-سونغ، الوالد المؤسس للنظام. وكل ما يتحقق فيه يعزى الى جهود كيم ايل-سونع وابنه كيم جونغ-ايل.

وايا تكن الحالة الحقيقية لاقتصاد البلاد، فيما بدأ تطبيق العقوبات القاسية المفروضة عليها، يدلي المرشدون الرسميون ومسؤولو المصنع بالتصريحات نفسها.

وقال احد المرشدين لوكالة فرانس برس ان "بعض البلدان يريد معاقبة بلادنا لانها تمتلك السلاح النووي. تقول ان اقتصادنا انهار تقريبا. هذه اكذوبة". واضاف ان "اقتصادنا يتمتع باكتفاء ذاتي. انهم يعزلون بلادنا لكننا نستطيع انتاج كل ما نحتاج اليه".

اكد المدير العام لمصنع كيم سوك-نام ان العقوبات غير مجدية. واضاف "لدينا اقتصاد يتمتع باكتفاء ذاتي اسسه الرئيس كيم ايل-سونغ وطوره".

على الارض شاهد الصحافيون صناديق كتب عليها شعار شركة "داو كميكال كمباني" الاميركية، لكنهم لم يعرفوا مصدرها.

وكشف المصنع باعتزاز ايضا عن المكان المخصص لاستراحة العمال بما في ذلك حمامات البخار وحوض السباحة والعيادة الطبية ومحل الحلاقة. وقال المسؤولون عن المصنع ان تسريحة كيم جونغ-اون الرئيس الحالي لكوريا الشمالية هي اكثر التسريحات شعبية.

وحتى مساء الجمعة، لم يقدم التلفزيون الرسمي أي تغطية مباشرة لمؤتمر حزب العمال الكوري.

وقد بدأ النهار مع مقدمة برامج تحدثت عن "الامتنان العميق" للكوريين الشماليين حيال كيم جونغ-اون لانه اعد "هذا المهرجان السياسي الكبير".

وكانت هذه الكلمة الاشارة الوحيدة تقريبا الى المؤتمر.