بعد النجاح في عالم السيارات على الأرض، قطع العالم مؤخرا شوطا كبيرا نحو الاعتماد على الكهرباء لشق عنان السماء من خلال إبتكار طائرة كهربائية تعمل بالطاقة النظيفة، ويمكن شحن بطاريتها من مقبس الحائط في المنزل، ويمكنها أن تقلع من حديقة البيت، وتتمتع بمحركات كهربائية هادئة، الامر الذي لا يسبب أي إزعاج للجيران.
برلين: في زمن التحولات الإقتصادية الكبرى، وفي إطار عالم يشكل استخدام الطاقة المتجددة والبديلة طوق نجاة والملاذ الأخير لمواجهة التغيرات المناخية والحفاظ قدر المستطاع على التقليل من مخاطر توسع ثقب الأوزون، وأيضا في سبيل مواجهة أزمة السير والاختناق المروري الذي تعانيه كل مدن العالم، بات ابتكار طائرة صغيرة تعمل على الطاقة الكهربائية، ويمكن ركنها في زاوية الحديقة الخلفية للمنزل، حلما وأملا يتطلع إليه الكثيرون.
ومع التطورات التقنية المتلاحقة، بات ذلك الحلم قاب قوسين أن يصبح حقيقة ملموسة، على يد أربعة باحثين ألمان، حيث تطور شركة ألمانية طائرة كهربائية شخصية تحت اسم "جت ليليوم" يمكنها استيعاب شخصين بالإضافة إلى قدرتها على التحليق والهبوط عمودياً من الفناء الخلفي للمنزل، بحسب تقرير نشره موقع الـ "بي بي سي"، فهي لن تحتاج الطائرة الشخصية سوى لمساحة 49 مترا مربعًا فقط لتتيح للعامة وضعها في مرآب أو فناء خلفي بمنزلهم، بحسب ما أفاد المدير التنفيذي لشركة "ليليوم" الألمانية دانييل ويجاند.
الطاقة النظيفة
ومع إطلاق هذه الطائرة بالأسواق ، المتوقع بـ 2018، يكون عالم الطيران بذلك قد انتقل إلى عالم الطاقة النظيفة بعد عالم السيارات التي يشهد انتشاراً للمركبات العاملة بالطاقة الكهربائية.&
وفعلياً، بدأ فريق من جامعة ميونخ في تحقيق حلم ملايين الأشخاص حول العالم، في اقتناء طائرة شخصية، لا تكون ذات سعر عال، وتحتوي على القدر الكافي من الأمان.
واستطاع أربعة باحثين من تصميم الطائرة “ليليوم”، خفيفة الوزن، تعمل بالطاقة الكهربائية، حيث يُمكن شحن بطاريتها من مقبس الحائط في المنزل، ويمكنها أن تحلق من حديقة المنزل، وتتمتع بمحركات كهربائية هادئة، الأمر الذي لم يسبب أي شعور بالإزعاج للجيران.&
ووفقا لموقع engadget الإلكتروني، فإن المشروع يحظى بدعم وكالة الفضاء الأوروبية &ESA، وأجرى الفريق بالفعل تجربة طيران لنموذج مصغر من طائرتهم، ويستعدون لإجراء تجربة طيران بالحجم الطبيعي لابتكارهم هذا الصيف، قبل تجارب الطيران المأهولة المخطط لها في العام المقبل.
وتقلع &"ليليوم" عموديا بنفس طريقة إقلاع الهليكوبتر، وهي تشبه في تقنيتها طائرة مؤسسة "داربا" الأمريكية VTOL X-Plane، وهي من فئة الطائرات الرياضية الخفيفة التي يمكن قيادتها بسهولة بعد 20 ساعة من التدريب على الطيران على الأكثر، ووفقا للتصميم المعلن للطائرة، فإن التحكم بها سيكون عن طريق عصا تحكم شبيهة بأجهزة ألعاب الفيديو وشاشة لمس، وهي تعمل بالبطاريات مع نظام لإعادة الشحن، وسوف تكون أهدأ من الهليكوبتر العادية في مستوى الضوضاء من الهليكوبتر المعتادة.
قصص وتجارب
وفي سياق متصل، وبعد نحو 6 أعوام من الأبحاث والاختبارات، حلقت المروحية الكهربائية &"فولوكوبتر في سي 200" التي تعد مشروعا رائدا لشركة "إي فولو" الألمانية لعدة أمتار ولدقائق، وحطت بنجاح.
والطائرة المذكورة &تعمل بالطاقة الكهربائية ومزودة بثماني عشرة مروحة ومقعدين، ويمكنها الإقلاع والهبوط بشكل عمودي مثل الهليكوبتر، وتمتلك مقبض تحكم يتيح لها التحرك في أي اتجاه وشاشة تعمل باللمس. ويمكن التحكم ب "فولوكوبتر في سي 200" أثناء القيادة بواسطة تطبيق على أجهزة الهواتف الذكية.
وما يميز هذه الطائرة هو اعتمادها على الطاقة النظيفة بالكامل ولا تصدر أي انبعاثات ضارة، وهي بالتالي صديقة للبيئة. وتتطلع "إي فولو" لان تصبح "فولوكوبتر في سي 200" وسيلة النقل المفضلة لدى الأشخاص الراغبين في كسب المزيد من الوقت الذي يخسرونه الآن بسبب الازدحام المروري، لكنها أكدت أنها مستمرة في اختباراتها إلى حين إعدادها للاستخدام تجارياً.
وتتوجه هذه الطائرة للأشخاص وليس للشركات، ويتسع النموذج الأول لها لشخص واحد، فيما يحمل النموذج الثاني شخصين. وسوف تقوم الشركة بعمل اختبار آخر قريبا من أجل الوصول لارتفاعات أعلى والتحليق بسرعة 30 ميلا في الساعة.
خطوة مهمة
وليست هذه المحاولات الأولى للتوصل إلى نظام جديد للطيران يكون محافظا على البيئة واقتصاديا في الوقت نفسه، فقد سبقت الطائرة الشمسية &"سولار امبلس" الطائرة الكهربائية بفترة طويلة وقد أثبت التجارب نجاحها ويتوقع طرحها بالأسواق قريباً. ولكن لم يكن احراز رقم قياسي في الطيران بهذا النوع هو الحافز، وإنما يختص الحافز بالتوصل إلى تقنية محرك طائرة صديقة للبيئة من دون استهلاك للوقود. &
وكان قد قاد طيار فرنسي طائرة تعمل بالطاقة الكهربائية فوق بحر المانش، في رحلة تعتبر خطوة مهمة نحو جعل رحلات الطائرات الكهربائية ممكنة. وقاد الطيار هيوز دوفال الطائرة من ميناء كالييه الفرنسي إلى ساحل القنال الإنكليزي، بحر المانش، وعاد على متن الطائرة ذات المحركين والمقعد الواحد طراز "كري كري"، وذلك قبل ساعات من رحلة ذات مستوى أعلى تخطط شركة إيرباص لإطلاقها.
تجدر الإشارة إلى أن النقل الجوي العالمي يمثل ٢٪ من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة و١٣٪ من الانبعاثات المتصلة بقطاع النقل، وأن هناك عدة شركات في بلدان مختلفة تحاول حاليا تطوير طائرات كهربائية على أمل توفير رحلات بلا وقود ولا انبعاثات كبديل في المستقبل. إلا أنه، وإلى حد الان، تسمح عشرة بلدان في العالم فقط بتحليق الطائرات الكهربائية. ولكن هل سيكون لكل شخص في المستقبل طائرة خاصة يحلق بها، وهل ستعتمد على الكهرباء كطاقة لتشغيلها؟؟
&
التعليقات