إيلاف من لندن: رجّح الرئيس الأفغاني التنفيذي عبد الله عبد الله ومسؤولون أميركيون يوم الأحد مقتل زعيم (طالبان) أختر منصور في ضربة جوية أميركية على منطقة نائية داخل الحدود الباكستانية. 

وقال عبد الله عبدالله: "الليلة الماضية، أبلغ مسؤولون أميركيون الحكومة الأفغانية ذلك، ومن المرجح جدًا أن يكون قُتل. فور حصولنا على معلومات أخرى سنبلغ شعبنا".

ومن جهتهم، قال مسؤولون أميركيون إن منصور ومقاتلاً آخر استهدفا أثناء استقلالهما سيارة في منطقة باكستانية نائية قريبة من الحدود الأفغانية. 

وأكدت وزارة الدفاع الأميركية استهدافها زعيم الحركة في غارتها لكنها قالت إنها لا تزال تقيم النتائج.

قرب أحمد وال

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن العملية العسكرية بدأت بالقرب من بلدة أحمد وال قرابة الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي (10:00 بتوقيت غرينتش) السبت، وصدّق الرئيس الأميركي باراك أوباما، عليها.

وأُبلغت السلطات الباكستانية والأفغانية بالهجوم، بحسب متحدث لوزارة الخارجية الأميركية. ولم يوضح المتحدث ما إذا كان الإبلاغ قد جرى قبل العملية أم لا. وعادة ما تحيط الشائعات بزعماء حركة طالبان.

وأظهرت العملية العسكرية التي قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس باراك أوباما وافق عليها وشاركت فيها عدة طائرات بدون طيار، استعداد الولايات المتحدة لملاحقة قيادة طالبان داخل باكستان التي اتهمتها حكومة كابول المدعومة من الغرب مرارًا بإيواء المتشددين.

معركة خلافة

وإذا ما تأكد النبأ، فإن مقتل أختر منصور قد يفجر معركة على خلافته ويعمق الخلافات التي ظهرت في صفوف الحركة بعدما تأكدت وفاة مؤسسها الملا محمد عمر العام الماضي بعد أكثر من عامين على موته.

وتولى منصور قيادة حركة طالبان في تموز (يوليو) العام 2015 ، وفي العام الماضي، أفادت أنباء بأن منصور قُتل في اشتباكات بالأسلحة، وهو نفته الحركة الأفغانية. وأثار تعيين منصور زعيمًا للحركة خلافًا دفع بجماعة منافسة إلى إعلان زعيم لها.

وتبرز الخلافات الاعتقاد السائد بين القادة الأميركيين أن طالبان أصبحت تحت قيادة منصور أكثر قربًا من جماعات متشددة مثل تنظيم القاعدة، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا على أمن الولايات المتحدة.

ولم يصدر عن طالبان أي رد فعل رسمي لكن التركيز أنصب فورًا على نائب زعيم الحركة سراج الدين حقاني قائد شبكة حقاني التي ألقي عليها اللوم في معظم الهجمات الانتحارية الكبيرة التي وقعت في كابول مؤخرًا.

ونقلت (رويترز) عن مايكل كوجلمان، المحلل لدى معهد وودرو ويلسون في واشنطن، "قياسًا على مسائل التسلسل الهرمي فحسب، فإن حقاني سيكون الشخص المرجح لخلافة منصور، "لكن حينما يتعلق الأمر بطالبان لا يوجد شيء قاطع والجدارة لم تكن أبدًا المعيار".

وأصبح حقاني الرجل الثاني في الحركة بعدما تولى منصور قيادتها العام الماضي، ويعتبر على نطاق واسع معارضًا للمفاوضات، وإذا ما تولى قيادة الحركة، فمن المرجح أن تخبو الآمال أكثر وأكثر في إجراء المحادثات.