حفلت العديد من الصحف العربية بتحذيرات بشأن تعيين زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتشدد أفيغدور ليبرمان وزيراً للدفاع. ورأى عدد من الكتاب أن اختيار ليبرمان للمنصب يعكس اتجاه المجتمع الإسرائيلي إلى التطرف، فيما حذر آخرون من تأثير انضمامه إلى الحكومة الائتلافية على السياسة الخارجية لإسرائيل وأبرز ما فيه التعامل مع الفلسطينيين. وأعلن نتنياهو في 24 مايو/ أيار تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع بعد فشل المفاوضات التي أجراها مع زعيم المعارضة اسحاق هيرتزوغ. وقد حذر موشي يعلون الذي تنحى من منصبه كوزير للدفاع الأسبوع الماضي من أن "التطرف والعنصرية" يهددان المجتمع الإسرائيلي ويتسللان إلى الجيش. كتب فهد الخيطان في جريدة الوطن القطرية: "أجرى نتنياهو تغييراً وزارياً على حكومته، دخل بموجبه إلى الحكومة أكثر ساسة إسرائيل تعصباً... وهو أفيغدور ليبرمان، الذي يعد وعلى نطاق عالمي المتطرف الأكثر عداء للفلسطينيين، والعرب". كما سلطت افتتاحية جريدة القدس الفلسطينية الضوء على وصول "القادة اليمينيين للمناصب العليا في الأجهزة الأمنية، أي بؤرة السلطة في اسرائيل". وشددت الصحيفة على أن هذا "يعكس تحولا مماثلا في أدوار النخبة الدينية... وهو تحول ينسجم مع تحولات موازية تحدث في المجتمع الإسرائيلي الذي يتجه إلى المزيد من التطرف والعنصرية لدرجة التوحد مع دعوة وأفكار التيارات الدينية المتطرفة ومقولاتها العنصرية ضد العرب". من جهته، انتقد أشرف العرجمي في صحيفة الأيام الفلسطينية نتنياهو الذي "على ما يبدو اتخذ قراراً بالتضحية بيعالون وزير الدفاع الذي صدق بأنه يستطيع الحفاظ على قيم معينة داخل جيش الاحتلال بشكل يتناقض مع الوجهة السائدة للحكومة والتي تمنح المستوطنين المتطرفين وحاخامات التيار الديني - القومي القدرة على التأثير حتى على قرارات الجنود والضباط". وأكد العرجمي أنه " في نهاية المطاف فان نتنياهو هو من يقرر أكثر من أي شخص ما هي سياسة إسرائيل في الحرب أو السلام". وأضاف: "نجاح نتنياهو المذهل هذا في السيطرة على الحلبة السياسية الداخلية قد يكون له تبعات بعيدة المدى على مستقبله، فقد استطاع تجنيد كل القيادات التي تقف خارج الحكومة ضده، ولن يكون رد فعل هؤلاء سهلاً خصوصاً يعالون الذي يتميز بقوة تأثير على قطاع واسع داخل حزب الليكود". وفي السياق ذاته، رأى هشام منور في جريدة فلسطين أونلاين الإلكترونية أن نتنياهو "الذي يرى أنه وريث 'ملوك إسرائيل' وتراثهم العنصري لم يرقه أن يسمع أي صوت يعلو على صوت العنصرية التي يحاول بثها في المجتمع الإسرائيلي". وحذر منور من أن "الشرخ والانقسام الأفقي في كيان الاحتلال، وبزوغ مظاهر الاستبداد السياسي والهيمنة على القرار، ومحاربة حرية الرأي مؤشر مهم على قرب انهيار شامل ووشيك لمجتمع لا تنسجم عناصره ولا تتآلف". قال عوني صادق في جريدة الخليج الإماراتية: "لعل الحقيقة الوحيدة التي أكد عليها، ولم يكشفها، تعيين ليبرمان، هي أن نتنياهو مصر على الذهاب في طريق اليمين والفاشية والتوسع والعنف حتى نهايته، وأن خرافات السلام والحلول التفاوضية لا مكان لها لا في عقليته، ولا في العقلية الكولونيالية العنصرية الإسرائيلية عموماً". وعلى نفس المنوال، تساءل فيصل ملكاوي في صحيفة الرأي الأردنية: "أي كارثة تنتظر المنطقة؟". وأضاف: "الشيء الوحيد المتغير في رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، الالتصاق والتمترس خلف اليمينية والصلف والخداع والكذب في كل مرحلة مثل سابقتها". وكتب ملكاوي: "عين التطرف ومركزه يظهر جلياً بضم نتنياهو للمتطرف ليبرمان وزيراً للحرب في حكومته فاتحاً أوسع الأبواب لتكون الحكومة الإسرائيلية الحالية الأكثر يمينية وتطرفاً". ودعا الكاتب الولايات المتحدة وفرنسا، اللتين تسعيان لإحياء جهود السلام في الوقت الراهن، إلى أن تنظرا "بعين التشاؤم الى مصير جهودهما التي ستأكلها نيران اليمينية الإسرائيلية".
- آخر تحديث :
التعليقات