إيلاف من لندن: قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد)، وتابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية، إن الآلاف من القوات المسلحة العراقية ومعها المتطوعون وابناء العشائر يشاركون حاليًا في معارك ضارية لتخليص مناطق بمحافظة الانبار الغربية من سطوة الارهاب الداعشي، مدافعين عن شعبهم وبلدهم ومقدساتهم، فعليهم رعاية حرمات الناس المدنيين في مناطق القتال لما لها من اهمية بالغة.

المقاتلون ضد داعش أحبة المرجعية العليا

ووصف الكربلائي هؤلاء المقاتلين بأنهم أحبة المرجعية العليا التي تعتز وتتباهى بتضحياتهم وبطولاتهم وبكل قطرة دم تسيل منهم، لانها تسال دفاعًا عن اهداف سامية للدفاع عن العراق والاعراض والمقدسات.
وشدد على أن للجهاد الذي أمر به الله آداباً يجب العمل على عدم الاخلال بها، لأن التجاوز عليها لن يقود إلى النيل المرتبة العليا من الاجر والثواب من هذا القتال.
&
وخاطب الشيخ الكربلائي المقاتلين قائلاً: "الله الله في النفوس فلا يستحلن التعرض لها بغير ما احله الله تعإلى، فما اعظم الخطيئة في قتل النفوس البريئة، وما اعظم الحسنة في احيائها، وأن لقتل النفس البريئة اثامًا &كبيرة في هذه الحياة وما بعدها". واكد على ضرورة التمييز بين الدم الذي يُحرم، والدم الذي يُحل، لأن من اعظم الخطايا سفك الدم الحرام.

وأكد على أهمية حماية النفس الانسانية وحرمة دمها وحياتها.. وقال "الله الله في نفوس الابرياء"... وحذر قائلاً "إن قتلها انتقام يجر لانتقام وتبعات أخرى خطيرة. واضاف بالقول ايضًا "الله الله في حرمات عامّة الناس ممن لم يقاتلوكم لاسيّما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء حتّى إذا كانوا من ذوي المقاتلين لكم فانه لا تُحل حرمات من قاتلوا غير ما كان معهم من أموالهم، وقد كان من سيرة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب أنّه كان ينهى عن التعرّض لبيوت أهل حربه ونسائهم وذراريهم رغم إصرار بعض من كان معه خاصّة من الخوارج على استباحتها".
&
حرمة التعرض للمدنيين غير المقاتلين

وأشار الشيخ الكربلائي إلى حرمة التعرض لعموم المواطنين من غير المقاتلين سواء أكان التعرض لأرواحهم او لأموالهم، وتتأكد الحرمة للضعفاء من هؤلاء كالشيوخ والنساء والصبية حتى لو كان هؤلاء المواطنون من ذوي الاشخاص المقاتلين كآبائهم وابنائهم واخوانهم طالما أنهم ليسوا في حال القتال معهم، فإنه لا تحل غير الاموال والمعدات والامتعة التي مع المقاتلين، والتي يستعينون بها.

وحذر المقاتلين من التعرض للحرمات، وقال "إياكم والتعرّض لها أو انتهاك شيء منها بلسان أو يد، واحذروا أخذ امرئ بذنب غيره فإن الله سبحانه وتعإلى يقول (ولا تزر وازرة وزر اخرى)، ولا تأخذوا بالظنة وتشبهوه على انفسكم والظنة اعتداء على الغير بغير حجة، ولا يحملّنكم بغض من تكرهونه على تجاوز حرماته".

كما شدد معتمد السيستاني على حرمة انتهاك الاعراض للاخرين في نسائهم أو التعرض لهم بسب أو شتم، وكذلك عدم أخذ أي انسان بجريمة وذنب غيره.. وقال: "فلا يجوز أن يؤاخذ شخص لكونه قريباً لأحد المقاتلين أو من عشيرته أو من مدينته أو قريته، ولا يجوز الاخذ بالظنة والشبهة والتوهم واعتباره من الحزم المطلوب في الحرب، فإن معنى الحزم أن يحتاط الانسان في اموره ولا يأخذ بما هو ظن وشبهه الذي لا يعد حجة يمكن أن يؤاخذ به الغير ولا يدفعنكم البغض والحقد الناشئ من كراهة هؤلاء المعتدين على تجاوز حرمات اهلهم ومالهم واعراضهم، فاذا وصلتم إلى دور المعتدين المقاتلين ووجدتم بعض نسائهم وقد سببن الصالحين من رجالكم وقادتكم وشتمن اعراضكم فلا تثيروا نفوسهن وتهيجوا مشاعرهن بالرد عليهن، لأنهن ربما يعشن حالة من الاضطراب النفسي بسبب مقتل رجالهن".

ومن الواضح أن توصيات المرجع الشيعي هذه تأتي اثر الانتقادات الواسعة الموجهة لعناصر في مليشيات الحشد الشعبي التي تمارس انتهاكات طائفية ضد السكان في المناطق التي يتم تحريرها من قبضة تنظيم داعش.

يذكر أن السيستاني صاحب النفوذ الواسع يعتقد انه يتعين على رجال الدين تقديم النصح دون التدخل في ادارة الشؤون العامة في البلاد، لكن دوره كان له أثر كبير على التطورات في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003.

وفي وقت سابق اليوم، اشتكى رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري من انتهاكات يرتكبها عناصر الشرطة الاتحادية والمليشيات المسلحة ضد المدنيين في الفلوجة ومناطق القتال الاخرى، داعيًا العبادي إلى وقفها بحزم وسرعة.&

وشدد على ضرورة الحفاظ على حياة المدنيين ومسار الجانب الانساني وتهيئة الممرات الآمنة بالسرعة الممكنة وتحييد المدنيين من نيران المعركة الدائرة في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار، داعيًا رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بتعقب هذه التجاوزات ومعالجتها بحزم وسرعة، "تلافيًا لتداعياتها وحفاظًا على &الانتصارات المتحققة للقوات المسلحة ". &

وتقف القوات العراقية حاليًا على تخوم مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) استعدادًا لدخولها وانتزاعها من أيدي تنظيم داعش، حيث تعتبر المدينة مركزًا دينيًا مهمًا للسنة في العراق، وتسمى "مدينة المساجد" نظرًا لانتشار مئات المساجد فيها.