نجح اللواء أشرف ريفي في انتخابات طرابلس اللبنانية البلدية، وأعلن أكثر من مرة أنه سيكمل طريق رفيق الحريري، فهل يعلن بطريقة غير مباشرة أنه أصبح وريث الحريريّة السياسيّة في لبنان، وهل يكرّس نفسه زعيمًا بديلًا من الحريري؟.

بيروت: بعد نجاحه في انتخابات طرابلس البلدية أعلن اللواء أشرف ريفي أنه على نهج رفيق الحريري، وشدّد على أنه سيكمل طريق رفيق الحريري ونهج الحريرية هو نهجه، وكأنه يعلن بطريقة غير مباشرة أنه أصبح وريث الحريرية السياسيّة في لبنان، فهل يكرّس نفسه زعيمًا بديلًا من الحريري؟.

يقول النائب خالد زهرمان (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف"، إن الحديث بأن ريفي سيرث الحريرية السياسية يبقى كلامًا غير دقيق، لأن ريفي يبقى حالة شعبية في طرابلس، لا يمكن التغاضي عنها، لكن في الوقت عينه، لن يرث الحريرية السياسية، علمًا أن ريفي يبقى ضمن المنظومة الحريرية السياسية، ونحن معًا متفقون على العناوين الأساسية، التي لها علاقة بسيادة لبنان، والسلاح غير الشرعي، والوزير ريفي لا يمكن أن يخرج من عباءة تيار المستقبل أو الحريري.

زعيم؟
وردًا على سؤال بأن البعض اعتبر أن نتائج طرابلس لمصلحة ريفي لا تشكل فقط حالة شعبية، بل تكرّسه زعيمًا سنيًا جديدًا، وهل صحيح اليوم أن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع كان وراء نجاح ريفي في انتخابات طرابلس البلدية؟.

يؤكد زهرمان أن ريفي لديه حالة شعبية في طرابلس، وليس بحاجة إلى أن يستعين بأحد كي يرسّخ هذه الشعبية، فريفي حالة راسخة في طرابلس، ولكن لا يمكن أن نذهب أكثر من ذلك، لنعلن أن ريفي هو وريث زعامة الحريري أو تيار المستقبل، وفي المستقبل قد تخرج زعامة ريفي خارج طرابلس إلى مكان آخر، غير أننا لا يمكن أن نقول إنه حاليًا وريث الزعامة السنية، أو إنه بديل من زعامة آل الحريري في لبنان.

هذه الحالة الشعبية المتمثلة في أشرف ريفي ألا تجعل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يعيد النظر في شعبيته وبحجمه السياسي الموجود إن كان في طرابلس أو خارجها، ليعيد حساباته أو ربما تحالفاته؟.

يجيب زهرمان أن ريفي لا يزال ضمن الثوابت التي نؤمن بها، وخطوط التواصل معه غير مقطوعة، وفي المستقبل سيكون هناك جهد كي تتكاثف هذه الجهود، لأن العناوين التي نؤمن بها كتيار المستقبل هي نفسها التي يؤمن بها ريفي. أما في ما خص الخسارة الشعبية أو المستوى الشعبي، فيعتقد زهرمان أن الانتخابات البلدية كشفت عن بعض الثغرات في هذا الخصوص، لكل التيارات السياسية، وهذا ناتج من حالة الشلل التي يعيشها البلد، ويتحملها اللبنانيون، فنحن من دون رئيس للجمهورية، وحكومة بالكاد تجتمع، ومجلس نيابي معطل، وأزمات الفساد تتفشى يومًا بعد يوم، من نفايات إلى انترنت غير شرعي، وأصبح المواطن اللبناني يشعر بأن الدولة لا تلبي طموحاته، إضافة إلى الضائقة الاقتصادية التي يعيشها المواطن اللبناني، من هنا إبتعد المواطن نوعًا ما عن التيارات والأحزاب السياسية، رغم أن اللبناني يؤمن بمبادئها وبأفكارها، ولكن لا تعفى هذه الطبقة السياسية من ما آلت إليه الأمور، من أفق مسدود ومشاكل على مختلف المستويات.

يضيف زهرمان: "أعتقد أن الأمر أصاب كل الأحزاب والتيارات السياسية، مما جعل كل الأحزاب والتيارات تعيد حساباتها، لمعرفة سبب الإبتعاد عنها في الانتخابات البلدية، والأمر لا يتعلق بطرابلس فقط، بل في مختلف المناطق".

ريفي والانتخابات النيابية
عن حديث البعض بأن ريفي قد يترشح منفردًا في الانتخابات النيابية المقبلة، وقد يحقق نجاحًا يشبه نجاح الانتخابات البلدية، كيف يواجه الحريري نمو شعبية ريفي، التي قد تكون على حساب نمو شعبيته؟، يجيب زهرمان أن المبادئ تتشابه، وتلتقي مع قناعات ريفي، ولن نشهد انتخابات نيابية، إلا ويكون ريفي ضمن خط تيار المستقبل، إن كان في التحالفات، أو خلال المعركة، ولن يخوض ريفي معركته منفصلًا عن تيار المستقبل في الانتخابات النيابية.

يضيف: بمعنى أننا سنشهد تقاربًا بالانتخابات النيابية بين الحريري وريفي؟ يؤكد زهرمان الأمر، ويشير إلى أن "العناوين والقناعات والأفكار والثوابت هي نفسها التي نؤمن بها جميعنا كتيار مستقبل وريفي أيضًا".

ويؤكد زهرمان أن كلام السفير السعودي الأخير مع القيادات السعودية كان واضحًا لجهة أن السعودية تتعامل مع كل اللبنانيين، من مختلف الطوائف، ولدى السعودية غيرة لنجاح الجميع، وحتى السعودية منفتحة على الجميع، هناك وضعية خاصة وموقع خاص لآل الحريري لدى السعودية، لكن هذا لا يعني أن السعودية تريد أن تستثني أحدًا، وكلام السفير السعودي كان واضحًا في هذا الخصوص، وحتى اليوم يبقى الحريري الزعيم الأوحد على المستوى السني ريثما يتم إثبات العكس.