إيلاف من لندن: قال سعد الحديثي المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن عمليات تحرير الفلوجة تتقدم وتحقق القوات المسلحة والتشكيلات الساندة لها تقدمًا مستمرًا ولا يمضي يوم الاّ ويتم فيه استعادة مناطق جديدة وتحرير مساحات اخرى من سيطرة الإرهاب.
وأضاف أن القوات العراقية استطاعت ان تضيق الخناق على الإرهابيين داخل مدينة الفلوجة وتحرر جميع المناطق المحيطة في المدينة وتقطع خطوط إمداد تنظيم داعش الإرهابي وتضرب طوقًا محكمًا عليه واستعادت بعض الاحياء في داخل الفلوجة وهي الان بصدد التقدم لاستعادة أحياء أخرى وتوسيع المساحة التي تم تحريرها في المدينة.
وفي وقت سابق اليوم اعلنت القوات العراقية عن استعادة سدة مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش وبشكل أنهى تحكمه بمياه نهر الفرات إلى محافظات غربية وجنوبية.. وكذلك تطهير حيي الرسالة والخضراء في الفلوجة بالكامل ورفع العلم العراقي فوق المباني والمدارس.&
الفرز بين الإرهابيين والمدنيين العزل
وأشار الحديثي إلى أنّه في اطار الاشراف المتواصل والحرص المستمر على متابعة سير المعارك في الفلوجة من قبل القائد العام للقوات المسلحة &حيدر العبادي، فقد صدرت اوامره بتشكيل لجنتين، الاولى: معنية بالجانب الانساني والمضي بتوفير احتياجات العوائل النازحة وتأمين مستلزمات اعادة الاستقرار للمناطق المحررة، والثانية: للتحقيق في المزاعم الخاصة بحصول انتهاكات وخروقات ضد النازحين ولمتابعة جهود القطعات المقاتلة في استقبال النازحين وتأمين نقلهم إلى مراكز آمنة للايواء والاغاثة وتسريع اجراءات التدقيق الامني للتأكد من سلامة موقف النازحين من الرجال والشباب وان لاصلة لهم بداعش الإرهابي.
وقال إنه في هذا الصدد فإن الحكومة تؤكد انها جادة في متابعة اي انتهاك يمكن ان يحصل ضد المدنيين من اهالي الفلوجة وملاحقة ومحاسبة القائمين به من خلال الاجراءات القانونية والقضائية المعتمدة في التعامل مع مثل هذه الحالات، ولايمكن ان تتهاون مع مرتكبي الانتهاكات أو أن تتغاضى عنهم وهذا الامر هو جزء من التزامها القانوني والاخلاقي ويندرج في اطار المسؤولية الوطنية للحكومة، حيث ان الحكومة حريصة كل الحرص على ايلاء عملية الفرز بين الإرهابيين والمدنيين العزل اهمية قصوى.
وأضاف أن "الحرب ضد الإرهاب هي حرب كل العراقيين وتحقيق النصر الناجز فيها والذي بدأت بشائره تلوح في الافق - من خلال التقدم الكبير في معارك الفلوجة وكذلك من خلال بدء التقدم في قاطع عمليات الموصل- يعتمد اساسا على وحدة العراقيين وتكاتفهم ونبذ الطائفيين من كل الجهات الذين يسعون إلى سرقة فرحة الانتصارات المتتالية للقوات المسلحة في سبيل العراقيين جميعا".
وفي تصريح له اليوم قال قائد عمليات الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي انه تم اعتقال 1086 مشتبها به بين النازحين الخارجين من المدينة. وأضاف ان "عدد المشتبه بهم بحسب ما أفاد به قائد شرطة الانبار اللواء هادي رزيج قد بلغ 1086 شخصاً كانوا في الفلوجة وخرجوا مع العوائل النازحة وهم الان محتجزون في عامرية الفلوجة".
واليوم ألقت السلطات العراقية القبض على عنصر في الحشد الشعبي بتهمة التورط في قتل 17 نازحاً من أهالي مدينة الفلوجة التي تشهد عملية عسكرية منذ ثلاثة أسابيع.. وقالت عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية سلامة الخفاجي في تصريح صحافي ان "الأجهزة المعنية تحققت بالفعل من وقوع عمليات القتل تلك وأن القضاء سيصدر حكمه بحق المتهم الوحيد بالجريمة".
وأضافت الخفاجي أن "ثلاثة أشخاص نجوا من الهجوم بعد نجاحهم في السيطرة على عنصر الحشد الذي فتح نيران سلاحه على الفارين من الفلوجة".. مشيرة إلى "أنهم أكدوا أنه نفذ اعتداءه منفرداً وأن تصرفه لم يكن في إطار عملية ممنهجة". وادعت ان "منفذ عملية القتل المعتقل يعاني اختلالا نفسيا وعقليا".. مشددة بالقول إن "حالته هذه لا تبرر فعله وأن تصرفه خدم داعش".
إجراءات متبادلة مع الكويت حول أملاك مواطنيهما
وتابع المتحدث الرسمي قائلا انه في سياق رؤية الحكومة العراقية القائمة على اقامة علاقات خارجية على اسس سليمة واقامة علاقات طبيعية من معالجة اخطاء الماضي الموروثة من حقبة النظام البعثي البائد وحل المشاكل القائمة وتصحيح مسار هذه العلاقات بما يضمن اعتمادها على قواعد متوازنة وبما يحقق المصالح المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتنسيق الجهود في الحرب على الإرهاب وتأكيد حرص الحكومة على اقامة افضل العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة ومنها الكويت وافق مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة على رفع إشارة عدم التصرف الموضوعة من ديوان رئاسة الجمهورية المنحل سنة 1995 على املاك الكويتيين العقارية في حال عدم وجود مانع قضائي، لقاء رفع الحجز عن املاك العراقيين العقارية انطلاقا من مبدأ التعامل بالمثل المنصوص عليه في القوانين الدولية والمعمول به في العلاقات الثنائية بين الدول، وقد جاء هذا القرار ليؤكد ايفاء الحكومة العراقية بالتزاماتها المتبادلة مع دولة الكويت وبما يعزز العلاقات الاخوية وحسن الجوار وطي صفحة الماضي.
وكان العراق الغى امس قرار الرئيس السابق صدام حسين بمنع الكويتيين من التصرف بأملاكهم على اراضيه حيث كان ديوان رئاسة الجمهورية المنحل قد أصدر قراراً يقضي بمنع التصرف بأملاك الكويتيين في العراق عام 1995 عقب حرب الخليج الثانية التي اندلعت إثر إقدام النظام السابق على احتلال الكويت في عام 1990 وفرض عقوبات دولية على العراق.
وجاء القرار في وقت تشهد العلاقات بين العراق والكويت تطوراً كبيراً على المستوى الرسمي خاصة بعد التوصل إلى تسويات وحلول لأبرز المشاكل التي كانت عالقة بين البلدين وأهمها مشكلة تثبيت ترسيم الحدود البرية وديون الكويت على العراق.
مقتل ثالث صحافي منذ بداية معارك الفلوجة
واشاد الحديثي بدور الاعلام في المعركة واهمية الكلمة والصورة في تسليط الضوء على تضحيات المقاتلين ونقل الحقائق من ارض المعركة وتفنيد الشائعات التي يروج لها من هنا او هناك.
واليوم نعى المرصد العراقي للحريات الصحافية مقتل ثالث صحافي في معارك الفلوجة منذ بدايتها في 23 من الشهر الماضي. وقال المرصد في بيان تسلمت "إيلاف" نسخة منه الاربعاء ان المصور التلفزيوني فاضل عباس الكرعاوي قتل نتيجة سقوط صاروخ هاون على مجموعة مقاتلة كان برفقتها أثناء تغطيته معارك القوات العراقية ضد داعش في منطقة حي الشهداء الثانية وسط الفلوجة غرب العاصمة.&
وأشار المرصد إلى أنّ مراسله في قاطع عمليات الفلوجة زيد شبر قد أبلغ عن استشهاد الكرعاوي وقال إنه كان برفقة قوات عراقية تقاتل في منطقة حي الشهداء الثانية وسط الفلوجة عند احتدام الاشتباك العنيف مع تنظيم داعش صباح اليوم ما أدى إلى إصابته بسقوط قذيفة هاون واستشهاده على الفور.
والكرعاوي، يسكن محافظة بابل، (100 كم جنوب بغداد) حيث يعمل مديرا تنفيذيا لراديو المدينة ومصور قناة الرشيد الفضائية ضمن مكتب بابل، وهو أحد أشهر المصورين الفوتوغرافيين والتلفزيونيين فيها.
ويعد الكرعاوي الثالث من الصحافيين الذين يقتلون منذ بدء معارك تحرير الفلوجة حيث سبق وأن أستشهد المراسل الحربي تحسين الساعدي في 23 مايو الماضي عندما كان يرافق القوات العراقية هناك، وعبدالله عريان عودة الذي قتل في 30 مايو الماضي عندما كان يرافق القوات هناك.
ومن جهته دعا هادي جلو مرعي رئيس المرصد العراقي للحريات الصحافية القوات العراقية إلى توفير ضمانات الحماية للصحافيين من مراسلين ومصورين أثناء التغطية الميدانية وطالب إدارات وسائل الإعلام بأن توفر لطواقمها الإعلامية معدات الأمن اللازمة من خوذ ودروع وتبقى على تواصل دائم معهم حيث شكا بعض الزملاء من عدم التعاون من بعض الجهات أثناء تنقلهم في الميدان للتغطية الصحافية.
التعليقات