أورلاندو: اعرب الرئيس الاميركي باراك أوباما الخميس بعد لقائه عائلات عدد من ضحايا الاعتداء على الملهى الليلي للمثليين في مدينة أورلاندو عن بالغ تعاطفه مع الاسر داعيا الى تغيير اطار الجدل حول قضية حيازة الاسلحة النارية في الولايات المتحدة وابعاده عن التجاذبات السياسية.
وبعدما تحدث مع اقرباء عدد من ضحايا هذه المجزرة التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية، قال أوباما ان "هذه الاسر جزء من العائلة الاميركية (...) واذا لم نتحرك فسنشهد مجازر اخرى مماثلة". وقبيل ذلك وضع أوباما ونائب الرئيس جو بايدن 49 وردة امام نصب صغير اقيم على عجل ووضع امامه مجهولون اعلاما وبالونات ورسوما ونصوصا.
ونفذ الاميركي من اصل افغاني عمر متين هذا الاعتداء الذي يعد الاخطر في الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001. ومتين شمله عدد من تحقيقات الشرطة بسبب الاشتباه بصلاته مع جهاديين. وقد اشترى قطعتي سلاح، بندقية هجومية ومسدسا بطريقة قانونية.
وقال أوباما الذي بدا عليه التأثر "ان آلامهم ودموعهم، ترجمت لنا مدى السعادة التي كان يضفيها اقرباؤهم في حياتهم". واضاف "تحدثوا لنا عن ابنائهم وبناتهم"، مشيرا الى "شبان يتطلعون الى المستقبل".
وبعدما أكد أنّ الاشخاص المكلومين الذين التقاهم لا يهتمون "بالصراعات السياسية"، قال "انا مثلهم! (إطار) النقاش يجب ان يتغير!". وأكد أنّ "الذين يدافعون عن الحصول بسهولة على بنادق هجومية، يجب ان يلتقوا هذه الاسر"، قبل ان يدعو اعضاء مجلس الشيوخ الى ان "يكونوا بمستوى المسؤولية".
وحقق الديموقراطيون فوزا صغيرا بانتزاعهم فجر الخميس وبعد 14 ساعة من النقاش البرلماني، مشروع قانون يحد من امكانية الحصول على الاسلحة للذين يشتبه بهم في قضايا الارهاب سيناقش في مجلس الشيوخ.
الوضع بدأ يتغير
ويقضي النص بمنع شراء اسلحة نارية من قبل الذين ترد اسماؤهم على لائحة المراقبة لمكافحة الارهاب او على لائحة حظر صعودهم الى طائرات. وكان تم افشال اجراء مماثل في كانون الاول/ديسمبر الماضي في مجلس الشيوخ حيث صوت الجمهوريون الذين يشكلون اغلبية، ضد النص.
لكن يبدو ان الوضع يتغير. وكان المرشح الجمهوري الى البيت الابيض دونالد ترامب المح الاربعاء الى انه قد يؤيد هذا النص مخاطرا بافساد علاقاته مع لوبي الاسلحة النارية او حزبه. غير ان موقفه يبقى مبهما.
من جهتها، نشرت صحيفة "بوسطن غلوب" على صفحتها الاولى الخميس صورة لبندقية هجومية كتب عليها "فلنوقف ذلك". واصبحت الزيارات المؤلمة الى اماكن اطلاق النار من عادات الرئاسة في عهد أوباما.
من جهة اخرى، أعلن رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس الشيوخ السناتور رون جونسون لشبكة "سي ان ان" ان عمر متين نشر الاحد اثناء تنفيذه المجزرة في ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو رسائل جهادية على حسابه على موقع فيسبوك.
واشار الى ان المحققين يسعون للحصول على مزيد من المعلومات عن انشطته وحساباته عبر الموقع، موشحا انه ارسل الاربعاء رسالة الى مؤسس موقع فيسبوك مارك زاكربرغ يطالب فيها الموقع بتزويد المحققين بمعلومات تتعلق بخمسة حسابات كان متين يستخدمها على ما يبدو.
وشن المرشح السابق في انتخابات الرئاسة السناتور الجمهوري جون ماكين هجوما عنيفا على الرئيس أوباما، محملا اياه "مسؤولية مباشرة" عن مجزرة أورلاندو. لكنه تراجع بسرعة عن تصريحاته بسبب ردود الفعل العاصفة التي اثارتها.
وقال ماكين (79 عاما) امام صحافيين في احدى قاعات مجلس الشيوخ في واشنطن أن "باراك أوباما مسؤول مباشرة عن هذه (المجزرة) لانه عندما اعاد الجميع من العراق ذهب تنظيم القاعدة الى سوريا واصبح تنظيم الدولة الاسلامية". واضاف ان تنظيم الدولة الاسلامية "هو اليوم على ما هو عليه بسبب اخفاقات باراك أوباما".
الا ان ماكين اوضح في وقت لاحق "لم اكن اريد ان اوحي ان الرئيس مسؤول شخصيا" عن المجزرة.
في نيويورك، عقدت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامنثا باور الخميس مع نظرائها في 16 دولة اوروبية واميركية لاتينية خصوصا، اجتماعا في ملهى ليلي نيويوركي يعتبر رمزا للنضال من اجل حقوق المثليين جنسيا، وذلك تضامنا مع ضحايا مجزرة أورلاندو.
ومن امام ملهى "ستونوول إن" في غرينيتش فيلدج الذي شهد في 1969 تظاهرات للمثليين ضد قمع الشرطة، اوضحت باور ان هدف هذا الاجتماع هو بحث مبادرات جديدة لتعزيز حقوق الاقليات الجنسية. وقالت انه "بعد اعتداء أورلاندو الوحشي ليس هناك من مكان يرتدي رمزية اكبر من هذا المكان".
وكان مجلس الامن الدولي دان الاثنين "باشد العبارات الممكنة" الاعتداء، معتبرا ان ضحايا اطلاق النار "استهدفوا بسبب ميولهم الجنسية".
التعليقات