قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا لا تريد حربًا باردة جديدة مع الغرب، ولا تريد أن تفكر أنها تنزلق في هذا الاتجاه. واتهم الغرب بدعم الثورات الملونة وأحداث الربيع العربي، ما أدى إلى تفشي الفوضى.

إيلاف من موسكو: أكد بوتين خلال جلسة في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي اليوم الجمعة أنه على ثقة بأن لا أحد يريد أية حرب "قطعًا نحن في روسيا لا نريد ذلك".

وانتقد بوتين أيضًا توسع حلف شمال الأطلسي، وحذر من أنه ستكون هناك عواقب، إذا واصل الحلف ما وصفه بسياسات أحادية الجانب تجاه روسيا. وقال إنه إذا نسق الجانبان الملفات الدفاعية فلن تكون هناك حرب باردة جديدة.

سوريا&
وقال الرئيس الروسي إن سوريا تواجه مشكلة "الإرهاب"، وكذلك مشاكل سياسية داخلية مهمة أخرى، مؤكدًا أن موسكو لا تسعى إلى توسيع سلطة الرئيس السوري بشار الأسد، إنما إلى تعزيز الثقة بين مختلف مكونات الشعب السوري، من خلال إجراء مفاوضات سياسية.

وأشار بوتين إلى أن تسوية الأزمة السورية تتطلب وضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت إشراف الأمم المتحدة، مضيفًا أن الأسد وافق على ذلك. وأضاف أن واشنطن يجب أن تؤثر في المعارضة السورية من أجل المضي قدمًا في طريق التسوية.

أوكرانيا
تابع بوتين قائلًا إن دولًا غربية أيّدت كذلك الانقلاب في أوكرانيا، بدلًا من دعم الانتخابات الشرعية، مشيرًا إلى أن منهج روسيا في هذا المجال يختلف كثيرًا، ويتمثل في "سياسة تعاون وإيجاد حلول وسط".

وأكد الرئيس الروسي ضرورة تنفيذ الاتفاقات الموقعة بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، مشيرًا إلى أنه يتفق مع نظيره الأوكراني، بيترو بوروشينكو، حول ضرورة تعزيز بعثة المراقبين في منطقة النزاع في شرق أوكرانيا، وربما حتى تسليح المراقبين الدوليين.

الاتحاد الأوروبي&
إلى ذلك، دعا الرئيس الروسي إلى استئناف الحوار مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا استعداد روسيا لإبداء المرونة. وقال إن اللقاءات الأخيرة مع ممثلي أوساط الأعمال الألمانية والفرنسية، أظهرت رغبة رجال الأعمال الأوروبيين واستعدادهم للتعاون مع روسيا.

واعتبر الرئيس الروسي أن على السياسيين أن يستجيبوا لدعوات رجال الأعمال والتحلي بالحكمة والمرونة والنظرة الثاقبة. وشدد قائلًا: "علينا أن نعيد الثقة إلى العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، واستعادة المستوى السابق للتعاون". وقال: "مستعدون لنلتقي شركاءنا في منتصف الطريق، لكن لا يجوز أن يصبح ذلك لعبة مرمى واحد".

واقترح الرئيس الروسي استئناف الحوار على المستوى الفني بين الخبراء حول دائرة واسعة من المسائل، بما في ذلك التجارة والاستثمارات وإدارة الجمارك، في محاولة لإعمار قاعدة مواصلة التعاون بين الطرفين.