سان بطرسبورغ: يتطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى طرح نفسه شريكا يعتمد عليه بالنسبة الى الغرب في مجال مكافحة الارهاب والمبادلات التجارية مع سعي موسكو الى انهاء عزلتها خلال منتدى روسيا الاقتصادي الي يفتتح الخميس في مدينة سان بطرسبورغ.

يستقبل بوتين رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ورئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي خلال المنتدى الذي يعقد قبل اسابيع من قمة الاتحاد الاوروبي التي ستقرر بشأن تمديد العقوبات التي فرضت على موسكو بسبب النزاع في اوكرانيا والتي ادخلت الاقتصاد الروسي في حالة كساد.

وسيلتقي بوتين كذلك الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والمبعوث الاممي الى سوريا ستافان دي مستورا مع بقاء موسكو في قلب النزاع بفضل الدعم الذي تقدمه للرئيس بشار الاسد من خلال حملتها الجوية. ويتوقع ان يبحث بوتين مع بان كي مون النزاع السوري والحرب على تنظيم الدولة الاسلامية.

وزيارة يونكر هي الاولى الى روسيا منذ توليه مهامه، وحظيت باهتمام كبير في موسكو قبل المناقشات الصاخبة المرتقبة بشأن تجديد العقوبات.
وفي حين ابدى رينزي تحفظه على استمرار العقوبات، قال يونكر عند الاعلان عن زيارته لروسيا انها ليست "مناسبة للاتحاد الاوروبي للاعلان عن اي تغيير في موقفه من روسيا" بشأن ضم القرم في مارس 2014 واتهامها بالوقوف وراء الانفصاليين في شرق اوكرانيا.

ويصر الاتحاد الاوروبي على ربط رفع العقوبات التي تنتهي مدتها بنهاية يوليو بالتطبيق الكامل لاتفاقات مينسك لوقف اطلاق النار في اوكرانيا.

بناء الجسور
كتب المتحدث باسم المفوضية الاوروبية مارغاريتس سكيناس قبل اسبوع ان "يونكر كرس حياته السياسية من اجل الحوار. عندما تتوتر العلاقات بين الجيران فانه يؤمن بان عليهم ان يواصلوا التحاور". واضاف انه "سيسافر الى سان بطرسبرغ بهذه الذهنية، بوصفه بانيا للجسور، وليس مفاوضا واذا ما فسر احد زيارته بطريقة اخرى فسيخيب ظنه".

وسيتحدث الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الخميس امام المستثمرين بعد لقائه بوتين مساء الاربعاء. وقال ساركوزي قبل توجهه الى سان بطرسبرغ انه يؤيد "رفعا تدريجيا للعقوبات"، وان لا احد يريد حربا باردة جديدة.

ويبدو ان الكرملين الحريص على انعاش الاقتصاد المتعثر يبني امالا على اللعب على الانقسامات داخل الاتحاد الاوروبي بشأن النزاع، وقام ببعض البادرات التصالحية مع اوكرانيا، بما فيها الافراج عن الطيارة ناديا سافتشنكو الشهر الماضي.

واستعدادا للاجتماع مع يونكر، قال كبير المستشارين السياسيين لبوتين يوري اوشاكوف ان اللقاء "مهم جدا" وانه سيتم التطرق "بصراحة" الى المصاعب الراهنة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا. ورغم حالة القطيعة سيشارك عدد من كبار رجال الاعمال الاوروبيين في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام في سان بطرسبرغ، ثاني مدن روسيا، خلال المؤتمر الذي تعتبره موسكو موازيا لمنتدى دافوس.

وسيوقع بوتين خلال المؤتمر على عقد مهم لبناء مصنع كبير لتسييل الغاز مع رئيس مجلس ادارة "رويال داتش شل". ويحضر المؤتمر كذلك رؤساء شركات فرنسية مثل توتال وسوسييته جنرال وجي سي ديكو وشركة شنايدر الكتريك الاوروبية المتعددة الجنسية.

ويقول رجال الاعمال انهم يريدون تحسين العلافات رغم العقوبات التي دفعت روسيا الى فرض حظر على معظم المنتجات الزراعية من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وان موسكو تسعى الى تحسين صورتها.

وفي استطلاع نشرته الثلاثاء الجمعية الاوروبية للاعمال التي تضم عددا كبيرا من الشركات الاجنبية في روسيا، قالت 70% من الشركات المستطلعة اراءها انها تتوقع ارتفاع ارقام اعمالها هذه السنة، لكن 87% منها اعتبرت العقوبات معيقة لنشاطها.

دخل الاقتصاد الروسي الذي يعتمد على مصادر الطاقة، ويعاني من العقوبات الغربية ومن تدهور اسعار النفط في اطول حالة كساد منذ تولي بوتين السلطة قبل 16 عاما. ورغم تأكيد المسؤولين بان الاقتصاد سيستعيد قريبا قدرته على تحقيق نمو ايجابي محدود هناك مخاوف جدية من ان تطول مدة الركود ولذلك تعمل السلطات على تبني اصلاحات هيكلية لجذب المستثمرين.