إيلاف من لندن: دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم إلى ابعاد مليشيات وصفها بالارهابية، ومارست انتهاكات ضد المدنيين من صفوف الحشد الشعبي. وقال الصدر في رد على قيام الحكومة باعتقال من ثبت عليه دليل الاعتداء على المدنيين في الفلوجة، إن هذا العمل لا يكفي بل يجب محاسبة كل من اعتدى ولو سرًا.

وشدد بالقول "يجب حجب كل مليشيات سوداوية ظالمة ارهابية عن الجهاد وعن الحشد وتحرير المدن وارجاع الحق لذي الحق".

ومن جهة اخرى، وصف الصدر شيوخ عشائر مجالس الاسناد المعارضين لتظاهرات الاصلاح بأنهم يشبهون الدواعش الارهابيين المدافعين عن دواعش الفساد. وأكد في رده على سؤال من احد اتباعه حول رأيه في ما جاء بمؤتمر شيوخ عشائر الاسناد، والذي دعوا فيه المتظاهرين إلى تأجيل مظاهراتهم بحجة تأثيرها على القوات الامنية وتوعدوا بهدر دم كل من يخرج للتظاهر بالقول "كلام لنا مع مثل هؤلاء الذين يعتدون على أخوتهم بالقتل ويتشبهون بالدواعش الارهابيين ويدافعون عن دواعش الفساد.. "ادعو لهم بالمغفرة إن كانوا جاهلين بما يقولون".

يذكر ان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي العدو اللدود للصدر كان قد شكل ما اطلق عليها عشائر الاسناد لدعم سلطته ووضعها في خدمة اهدافه السياسية وتحريكها لصالح هذه الاهداف.&

وكان رئيس الوزراء العراقي اعلن مؤخرا اعتقال مرتكبي الانتهاكات ضد مدنيي الفلوجة واحالتهم القضاء.. فيما قالت الامم المتحدة من جهتها انها تملك تقارير "محزنة وذات مصداقية" عن تعرض عراقيين فارين من مدينة الفلوجة إلى "انتهاكات"، فيما أشارت إلى أن لديها بعض المزاعم عن حالات إعدام.

وأشار مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في بيان إلى أن هناك تقارير "محزنة للغاية وذات مصداقية عن تعرض رجال وصبية عراقيين لانتهاكات على أيدي الجماعات المسلحة التي تعمل مع قوات الأمن العراقية بعد الفرار من الفلوجة"، لافتًا إلى أن المنظمة الدولية لديها "بعض المزاعم عن حالات إعدام".

وأضاف أن "شهودًا وصفوا كيف تعتقل الجماعات المسلحة التي تدعم قوات الأمن العراقية الذكور لإخضاعهم لفحص أمني الذي يتحول في بعض الحالات إلى انتهاكات جسدية وأشكال أخرى من الانتهاكات لانتزاع اعترافات قسرًا على ما يبدو".

وفي الثالث عشر من الشهر الحالي قالت لجنة تحقيقة عراقية ان مصير 643 نازحًا مفقودًا اختطفهم الحشد الشعبي في قاطع الفلوجة مازال غير معروف مطالبة بالعمل على معرفة في ما اذا كانوا احياء أم لا وأكدت قتل الحشد 49 آخرين.

واضافت اللجنة في تقريرها، الذي اطلعت على نصه "إيلاف"، انها توصلت بناء على الافادات والادلة المتوفرة إلى أنّ عدد الشهداء المغدورين الذين تم التأكد من قتلهم اثناء تسليم انفسهم إلى احد فصائل الحشد الشعبي الذي لم تذكر اسمه قد بلغ 49 مواطنًا، من بينهم 3 جثث غير معروفة الهوية، وهو رقم قابل للزيادة من خلال التوسع في التحقيق.

وأكدت ان عدد المفقودين من النازحين الذين سلموا انفسهم إلى الحشد الشعبي قد بلغ 643 شخصًا من الرجال المثبتة اسماؤهم في التقرير.. لكن اللجنة لم تستطع التوصل إلى مصير المفقودين واماكن احتجازهم وفي ما اذا كانوا احياء ام لا. وأكدت ان جميع المحتجزين قد تعرضوا إلى تعذيب جماعي شديد وبمختلف الوسائل، والاصابات بينهم تتراوح بين خطرة إلى متوسطة.. اضافة إلى ممارسة اساليب ضد النازحين تمس بالكرامة الشخصية والنيل من الاعتقاد المذهبي والعقائدي.

إجراءات عاجلة لمعالجة تزايد اعداد النازحين&

في مواجهة تزايد الاعداد الهائلة للنازحين من محافظة نينوى والبلدات جنوب عاصمتها الموصل وكذلك من الفلوجة فقد استنفرت الحكومة العراقية اجهزتها الامنية والصحية والاغاثية.
ووجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتنفيذ توصيات رفعتها خلية ادارة الأزمات المدنية بعد انتهاء اجتماع عقدته برئاسة مدير مكتب رئيس الوزراء وبمشاركة يان كوبيتش الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ونائبته للشؤون الإنسانية ليز كراندي ونائب محافظ الأنبار وقائمقام قضاء الفلوجة، اضافة إلى ممثلي الوزارات والمنظمات الدولية المهتمة بشؤون النازحين.

فقد باشرت خلية الأزمة في محافظة الانبار ولجنة اغاثة النازحين من اجل ضبط عمليات اغاثة نازحي الفلوجة خلال عملية تحريرها بأحصاء أعداد العوائل النازحة خلال 24 ساعة لمخيمات عامرية الفلوجة والحبانية والخالدية وجسر بزيبز.. وتأمين وزارة الصحة 8 سيارات إسعاف اضافية، وتتولى جمعية الهلال الاحمر 4 سيارات أخرى توزع مع طواقمها على المخيمات الاربعة خلال 72 ساعة.

كما تم الإسراع في نصب المراكز الصحية المتنقلة والطارئة بالاستفادة من دعم منظمة الصحة العالمية و البدء بحملة تلقيحات لأطفال العوائل النازحة ضد شلل الاطفال، بعد توقفها لمدة عامين والمباشرة بحملات تلقيح ضد مرض التيفوئيد.. اضافة إلى ضرورة مباشرة الاطباء والموظفين الصحيين في دائرة صحة الانبار ووضع خطة دقيقة لتأمين دوامهم في المراكز الصحية في مخيمات النازحين.

ويجري العمل ايضًا على قيام وزارة الصحة وامانة بغداد بتأمين اسطول من السيارات الحوضية لنقل الماء الصالح للشرب وللاستخدامات المنزلية فيما تتولى لجنة تنسيق فعاليات الاغاثة في رئاسة الوزارة ارسال فرق عمل لمخيمات النازحين لتقييم وضع النازحين ورفع مواقف يومية لمعالجة اية نواقص.

كما تقرر تأمين مبالغ لازمة لضمان توفير الخدمات وتأهيلها من الموازنات التشغيلية للوزارات ذات العلاقة، بالتنسيق مع الحكومة المحلية لمحافظة الانبار، لا سيما في توفير المرافق الصحية للمخيمات وبأعداد كافية وادامة التنسيق مع المنظمات الدولية لتنظيم عمليات الاغاثة وتأمين ايصال الطاقة الكهربائية لجميع المخيمات خلال خمسة ايام مع التأكيد على انجاز ايصال الاغذية ومياه الشرب للمخيمات بموجب خطة دقيقة لضمان ايصالها بشكل مستمر ومتوازن.

ومن جهته، أعلن مجلس محافظة الانبار، نزوح أكثر من 40 ألف شخص من الفلوجة يعيشون في العراء وسط انعدام المساعدات الغذائية والطبية محذرًا من كارثة إنسانية.&

وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الانبار راجع بركات العيساوي إن أكثر من 40 ألف شخص جرى إخلاؤهم من مدينة الفلوجة بعد انطلاق عمليات التحرير.. موضحاً أن هؤلاء النازحين يقيمون حاليًا في العراء في مناطق صحراوية من ناحية العامرية والحبانية لعدم وجود ما يكفي من الخيام لاستيعاب تلك الأعداد التي ستتزايد خلال الساعات المقبلة.

وأكد العيساوي وجود شحة في المواد الغذائية وماء الشرب والخدمات الطبية، حيث يتم الاعتماد على المتبرعين من أهالي الأنبار والعشائر لسد ما يمكن من احتياجات الأسر من الغذاء وحليب الأطفال محذرًا من كارثة إنسانية قد تحدث في مخيمات النازحين التي باتت مكتظة مع استمرار النزوح من الفلوجة التي تجري فيها عمليات عسكرية لطرد بقايا تنظيم داعش منها بعد اقتحام القوات العراقية لمركزها الجمعة الماضي واحكامها لقبضتها عليه.