إيلاف من لندن: يقود جونسون الصحافي والسياسي المولود في نيويورك العام 1964 منذ فبراير حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك في مواجهة علنية ومكشوفة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي دعاه إلى عدم الانضمام إلى معسكر مؤيدي الخروج من الاتحاد.

وكان جونسون قال في مداخلة أمام منزله حينذاك: "أنا سأروّج للتصويت بالخروج، لأنني أريد اتفاقًا أفضل لشعب هذا البلد، لتوفير المال عليه، ولاستعادة زمام السيطرة".

حزب المحافظين
وفي تصريحاته التي أعطت مؤشرًا إلى شق صفوف حزب المحافظين حول مسألة بقاء بريطانيا في الاتحاد، قال بوريس جونسون: "يحب عدم الخلط بين عجائب أوروبا وإقامة الأعياد في أوروبا والأطعمة الرائعة والصداقات وكل ما يمكن الحصول عليه من أوروبا وبين المشروع السياسي. أود أن أرى علاقة جديدة مبنية على التجارة والتعاون. وكما أسلفت مع كمية أقل بكثير من المعطيات ما فوق وطنية".

وكان جونسون أصدر مع وزير العدل مايكل غوف، وهو من مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي، بيانًا تعهدا فيه بفرض قوانين مشددة بخصوص المهاجرين إلى بريطانيا، تتضمن إلزامهم بالتحدث بالانكليزية وامتلاك المهارات اللازمة للحصول على عمل قبل منحهم حق دخول البلاد، والإقامة فيها، إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

تضمن الإعلان المشترك، الذي صدر في أول يونيو عن الرجلين بخصوص رؤيتهما لبريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، نظامًا مبنيًا على نقاط تمنح إلى المتقدم للحصول على حق الإقامة في البلاد على غرار النظام المعمول به في أستراليا.

يشار إلى أن بوريس جونسون كان يعمل في المجال الصحافي في صحيفة (التايمز) ثم أصبح رئيس تحرير مجلة (سبيكتايتور) من 1999 ولغاية 2005، كما إنه كاتب في صحيفة (دايلي تلغراف).

اتهام&
واتهم جونسون، الذي كان جده الأكبر تركيًا مسلمًا، يدعى علي كمال بك (1869 - 1922) وكان صحافيًا وسياسيًا ووزيرًا للداخلية، الذي اغتاله مناصرو مصطفى كمال أتاتورك، اتُهم بأنه معاد للإسلام، إثر المقال الذي كتبه في (سبيكتايتور) في 16 يوليو 2005 بعد تسعة أيام على وقوع الهجمات الأربع الانتحارية في لندن، التي أودت بحياة 52 شخصًا بريئًا، وأصابت أكثر من 700 آخرين.

وانتخب جونسون عمدة للعاصمة لندن منذ العام 2008. وكان انتخابه في العام 2001 عضوًا في مجلس العموم عن منطقة هينلي نافذته الكبرى على عالم السياسة والشهرة. ثم انتخب 2015 لعضوية البرلمان من جديد عن دائرة غرب لندن من أوكسبريدج وجنوب ريوسليب.

تعليم&
تلقى جونسون تعليمه في مدرسة بريمروز هيل الابتدائية، ودرس في كامدن المدرسة الأوروبية في بروكسل، وكلية إيتون، وكلية باليول في جامعة أكسفورد. لم يحل عمل بوريس جونسون السياسي، دون الكتابة الصحافية وتأليف الكتب، ومن كتبه: غرد النص عبر تويتر "الأصدقاء.. الناخبون والمواطنون" و"عامل تشرشل".

تثير مواقفه التي تنحاز نحو اليمين المحافظ، انتقادات شخصيات أوروبية تضعه في مصاف المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب ورئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي مارين لوبن، ورئيس حركة النجوم الخمس الإيطالية بيبي غريلو، الأمر الذي حدا بشخصية مثل مارتن زيلماير مدير مكتب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى كتابة (تغريدة) قال فيها: "سيناريو هؤلاء يثبت دواعي ضرورة مكافحة الشعبوية".

تأييد إسرائيل
إلى ذلك، فإنه يؤخذ (عربيًا) على بوريس جونسون تأييده لإسرائيل، وتأكيده الدائم وجود أصدقاء وحلفاء في لندن للسياسيين الإسرائيليين، وإعلانه عن تأييده التام للصهيونية.

كما إنه يدعو إلى توثيق علاقات التجارة بين بريطانيا وإسرائيل، لا سيما في مجال التكنولوجيا المتقدمة، مشيرًا إلى وجود شركات إسرائيلية في بورصة لندن أكثر من أي بورصة أخرى. وهو لا يتورع أيضًا عن مناصرة ماكينة الدعاية الإسرائيلية، ويهاجم علانية حملة المقاطعة، بل يروّج لإسرائيل ويقوم بتبييض صفحتها.&

يشار إلى أن جونسون كان قريبًا من إسرائيل منذ شبابه، فقد تطوع وشقيقته للعمل في كيبوتس (كفار هنسي) في منطقة الجليل قبل ثلاثة عقود. وعن ذلك قال "تطوعت بالكيبوتس من أجل الله. سنواتي فيه تركت أثرًا كبيرًا عليّ. أنا صهيوني متحمس، وأدعم إسرائيل، ومؤمن بحقها في الوجود، ومنذ تطوعي بالكيبوتس كعامل غسالة لتنظيف الملابس، صرت معجبًا بها، وما زال طعام الحمّص من وقتها تحت أسناني".