سواء أكان موقف الاوروبيين من الاتحاد سلبياً أو ايجابياً، فإن غالبيتهم يعتقدون ان خروج بريطانيا سيضر بدوله الأعضاء الثماني والعشرين.&

بروكسل: يتوجه البريطانيون الى صناديق الاقتراع في استفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي أو بقائها يوم الخميس المقبل (23 يونيو)، في وقت اظهر استطلاع اجراه مركز بيو للأبحاث تزايد المعارضين للاتحاد الاوروبي في انحاء اوروبا عموماً، ومطالبة زهاء ثلثي البريطانيين واليونانيين وأقليات كبيرة في بلدان اوروبية مهمة أخرى بإعادة بعض السلطات من بروكسل الى حكوماتهم الوطنية. &

وابدى ما متوسطه 51 في المئة في عشرة بلدان اوروبية شملها الاستطلاع رأياً ايجابياً بالاتحاد الاوروبي، فيما يريد 42 في المئة من مواطني هذه البلدان العشرة إعادة مزيد من السلطات الى عواصمهم، وقال 19 في المئة فقط انهم مع إعطاء بروكسل مزيدًا من الصلاحيات على حساب السيادة الوطنية. &

ولكن 70 في المئة في تسعة بلدان اعضاء في الاتحاد الاوروبي شملها الاستطلاع قالوا ان الاتحاد الاوروبي عموماً سيتضرر إذا قرر البريطانيون الانسحاب، مقابل 16 في المئة فقط رأوا ان خروج بريطانيا خطوة ايجابية لمصلحة دول الاتحاد الاوروبي.&

انقسام

وينقسم الاوروبيون على اساس توجهاتهم السياسية بشأن العديد من هذه القضايا، فمؤيدو الأحزاب التي تسبح ضد التيار العام، وخاصة في فرنسا وايطاليا وبولندا واسبانيا وبريطانيا، يكون موقفهم سلبياً عادة من الاتحاد الاوروبي، في حين ان قواعد الأحزب التقليدية الكبيرة تميل الى ان تكون نظرتها ايجابية تجاه الاتحاد الاوروبي. &

والبريطانيون ليسوا وحدهم الذين لديهم شكوكهم بشأن الاتحاد الاوروبي، فصورته وسمعته شهدتا مدا وجزرا خلال السنوات الأخيرة في عموم اوروبا، وهبط عدد الذين يتخذون موقفاً ايجابياً من الاتحاد الاوروبي بنسبة كبيرة من 2012 الى 2013 خلال ركود الاقتصاد الاوروبي، ثم ارتفعت شعبيته في 2014 و 2015 مع تحسن الوضع الاقتصادي، ولكن شعبيته تشهد الآن هبوطاً حاداً جديداً في عدد من أكبر البلدان الاوروبية. &

ويحظى الاتحاد الاوروبي بأوسع قدر من الشعبية والتأييد في بولندا (72 في المئة) والمجر (61 في المئة)، ولكن 27 في المئة فقط من اليونانيين و38 في المئة من الفرنسيين و47 في المئة من الاسبان يتخذون موقفا ايجابيا منه. &واللافت ان 44 في المئة من البريطانيين ينظرون ايجابياً الى الاتحاد الاوروبي، بينهم 53 في المئة من الاسكتلنديين. &

وتراجعت شعبية الاتحاد الاوروبي بحدة في عدد من أهم دوله الأعضاء عامي 2015 و2016، إذ هبطت النظرة الايجابية اليه في فرنسا بنسبة 17 في المئة وفي اسبانيا بنسبة 16 في المئة، ولكن تراجع شعبيته كان اقل في المانيا، حيث هبطت بنسبة 8 في المئة، وفي بريطانيا ( 7 في المئة ) وفي ايطاليا (6 في المئة).&

شعبية واسعة

ويتمتع الاتحاد الاوروبي بشعبية اوسع بين الشباب فئة 18 الى 34 سنة منه بين الذين اعمارهم 50 سنة أو أكثر في ستة بلدان من بين البلدان العشرة التي شملها استطلاع مركز بيو، وتتبدى الفجوة بين الأجيال على أوسعها في فرنسا، حيث يبلغ الفارق 25 في المئة، إذ تبلغ شعبية الاتحاد الاوروبي بين الشباب الفرنسي 56 في المئة مقابل 31 في المئة بين الأكبر سناً، واظهر الاستطلاع فجوات مماثلة في بريطانيا حيث كان الفارق 19 في المئة بين الشباب والكبار وفي هولندا (16 في المئة) وفي بولندا والمانيا (14 نقطة) وفي اليونان (13 في المئة). &

وينقسم الاوروبيون على اسس ايديولوجية في آرائهم بالاتحاد الاوروبي، ولكن هذا الانقسام ليس انقساماً بسيطاً بين اليسار واليمين في كل بلد، بل تكون معارضة الاتحاد الاوروبي قضية من قضايا اليمين في بعض البلدان وقضية من قضايا اليسار في البعض الآخر.

شمل استطلاع مركز بيو للأبحاث 10491 شخصاً في 10 بلدان اوروبية يبلغ عدد سكانها 80 في المئة من سكان الاتحاد الاوروبي وتساهم بنسبة 82 في المئة من اجمالي الناتج المحلي فيه.&

أعدت إيلاف هذه المادة عن مركز "بيو" للأبحاث عبر هذا الرابط:

http://www.pewglobal.org/2016/06/07/euroskepticism-beyond-brexit/
&