في أعقاب الحرب مع إسرائيل التي استمرت شهرا في يوليو / تموز عام 2006، أعاد حزب الله اللبناني بناء نفسه ليصبح واحدا من أقوى الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط. خلال السنوات العشر الماضية، وسع حزب الله من نفوذه المحلي، لكنه تورط في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. نرصد فيما يلي المجالات الرئيسية التي شهدت تغيرا على مستوى الحزب. تحول حزب الله من حزب يتمتع بنفوذ محدود إلى قوة سياسية ذات ثقل كبير. وقاد الحزب سلسلة من الاحتجاجات في أواخر عام 2006 للمطالبة بمزيد من النفوذ في عملية صنع القرار داخل الحكومة. بدأ مسلحو حزب الله في عام 2008 اشتباكات في بيروت مع أطراف موالية للسلطة آنذاك بعد أن هددت الحكومة بإغلاق شبكة الاتصالات الخاصة للحزب، ونجح الحزب في نهاية المطاف في الحصول على حق نقض جميع القرارات الحكومية اللبنانية. رفض حزب الله شرعية المحكمة الدولية التي تحقق في جريمة مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، والتي أدانت خمسة من عناصره. وظل الحزب صامدا في وجه معارضة شعبية وردة فعل عنيفة على المستوى المحلي ظهرت بشكل جلي في وقوع اشتباكات وتفجيرات طائفية بسبب تورط حزب الله في الحرب الأهلية في سوريا. عرقل حزب الله على مدار عامين انتخاب رئيس لبناني لا يفضله. شهد الحزب نقلة كبيرة على الصعيد العسكري إذ طور قدرات جديدة وزاد من عدد عناصره من خلال تدخله في سوريا، ليبتعد عن محور تركيز الصراع بين لبنان وإسرائيل. زادت ترسانة حزب الله من الأسلحة من 33 ألف صاروخ وقذيفة قبل حرب عام 2006 إلى ما يقدر بـ150 ألف صاروخ، وزاد عدد عناصر الحزب من بضعة آلاف في عام 2006 إلى ما يقدر بأكثر من عشرين ألفا. وبعد عام 2011، منح الدعم العسكري الذي يقدمه حزب الله للحكومة السورية المدعومة من إيران مقاتلي الحزب خبرة قتالية كبيرة ومعرفة بأساليب التخطيط العسكري الروسي. ودرب حزب الله أيضا مقاتلين موالين لإيران في كل من اليمن والعراق. وتمثل الحكومة السورية خط إمداد الأسلحة الرئيسي للحزب. لكن الحزب خسر بعضا من كبار مسؤوليه في سوريا، ووجد نفسه يقاتل جماعات سنية متطرفة على الأراضي اللبنانية. مُني حزب الله بخسائر مالية جراء عقوبات دولية وزيادة الإنفاق العسكري. واتهمت حكومات عديدة الحزب بإقامة علاقات بعصابات دولية لتهريب المخدرات وغسيل الأموال، وهي الاتهامات التي نفاها الحزب. ويحصل الحزب على دعم مالي وعسكري كبير من إيران. وبدأت بنوك لبنانية في العام الحالي الالتزام بقانون أمريكي يستهدف القدرات المالية لحزب الله وأغلقت المئات من الحسابات المرتبطة بالحزب. وتشير تقارير إلى أن حزب الله واجه مصاعب في دفع تعويضات لعائلات المقاتلين الذين قتلوا أو أصيبوا في سوريا. تصاعدت التوترات بين حزب الله والدول العربية، وأدانت معظم الحكومات العربية الحزب بسبب "مغامرته" في الحرب مع إسرائيل في يوليو / تموز عام 2006، لكن الحزب كان لا يزال يتمتع بدعم شعبي كبير في أنحاء العالم العربي بسبب قتاله "عدوا مشتركا"، وهو إسرائيل. وبعد مرور عقد من الزمن، صنفت الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي حزب الله على أنه منظمة "إرهابية". وترى دول الخليج العربية ذات الأغلبية السنية أن حزب الله أصبح قوة شيعية تقاتل السنة في سوريا، وتضررت علاقات الحزب بشكل خاص مع السعودية، التي تدعم أيضا تكتلا سياسيا مناوئا لحزب الله في لبنان. عزز حزب الله من استخدام وسائل الإعلام كأداة سياسية، وكان الأمين العام للحزب حسن نصر الله طالب المشاهدين لقناة المنار التلفزيونية التابعة له بمشاهدة سفينة حربية إسرائيلية محترقة وقد غرقت قبالة سواحل بيروت. ومنذ ذلك الحين، طور الحزب استراتيجية إعلامية هجومية شاملة في تغطيته للصراعات الإقليمية بالإضافة إلى زيادة عدد الصفحات التابعة للحزب على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت. وتوسع خطاب حزب الله من "المقاومة" ضد إسرائيل ليشمل توجيه رسائل طائفية ضد التطرف السني، وتعرضت آلته الإعلامية لانتقادات حادة في 2015 و2016 حينما أوقف بث قناة المنار على قمرين صناعيين عربيين رئيسيين. لكن حزب الله أطلق مشروعا ناجحا إلى حد كبير في عام 2009 حينما افتتح متحفا عسكريا عن مقاومته لاسرائيل في جنوب لبنان جذب اللبنانيين والسائحين الأجانب على حد سواء.الجانب السياسي
الجانب العسكري
القدرات المالية
العلاقات العربية
الإعلام والتواصل
- آخر تحديث :
التعليقات