حلب: أحكم الجيش السوري صباح الاحد الحصار على الاحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال البلاد بعد تمكنه من التقدم ليقطع بشكل كامل آخر منفذ الى تلك الاحياء التي يقطنها عشرات آلاف المواطنين.
وبعد عشرة ايام على قطع قوات النظام طريق الكاستيلو ناريا، فشلت الفصائل الاسلامية والمقاتلة في وقف تقدم تلك القوات باتجاه الطريق المذكورة، وخصوصا ان الاخيرة تدعمها طائرات حربية سورية وروسية على السواء.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن "قطعت قوات النظام طريق الكاستيلو بشكل رسمي بعد وصولها الى اسفلت الطريق من جهة الليرمون (غرب الطريق)"، مضيفا "تحاصرت الاحياء الشرقية بشكل رسمي وكامل".
واوضح عبد الرحمن ان "قوات النظام تقدمت في شمال مدينة حلب بغطاء جوي روسي". وقتل الاحد، بحسب عبد الرحمن، "16 مقاتلا من الفصائل اثناء معارك تقدم قوات النظام".
ويأتي تقدم قوات النظام ووصولها الى طريق الكاستيلو بعد عشرة ايام من تمكنها من قطعه ناريا اثر سيطرتها على مزارع الملاح الجنوبية المطلة عليه من الجهة الشرقية.
وتدور منذ السابع من تموز/يوليو معارك ضارية في محيط الكاستيلو من الجهتين الشرقية والغربية اذ شنت الفصائل الاسلامية والمقاتلة هجمات عدة في محاولة لمنع تقدم قوات النظام، الا انها فشلت في تحقيق مسعاها.
وباتت الاحياء الشرقية التي يقطنها اكثر من مئتي الف شخص، وفق المرصد السوري، منذ ذلك الحين محاصرة عمليا ليكتمل صباح الاحد حصارها تماما.
"مئة في المئة"
واكد مقاتل في فصيل "ثوار حلب" لوكالة فرانس برس "تحاصرت حلب مئة في المئة". واضاف المقاتل "وصل الجيش الى الطريق وبات الآن على الاسفلت، ويضع الآن حواجز ترابية".
ونقلت صفحة "مركز حلب الاعلامي" على فيسبوك عن ناشطين تحذيرا للمدنيين من محاولة عبور الكاستيلو "بعد قيام قوات النظام بأسر مدنيين كانوا يساعدون سيارة تحاول عبور الطريق".
وافاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية ان اصوات الاشتباكات العنيفة مسموعة داخل هذه الاحياء التي تتعرض ايضا لقصف جوي عنيف.
وفي 12 تموز/يوليو، حذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من ازمة انسانية في احياء حلب الشرقية نتيجة هجوم قوات النظام. وقال رئيس الائتلاف انس العبدة "نحن قلقون جدا لان قطع طريق الكاستيلو بشكل كامل يعني تجويع اكثر من 300 الف مدني".
وكان سكان الاحياء الشرقية بدأوا يعانون نقصا في التموين جراء قطع طريق الكاستيلو ناريا.
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع الذي تشهده سوريا منذ العام 2011 الى سلاح حرب رئيسي تستخدمه جميع الاطراف المتنازعة. ويعيش بحسب الأمم المتحدة نحو 600 الف شخص في مناطق محاصرة بغالبيتها من قوات النظام.
وتتقاسم قوات النظام والفصائل منذ العام 2012 السيطرة على احياء مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سوريا واحدى المعارك المحورية في الحرب. وفي نهاية حزيران/يونيو وصف الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله المعركة في حلب بانها "المعركة الاستراتيجية الكبرى" في سوريا.
وكانت قوات النظام السوري بدعم من حزب الله شنت في شباط/فبراير الماضي هجوما واسع النطاق في ريف حلب الشمالي وتمكنت من السيطرة على مناطق عدة وضيقت الخناق على الاحياء الشرقية، الا انه في 27 شباط/فبراير فرضت واشنطن وموسكو اتفاقا لوقف الاعمال القتالية في مناطق عدة في سوريا.
وانهار هذا الاتفاق في مدينة حلب بعد نحو شهرين من دخوله حيز التنفيذ، لتعود تلك المدينة، العاصمة الاقتصادية السابقة لسوريا، الى واجهة الاحداث.
ووثق المرصد السوري السبت مقتل 28 مدنيا في قصف لقوات النظام على الاحياء الشرقية واربعة آخرين جراء قذائف اطلقتها الفصائل المعارضة على الاحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام.
ويأتي احكام الحصار على الاحياء الشرقية في حلب غداة اعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو انهما توصلا الى اتفاق حول "اجراءات ملموسة" لانقاذ الهدنة ومحاربة الجماعات الجهادية في سوريا بدون كشف تفاصيله.
التعليقات