نصر المجالي: مع انتقادات لوسائل الإعلام التركية وتناقض أخبارها وتخبطها وتراجعها عن كثير من الأخبار، وكذا حال البيانات الرسمية للحكومة على هامش المحاولة الانقلابية، خرجت أصوات في تركيا تنتقد أساليب وسائل الإعلام الغربية في التعامل مع المحاولة الانقلابية عبر تقاريرها.

وعلى مبدأ "رمتني بدائها وانسلّت"، وصف خبيران تركيان موقف الإعلام الغربي من المحاولة الإنقلابية، التي راح ضحيتها أفراد من الشعب في تركيا، بـ "المؤسف"، وانتقداه لعدم أدائه واجبه في توضيح الوضع على حقيقته في تركيا، عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، يوم الجمعة الماضي.

وقال برهان الدين دوران، المنسق العام لمركز البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي، لوكالة (الأناضول)، إنه من المؤسف قيام الإعلام الغربي بعكس صورة مشوهة لكفاح الشعب التركي من أجل الديمقراطية، موضحًا أن بعض المؤسسات الإعلامية الغربية اعتبرت هذا الكفاح "إسلاميا وجهاديا"، وأن بعض العواصم الغربية طلبت من تركيا "الالتزام بالديمقراطية والقانون".

حملة سابقة

وأفاد دوران أن من الممكن اعتبار موقف الإعلام الغربي هذا "استمرارًا لحملة أطلقها ضد تركيا في السابق"، مضيفًا: "لو أن المحاولة الانقلابية نجحت لسرد الإعلام العالمي قصصًا عن كيفية الإطاحة بالدكتاتور إردوغان. لكن بما أن المحاولة فشلت فقد أطلق الإعلام الغربي هذه الحملة من أجل الحد من عمليات تصفية الانقلابيين، وإبقائهم في الدوائر الرسمية لخدمة القوى الأجنبية".

ولفت إلى أن الإعلام الغربي اعتبر من الخطأ مشاركة كافة شرائح الشعب التركي ضد المحاولة الإنقلابية، وتحميل هذه الشرائح منظمة فتح الله غولن الإرهابية مسؤولية المحاولة، مؤكدًا أن ذلك "يشير إلى عدم فهم الإعلام الغربي تركيا، وعدم إدراكه ديناميتها".

وأشار إلى أن الإعلام الغربي اتخذ موقفًا مناقضًا لمبادئه وللقيم التي يدافع عنها، مضيفًا أن الهدف من ذلك هو "تقييد إرادة تركيا وعرقلة مساعي تصفية الكيان الذي حاول القيام بانقلاب مناهض للديمقراطية".

ارتياب 

من جانبها، قالت المحللة السياسية، بريل ديده أوغلو، إن الرأي العام الغربي لم يدرك حقيقة ما وقع في تركيا عقب المحاولة الانقلابية، وإنه يعتقد أن المحاولة لا تختلف عن الانقلابات التي وقعت سابقًا في تركيا.

وأضافت: "الأخبار الواردة في الإعلام الغربي تكشف مدى الارتياب في نظرة الغرب إلى تسلم حكومة حزب العدالة والتنمية مقاليد السلطة عبر طرق ديمقراطية، موضحة أن الإعلام الغربي يصرح بعدم تأييده الانقلاب، إلا أنه في الوقت ذاته يعلن عدم موافقته على إجراءات الحكومة ضد الانقلابيين.

وأضاف "أثق في أن تركيا ستخرج من ذلك وهي أكثر ديمقراطية ولديها اقتصاد سوق أفضل ومناخ استثمار (أكثر جذبا).

الإعلام البريطاني 

ومن جهتها، أوردت وكالة (الأناضول) الرسمية تقريرا قالت فيه إن وسائل إعلام بريطانية، تواصل التركيز على التدابير التي تتخذها الحكومة التركية ضد الانقلابيين، وتتناسى المحاولة الانقلابية الفاشلة التي استهدفت الديمقراطية.

وفي هذا الإطار، أشارت هيئة (بي بي سي)، في خبر أوردته حول إعلان حالة الطوارئ في تركيا، إلى "زيادة صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشكل واسع".

معلومات مضللة

وأضافت الأناضول: ولفت تحليل وارد في الخبر لمراسل الشبكة "مارك لوين" في إسطنبول، الأنظار إلى معلومات مضللة حول تطبيق حالة الطوارئ، مشيرا إلى استصدار إردوغان ومجلس الوزراء قوانين دون موافقة البرلمان، ومعفاة من الخضوع لرقابة الجهاز القضائي.

واشارت الوكالة التركية إلى خبر أوردته "بي بي سي" لمراسلها بول كيربي وصف فيه التدابير المتخذة ضد محاولة الانقلاب بالـ "التصفية"، فيما اعتبر كاتب صحافي آخر لم يذكر اسمه في الخبر التدابير بالـ "الانقلاب المضاد".

ويلمح كيربي،إلى أن قرارات الإبعاد الصادرة عن وزارة التربية والتعليم تعد حملة لأسلمة التعليم في تركيا، مشيرا إلى إمكانية استهداف الحملات ضد موظفي القطاع العام مواطنين من الطائفة العلوية.

وتحاول "بي بي سي"، التي لم تتطرق إلى المحاولة الانقلابية ولا إلى ردود فعل الناس تجاهه، إبراز التدابير المتخذة في سياق "نزاع بين السنة والعلوية".
وتابعت (الأناضول) قائلة: من ناحية أخرى، لم تتطرق صحيفة الغارديان في مقال للكاتب "أوين جونز"، إلى المحاولة الانقلابية بل ركزت على التدابير المتخذة من قبل الحكومة.

ويدعي مقال نشرته الصحيفة، أن" الحكومة التركية تخوض حربا ضد الديمقراطية"، متهما الحكومة البريطانية بالتعاون مع تركيا بهذا الخصوص، وأن "المدنيين هاجموا جنوداً عزل، أمام أفراد الشرطة".