أنصار اردوغان خرجوا لتأييده والتنديد بالانقلاب الفاشل

حملت الصحف العربية بنسختيها الورقية والرقمية تحذيرات من عواقب قرارات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ومن بينها إعلان حالة الطوارئ في بلاده لثلاثة أشهر عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت يوم الجمعة الماضي.

وعلى صعيد آخر ناقشت بعض الصحف سياسات المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب.

ويرى هشام ملحم في صحيفة النهار اللبنانية أن اردوغان يقوم "بانقلاب مدني" عقب الانقلاب العسكرى الفاشل التي شهدته تركيا.

ويقول ملحم إن الرئيس التركي يشن حملات "اجتثاث على أعدائه الحقيقيين ومن يتخيلهم أعداء من اتباع حركة غولن، التي يتهمها بمحاولة إيجاد دولة متوازية. ضحايا اردوغان هم جنود ورجال شرطة مشتبه في تورطهم في الانقلاب، وآلاف الضباط والاكاديميين المشتبه في تعاطفهم مع حركة غولن ومؤسسها فتح الله غولن المقيم منذ نهاية تسعينات القرن الماضي في ولاية بنسلفانيا".

ويضيف الكاتب أن " استمرار انقلاب اردوغان سيدخل تركيا في نفق مظلم يمكن ان يوصلها الى نزاع أهلي ويهدد وحدتها، لان الخلافات ثقافية وقيمية وتتخطى السياسة وتشكل صراعاً على هوية تركيا وتوجّهاتها. هذا التجاذب يعود الى تأسيس الجمهورية التركية، لكن ظاهرة اردوغان جعلته ملحاً وخطيراً".

وعلى المنوال نفسه، يقول خالد الأشهب في الثورة السورية إنه "بانتقائية فاضحة، وكثور هائج في متجر للزجاج والفخار، انقلب أردوغان منذ أيام على مجتمعه ودولته ومؤسساتها، ضرب من الجنون لا ريب. ومزيج من الثأر الأعمى والاستبداد السياسي والبروباغندا الإعلامية الطائفية، لكن السحق يجري على قدم وساق وفي أجواء مشبعة بالانفعال العاطفي الطائفي لدى مجموعات من البشر ليست أكثر من قطعان على مقاييس الوعي السياسي. فلا تراهنوا على ثورة شعب قريباً، بل على انقلاب على انقلاب أردوغان".‏

يكتب أيمن الصفدي في الغد الأردنية قائلاً إن " المحاولة الانقلابيّة فشلت. لكنّ تركيا بعد جمعة الصدمة لن تكون كما كانت قبلها. أمام البلد مرحلةٌ صعبةٌ يتطلّب تجاوزها تجاوز أطماع أردوغان، وتحصين البلد عبر تجذير الديمقراطيّة واحترام قيمها ومؤسّساتها. والسؤال الكبير يتمحور حول قدرة أردوغان وضع مصالح تركيا فوق طموحاته، وقدرة القوى السياسيّة مواجهته حال اختار أن لا يفعل ذلك".

على الجانب الآخر، تبنت الراية القطرية وجهة نظر داعمة لاردوغان وحكومته. وتقول الراية في افتتاحيتها " لقد أثبتت حكومة رجب طيب أردوغان أنها حكومة تحترم مبادئ الديمقراطية الغربية أكثر من الغرب نفسه والذي كشف في هذا الانقلاب عن الوجه الآخر المفضوح للديمقراطية الغربية وسياسة الكيل بمكيالين".

وتضيف الصحيفة " ستبقى الشعوب الواعية كلمة السر الأولى في القضاء على أي مخاطر تهدد مكتسباتها ولكن ذلك يبقى مرهوناً بتوحيد الغالبية العظمى من الشعب خلف الديمقراطية وآلياتها ووسائلها مهما كان الخلاف السياسي والأيدولوجي لأن الشعوب المنقسمة من جهة وغير الواعية بمفاهيم الديمقراطية ومدلول سيادة الشعب، من جهة أخرى لا يمكن أن تواجه قوة السلاح ولا أن تواجه الدبابات أو الطائرات التي لها القدرة المطلقة على حسم أي خلاف شعبي أو سياسي عميق".

"كارثة كونية"

وإلى موضوع آخر، تناولته الصحف العربية وهو الأداء المتوقع لمرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب.

تقول الخليج الإماراتية في افتتاحيتها إن "دونالد ترامب حسم المعركة داخل الحزب الجمهوري وأصبح المرشح الرسمي للحزب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في مواجهة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون".

وترى الخليج أنه بالنسبة لمنطقتنا قد لا يكون "الفارق كبيراً بين هيلاري وترامب، فلم يصل رئيس أمريكي إلى البيت الأبيض إلا وكان أسوأ من الذي سبقه في التعامل مع قضايانا ومعنا كعرب، دولاً وشعوبا".

أما محمد يوسف فيعتبر ترامب "كارثة كونية" مضيفاً "رجل يحب الاستعراض، ويعشق الإثارة، إذا ابتعدت عنه الأضواء اختلق حدثاً حتى تسلط عليه من جديد، معجب بنفسه، ولديه مقدرة هائلة على صنع الأعداء، ولا يخشى خوض عدة حروب كلامية في ذات الوقت مع أكثر من طرف، هوايته الصدام، ويتلذذ في توجيه الإهانات للآخرين"