رأى معارض سوري أن هناك اتفاقًا روسيًا سعوديًا على الاطاحة بالرئيس&بشار الأسد، مدلّلاً على ذلك بتصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي قال لصحيفة أميركية إن الخلاف الروسي السعودي يتعلق بالدرجة الأولى، ليس بنتيجة اللعبة، بل بالطريق التي تؤدي إليها.

إيلاف من لندن: قال الدكتور محمد خالد الشاكر، عضو تيار الغد السوري المعارض، إن&دعوة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للانفتاح على روسيا مؤخراً&"تأتي في إطار ما دأب عليه تيار الغد السوري، الذي انطلق من واقع سياسي، وقاعدة أساسية، تنص على انه لا أصدقاء دائمون، ولا أعداء دائمون داخل النظام الدولي، بل توجد مصالح مشتركة،& ولقد قرأ التيار قبل غيره هذه المعادلة، وكانت محوراً لتحركاته، التي حاول من خلالها إحداث قفزة فوق التجاذبات الإقليمية، التي فعلت فعلها في استمرار نزيف الدم السوري وإطالة أمد الصراع، ولقد حاول التيار إحداث اختراق فعلي لجميع المواقف، وحصل ذلك من خلال تلبية التيار للدعوة الرسمية التي وجهتها له وزارة الخارجية الروسية مؤخراً".

ورأى الشاكر في تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لصحيفة " بوليتيكيو" في ما خص الخلاف& مع روسيا، والذي يتعلق بالدرجة الأولى، ليس بنتيجة اللعبة بل بالطريق التي تؤدي إليها، رأى فيه "دليلاً على اتفاق البلدين حول الاتفاق بالإطاحة بالأسد، وأنّ ثمة خلافاً بالطريقة ليس إلا، وهو ذاته الاتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، الذي كان قد تحدث عنه أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري، منذ مارس الماضي في المؤتمر التأسيسي للتيار، حين تحدث& أمام أعضاء المؤتمر، عن أدبيات التيار، التي تتأسس على واقعية سياسية قادرة على إخراج& السوريين من حالة الاستعصاء، وفهم العلاقات بين الدول، وفي مقدمتها تفاهم الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، واضعاً هذه المعادلة السياسية في صلب الحراك السياسي والدبلوماسي للتيار".

تناغم

وحول منعكسات الدعوة السعودية لروسيا، قال الشاكر"لقد توقعنا في التيار هذا الانفتاح، الذي اعتبره البعض محض تكهنات، في معرض حديثنا عن ضرورة توسيع المعارضة، وعدم احتكارها قبل انطلاق المحادثات، وهو ما حصل بالفعل حين هدد ديمستورا طرفي التفاوض بإحالة الملف إلى الدولتين العظميين ( أميركا وروسيا) ، وقلنا بالحرف " إنّ طبخة جديدة، ستنضج على نار هادئة من التفاهم الأميركي- الروسي"، ثم كررنا وقلنا " إنّ ثمة تناغمات سعودية – روسية تصب نحو انفراجات تحقق حلحلة للمعادلة الصفرية بين الأطراف السورية من جهة، كما تحقق الرغبة الروسية السعودية في إضعاف الدور الإيراني، وإخراج حزب الله من المعادلة".&

وأشار الشاكر الى أن&"التناغمات ذاتها تصبح واقعاً، بعد تصريح& وزير الخارجية السعودي لصحيفة "بوليتيكو"، التي عبر من خلالها عن استعداد بلاده للتعاون مع روسيا، وبمنحها بصفتها من أكبر منتجي النفط في العالم، حصة في الشرق الأوسط، مقابل تغيير سياستها الداعمة لبشار الأسد"، ما يعني حرصاً سعودياً على تغيير قواعد اللعبة، انطلاقاً من تعزيز العلاقات الروسية السعودية، ودفعها لأن تكون بين الرياض كفاعل إقليمي، وبين& موسكو كفاعل دولي، وليس بين روسيا كقوة دولية، وبين الأسد كورقة أصبحت تحصيل حاصل، وعليه يمكن النظر إلى التقارب الروسي – السعودي، كمقدمة لكسر الجليد بين علاقات البلدين في الكثير من الملفات الإقليمية، ومن أهمها الخلافات الروسية- الإيرانية في سوريا، إذ يشكل هذا الانفتاح تحديًا لإيران وسط التوتر الشديد بين الرياض وطهران في اليمن وسوريا والعراق".

في السياق ذاته، اعتبر أن&ما يهمنا نحن في تيار الغد السوري& كتيار معارض مما يحصل الآن، هو "الاستمرار في النهج الذي دأبنا عليه، وتأكيد قناعاتنا بأدبيات التيار، كاستحقاق تدور في فلكه جميع تحركاتنا، وهو الاستحقاق ذاته الذي أخذنا به قراراتنا التي لا تقبل أنْ يشوبها أي تأثير خارجي مهما كان، أو أي تدخل قد يساعد أكثر في استمرار نزيف الدم السوري، وقد أثبتت الكثير من الأحداث صوابية مواقف التيار، وحراكه السياسي والدبلوماسي".

ايام الاسد معدودة

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد أكد أن الرياض مستعدة لإعطاء "حصة" لروسيا في الشرق الأوسط لتصبح أقوى بكثير من الاتحاد السوفيتي، مقابل تخليها عن الأسد.&

وقال في مقابلة مع صحيفة&"بوليتيكو" الأميركية خلال زيارته إلى بروكسل، التي تزامنت مع مرور سنة على عقد الصفقة النووية بين إيران والدول الكبرى "إن السعودية مستعدة للتعاون مع روسيا بصفتها من أكبر منتجي النفط في العالم، واعتبر في المقابلة التي نشرت يوم الجمعة الماضي، أنه من المنطقي أن تقول موسكو إن ما يصب في مصالحها هو تعزيز دفع علاقتها مع الرياض قدمًا إلى الأمام وليس مع الأسد"، وأضاف:&"إننا مستعدون لإعطاء حصة لروسيا في الشرق الأوسط ستحول روسيا إلى قوة أكبر بكثير بالمقارنة مع الاتحاد السوفياتي".

وشدد "إننا نختلف (مع الروس) بشأن سوريا، لكن خلافنا يتعلق بالدرجة الأولى ليس بنتيجة اللعبة بل بالطريق التي تؤدي إليها”، وأضاف الجبير أن أيام الأسد معدودة، وقال متوجهًا إلى الروس: "إقبلوا الصفقة ريثما يمكنكم ذلك".

وجدد الاتهامات السعودية الموجهة إلى إيران بالوقوف وراء كافة مشاكل المنطقة. وأكد" أن التشكيلات المسلحة التي تدعمها إيران، وهي حزب الله في لبنان وسوريا، والميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيون في اليمن، هي عامل زعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط. وتابع أن طهران تؤجج التمرد في صفوف الشيعة في البحرين والسعودية".

ورأى أن"إيران في حالة هياج. إنها تريد إعمار الإمبراطورية الفارسية، إنها فكرة جنونية لأن تلك الإمبراطورية ماتت منذ قرون".