وألقى كتاب اللوم على الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية بسبب ما وصفوه بـ"رعاية الإرهاب"، وشدد البعض على أن اتهام المسلمين الدائم "لن يجدى أو يوقف زلزال الإرهاب المدوي". وكان مسلحان قد اقتحما كنيسة بمدينة روان، شمالي فرنسا، واحتجزا رهائن بينهم قس وراهبتان وعدد من زوار الكنيسة. يقول أحمد بودستور في جريدة الوطن الكويتية: "يقول المثل العربي (انقلب السحر على الساحر) واليوم أوروبا أصبحت فوق صفيح ساخن فنجد كلاب النار ﻻ يكاد يمر يوم إﻻ ويقومون بعملية إرهابية في أحد الدول الأوربية". ويضيف: "ﻻيخفى على أحد أن الدول الأوروبية تأوي إرهابيين مطلوبين في دولهم بحجة مبادئ حقوق الإنسان وخاصة قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والنتيجة أن هؤﻻء استغلوا حرية الحركة بين الدول الأوروبية واﻻرتخاء الأمني وسهولة الحصول على الأسلحة في القيام بعمليات دموية وقد كشفت هذه العمليات أن الأجهزة الأمنية مخترقة وغير قادرة على منع حدوث هذه العمليات بما يستوجب إعادة النظر في المنظومة الأمنية الأوروبية وأيضا التشدد في إجراءات الإقامه ومراقبة الأوروبيين من أصول أجنبية وهو إجراء صعب للغاية لأن هؤﻻء أصبحوا جزء من نسيج المجتمعات الأوروبية". أما فهد الخيطان فيقول في جريدة الغد الأردنية معلقاً على الآثار السلبية التي قد تطال المهاجرين العرب: "يقاوم المجتمع الفرنسي ضغوط اليمين الصاعد. لكن نخبه الحية تقف عاجزة أمام منطق مارين لوبان التي تحولت في نظر بعض الفرنسيين سيدة حكيمة تدافع بشراسة عن قيم الجمهورية. ربما لا تملك فرصة لدخول الإليزيه، لكن أيا يكن ساكن القصر فإن عليه أن يتصرف في مسألة اللاجئين والمهاجرين بمنطق يشبه إلى حد كبير منطق لوبان". ويضيف: "ستدخل أوروبا كلها قريبا مرحلة المراجعة. لن تبقى ساكنة وهي تتلقى الضربات. وخلال فترة وجيزة، ستطور مقاربات جديدة حيال شرقنا الدامي، ومبعثها قناعة قيد التشكل؛ هذه المنطقة لن تنعم بالاستقرار يوما، وستبقى مصدرا للمتاعب، ومنهلاً للإرهابيين الكارهين للآخر". يصف محمد بركات في جريدة الأخبار المصرية الهجوم بأنه "الأخطر علي الإطلاق، رغم قلة عدد الضحايا بالمقارنة بالأعداد التي راحت ضحية الجرائم الإرهابية السابقة عليها، سواء في باريس أو بروكسيل أو ميونخ أو نيس أو غيرهما من المدن الأوروبية". ويوضح: "هي الأخطر بالقطع لأنها الأولي التي تستهدف بوضوح اللعب علي الأوتار الدينية بصورة مباشرة وصريحة، وذلك باستهداف مباشر لإحدي الكنائس الأوروبية، واحتجاز رهائن وقتل كاهن الكنيسة وذلك في رسالة واضحة بأن الإرهاب الداعشي مرتكب الجريمة والمتمسح بالإسلام كذبا وادعاء ـ هو في عداء مع الكنيسة ودور العبادة المسيحية". من جانبها تقول جريدة الأهرام المصرية في افتتاحيتها: "الحقيقة أن الاستمرار فى اختزال أسباب الإرهاب فى اتهام المسلمين بأنهم وراء كل المصائب لن يجدى أو يوقف زلزال الإرهاب المدوي، ومن ثم فإن الحل هو النظر إلى الإرهاب نظرة شاملة باعتباره بات ظاهرة عالمية، وما دام هو كذلك فإن المواجهة الحقيقية الفعالة تقتضى تعاونا دوليا مع الاستعانة بخبرة الذين اكتووا بنار الإرهاب منذ البداية، ومن بينهم مصر". وتقول افتتاحية جريدة الشرق القطرية: "تسلسل الأعمال الإرهابية وتعدد مساراتها وتنوع آلياتها، بات مصدر قلق ينذر بضرور التحرك الفوري لمواجهة هذه الآفة الخطيرة واجتثاثها من جذورها".
- آخر تحديث :
التعليقات