أسامة مهدي: في اول موقف منه تجاه الامتيازات الضخمة التي يسعى البرلمان العراقي لمنحها الى اعضائه، اعتبرها المرجع الشيعي الاعلى السيستاني لهاثًا وراء مكاسب دنيوية ومنافع مادية، وهاجم القادة العراقيين مشيرًا الى انهم قد اؤتمنوا على مصير الشعب فخانوا الامانة، مشيدًا بتضحيات المتطوعين للقتال ضد تنظيم داعش.

ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق، آية الله السيد علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم، وتابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية، العراقيين الى الجهاد ضد تنظيم داعش الذي يستهدف العراقيين بأعراضهم واموالهم وارضهم، وقال إن الله فضل المجاهدين على القاعدين وجعل لهم مرتبة عالية فريدة في الاجر.

واشار الى أن الجهاد باب من ابواب الجنة، "وفي عصرنا الحاضر كتب الله على العراقيين أن يجاهدوا بأنفسهم واموالهم دفاعاً عن الارض والعرض والمقدسات بوجه داعش وتسابقوا بالذهاب الى الجبهات، شيبًا وشبانًا، وللقتال ضد الارهاب، وقدموا تضحيات كثيرة وحققوا انتصارات مهمة نأمل أن تفضي الى تخليص العراق من الارهاب الداعشي".

وعبّر الكربلائي عن الاسف لعدم تشبه بعض المسؤولين بهؤلاء المجاهدين، قائلاً: "في مقابل هؤلاء المجاهدين هناك للأسف آخرون يلهثون وراء الامتيازات الدنيوية والمنافع المادية في حين كان المتوقع أن يكون فيهم شبه بأولئك المجاهدين في العطاء والتضحية ولكنهم ابوا أن يكونوا كذلك".

وشدد على أن اولئك المسؤولين قد ائتمنوا على مصير الشعب العراقي فخانوا الامانة، وقال انه "في الوقت الذي نستصغر انفسنا ونشعر بالخجل امام تلك النماذج من العراقيين، الذين بلغوا القمة في ايمانهم وتضحياتهم من اجل الوطن، فإنه في المقابل وللاسف مازال هناك من المسؤولين من لايزالون يلهثون وراء المكاسب الدنيوية والمنافع المادية، بينما كان المتوقع منهم تقديم، ولو الحد الادنى، من التضحيات التي يقدمها الشهداء لكنهم ابوا أن يكونوا كذلك"، في اشارة الى مشروع قانون بدأ مجلس النواب العراقي مناقشته الاسبوع الماضي ويمنح امتيازات مادية ورسمية ضخمة لاعضائه.

ويمنح قانون رواتب وامتيازات مجلس النواب البالغ عددهم 328 نائبًا امتيازات ومخصصات مادية ضخمة، كما يمنح النائب وافراد عائلته جوازات سفر دبلوماسية لمدة ثماني سنوات بعد انتهاء الدورة التشريعية للمجلس البالغة اربع سنوات.

كما نص القانون على أن "يتقاضى الرئيس ونائباه ما يتقاضاه رئيس مجلس الوزراء ونائباه من راتب ومخصصات".

ويشير الى "أن النائب يتقاضى&ما يتقاضاه الوزير من راتب ومخصصات"، كما "يمنح النائب وافراد عائلته جوازات سفر دبلوماسية، لمدة ثماني سنوات بعد انتهاء الدورة التشريعية"، وايضًا "يمنح الرئيس ونائبيه والنواب منحة مالية غير قابلة للرد ولمرة واحدة فقط خلال الدورة الانتخابية لتأمين المستلزمات الاجتماعية والامنية لهم، يحدد مقداره بقرار من الرئيس ونائبيه"، وهو ما يشير الى امكانية حصولهم على مبالغ ضخمة غير واجبة السداد.

ويمنح القانون رئيس البرلمان ونائبيه حق الحصول على مكافآت وامتيازات يحددونها بأنفسهم، حيث "يصدر الرئيس بالتوافق مع نائبيه تعليمات تحدد فيها مكافآت للرئيس ونائبيه والنواب وامتيازاتهم ومخصصاتهم".

كما وافق مجلس النواب بشكل اولي على ميزانيته السنوية للعام المقبل وهي تتضمن تخصيصات عالية شملت الملابس والايفادات والعلاجات المرضية بمبلغ نصف مليار دولار.

ويبلغ مقدار هذه الميزانية 528 مليار دينار عراقي (حوالي نصف مليار دولار اميركي) وهي اعلى من موازنة العام الحالي.

وقد أثار هذا الفساد المقنن الذي يختفي وراءه البرلمان العراقي، غضبًا شعبيًا، وحاول&رئيس البرلمان&التخفيف من آثاره السيئة بالقول إن مشروع القانون مازال قيد الدراسة ويمكن ان تجري عليه تعديلات.

انتقاد لتنصل الحكومة وعجزها عن توفير ملاذ آمن للنازحين

ومن جهة أخرى، انتقد مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني في النجف تنصل الحكومة أو عجزها عن توفير الملاذ الآمن للنازحين من أبناء المناطق المحتلة من قبل داعش.

واشار المكتب الى انه "نظراً للظروف العصيبة التي يمر بها بلدنا العزيز وبعدما تنصلت الحكومة أو عجزت عن توفير الملاذ الآمن والكريم لأعزائنا من ابناء المناطق المحتلة من قبل داعش، فقد بادر مكتب سماحة المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني لإقامة مجمع سكني لايواء العوائل المهجرة والنازحة التي تركت مساكنها واموالها خوفًا من بطش العصابات المجرمة"، كما قال في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الجمعة.

واكد انجاز المرحلة الاولى من المجمع السكني بإنشاء 300 وحدة سكنية لإيواء ثلاثمائة عائلة، وهي وحدات عازلة للحرارة بمساحة 40 متراً مربعاً لكل وحدة تتألف من غرفة معيشة ومطبخ وغرفتي نوم وحمام.

وتحتوي هذه الوحدات على خدمات متكاملة من ماء وكهرباء ومجارٍ، وتم التنفيذ بإشراف كادر فني وهندسي متخصص ذي خبرة في مجال انشاء المجمعات السكنية. كما تتوفر في المجمع انارة ليلية وشوارع واسعة توفر انسيابية في الحركة والتنقل ويحتوي على خزان ماء رئيسي، بالإضافة إلى خزانات للماء فرعية لكلّ مجموعة من المنازل بالإضافة الى مولد كهربائي لتغذية المجمع في حال انقطاع التيار الكهربائي الوطني مع خزان وقود يكفي لفترة طويلة نسبيًا. والتصميم الهندسي للمجمع يسمح بدخول أشعة الشمس من جميع الاتجاهات إلى داخل الوحدة السكنية.

كما اعلن مكتب السيستاني اليوم ايضًا عن توجيه خلية اغاثية بقافلة من المساعدات الغذائية والعينية لـ1 الى 10 آلاف اسرة نازحة من قضاء الشرقاط شمال محافظة صلاح الدين (172 كم شمال غرب بغداد).

واضاف أن خلية الإغاثة التابعة لمكتب السيستاني تتوجه غدًا، ومعها قافلة مساعدات غذائية وعينية لإغاثة عشرة آلاف عائلة نازحة من الشرقاط ومتواجدة في مدينة تكريت.

واليوم، توقعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نزوح ما يصل إلى مليون عراقي عن ديارهم خلال&الأسابيع والأشهر المقبلة مع تزايد حدة القتال لاستعادة مدينة الموصل الشمالية من قبضة تنظيم داعش.

وقالت اللجنة إنها تسعى إلى جمع 17.1 مليون فرنك سويسري أخرى لبرنامج في العراق، هو ثالث أكبر برامجها على مستوى العالم لتصبح ميزانيتها لهذا البلد 137 مليون فرنك سويسري.

وقال روبرت مارديني، مدير عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأدنى والشرق الأوسط، لدى عودته من العراق، "لا يمكن التنبؤ بالوضع لكن علينا أن نستعد للأسوأ".&

ومن المرجح أن تزداد حدة القتال خاصة بمنطقة الموصل، وربما يتحرك مئات الآلاف في الأسابيع والأشهر المقبلة سعيًا للحصول على المأوى والمساعدة حيث يتوقع أن يتجاوز عدد النازحين العراقيين من مناطق القتال حاجز الاربعة ملايين نازح ومشرد.