نصر المجالي: كشف تقرير مدعوم بالصور لـ(بي بي سي) عن وجود قوات بريطانية خاصة تقوم بدوريات ومهمات لدعم فصائل سورية معارضة، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر مثل هذه الصور.&

وتظهر صور بي بي سي، قوات بريطانية تحمي قاعدة للفصائل المعارضة المسلحة من مغبة هجوم لتنظيم (داعش)، وهي تتضمن صورًا لمركبات تقوم بدوريات قرب موقع شهد هجومًا شنته عناصر التنظيم في وقت سابق.&

وبينما رفضت وزارة الدفاع البريطانية التعقيب على التقرير والصور، فإنها أصدرت بياناً تضمن معلومات حول الضربات الجوية البريطانية الموجهة لـ(الدولة الإسلامية) في العراق وسوريا.

كما يظهر التقرير القوات البريطانية الخاصة، وهي ترابط في مناطق مرتفعة، بينما تقوم العربات المدرعة بدوريات حول المنطقة التي تتواجد فيها قاعدة للفصائل المعارضة المسلحة بالقرب من الحدود السورية العراقية.

ويمكن رؤية الجنود البريطانيين وهم يحملون صواريخ مضادة للدبابات وبنادق قناصة، وكذلك مدفعية ثقيلة. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن الجنود كانوا يؤدون دورًا دفاعيًا في القاعدة، واعترف متحدث باسم الجيش السوري الحر بأن القوات البريطانية الخاصة قدمت له الذخيرة والمعدات والتدريبات.

تقرير سابق&

ويشار إلى أن تقريراً صحفيًا كان نشر في&يونيو الماضي نقل عن قادة عسكريين أن هناك قوات بريطانية خاصة على جبهة القتال في سوريا تدافع عن وحدة للمعارضة تتعرض لهجوم يومي من تنظيم (داعش).&

وحينها، أشارت صحيفة (التايمز) اللندنية إلى أن هذه العملية تعتبر أول دليل على وجود مباشر للقوات البريطانية في سوريا، وأن مهمتها ليست مجرد تدريب عناصر المعارضة في الأردن.&

وقالت الصحيفة إن القوات الخاصة البريطانية المتمركزة في الأردن كثيرًا ما تعبر الحدود إلى سوريا لمساعدة "الجيش السوري الجديد"، الموجود في بلدة (التنف) في ريف حمص الجنوبي الشرقي.

وهذه الوحدة، المكونة من قوات سورية خاصة سابقة انشقت عن جيش الأسد، كانت القوات البريطانية والأميركية قد أعادت تدريبها. وأفادت الصحيفة بأن نشر القوات الخاصة، بخلاف القوات النظامية، لا يحتاج إلى موافقة البرلمان البريطاني.

يذكر أن "الجيش السوري الجديد" هو إحدى وحدات المعارضة في سوريا، وكان برز من برنامج وزارة الدفاع الأميركية الذي كان يهدف إلى تشكيل قوة ثورية جيدة التدريب للتصدي لتنظيم (داعش).

هجوم داعش

وذكرت صحيفة (التايمز) في تقريرها أن قرية التنف، التي استعادها "الجيش السوري الجديد" في مارس الماضي، بعد أن كانت تحت سيطرة التنظيم منذ مايو العام الماضي، تحتل موقعًا هامًا لقربها من الحدود العراقية والأردنية.

وأضافت أن الهجوم الانتحاري، الذي نفذه (داعش) في شهر مايو الماضي وأودى بحياة 11 من الجيش السوري الجديد وجرح 17، أتلف بنية قاعدة التنف، وهو ما جعل القوات البريطانية تعبر من الأردن للمساعدة في إعادة بناء دفاعاتها.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن خطة لتشكيل "القوات السورية الجديدة" قبل عامين، لكن تم التخلي عن المشروع العام الماضي بعد خطف جبهة النصرة لأول وحدة مدربة أرسلت إلى سوريا. والدفعة الثانية من المتدربين انشقت وسلمت عدتها وعتادها لجبهة النصرة، ولم يتبقَ في سوريا سوى خمسة أفراد من القوات السورية الجديدة.