نصر المجالي من لندن:&رغم تدابير التطبيع في العلاقات بين أنقرة وموسكو، إلا أن الخلافات حول الشأن السوري لا زالت قائمة، ورد الرئيس التركي على انتقادات روسية بشأن عملية (درع الفرات) في شمال سوريا.&
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن دخول قوات من بلاده إلى سوريا هو "استجابة لدعوة الشعب السوري، ولسنا في موضع يحتم علينا أخذ إذن من نظام قتل 600 ألف إنسان من شعبه".
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال اجتماع يوم الخميس في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة حضره محافظي 81 ولاية تركية. وأضاف أردوغان: "لم يبق حاليا وجود لتنظيم داعش في مدينة جرابلس وبلدة الراعي (جوبان باي)، وهم سيهربون ونحن سنطاردهم، سنستمر في عملياتنا ضدّهم، إلى أين؟.. لا داعي للكشف عن ذلك، لنا خططنا الخاصة وتهدف إلى ضمان أمن الحدود التركية".
انتقاد روسي
وأردف أردوغان: "سرعة ونجاح عملية درع الفرات في سوريا غيّرت نظرة الرأي العام العالمي تجاه المنطقة، ولا يمكن بعد الآن تفعيل أي سيناريو في المنطقة دون موافقة تركيا".
وأمس الأربعاء، انتقدت الخارجية الروسية، عبر بيان، عملية "درع الفرات"، وقالت إنه يتم تنفيذها دون الحصول على إذن من النظام السوري، كما ادعت أن هذه العملية "تهدد سيادة ووحدة الأراضي السورية"، و"تعقد الوضع السياسي والعسكري" في هذا البلد العربي.
ودعمًا لقوات "الجيش السوري الحر"، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس، تحت اسم "درع الفرات"، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم "داعش" الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.&
تحرير الرقة
واليوم الخميس، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع أشتون كارتر ونظيره التركي فكري إيشق بحثا أهمية أن تكون قوى محلية في قلب الجهود المبذولة لاستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم (داعش).
وقال البنتاغون في بيان بعد الاجتماع الذي عقد في لندن "بحث الوزيران نجاحات سوريا في الفترة الأخيرة أمام داعش في شمال سوريا وأكد كارتر التزام الولايات المتحدة بدعم الجهود التركية لإبعاد داعش عن حدودها."
وأضاف البيان "بحث الوزيران كذلك أهمية استعادة الرقة وضرورة قيام قوى محلية بدور محوري كما اتفقا على الحفاظ على التواصل المستمر فيما يتعلق بكافة المصالح المشتركة."
أكبر عملية
وإلى ذلك، قال أردوغان في كلمته إن بلاده تشن حاليا أكبر عملية في تاريخها ضد المسلحين الأكراد في جنوب شرق تركيا وإن إقالة الموظفين الحكوميين المرتبطين بهم عنصر أساس في تلك المعركة.
وأضاف إردوغان في خطاب لحكام الأقاليم في أنقرة أن هناك خطوات لتطهير المؤسسات العامة من أنصار حزب العمال الكردستاني. & &
وسيطرت تركيا على مجلسين في جنوب شرق البلاد يديرهما حزب مؤيد للأكراد وأوقفت أكثر من 11 ألف مدرس عن العمل اليوم الخميس فيما كثفت أنقرة حملتها ضد من تتهمهم بأن لهم صلات بالمسلحين الأكراد الذين يشنون تمردا في جنوب شرق البلاد.
أعداء تركيا
وأكد أن منظمات "بي كي ك"، و"فتح الله غولن"، و "داعش" ، و "د هـ ك بي ج" تُعادي تركيا وشعبها، متوعداً باقتلاع جميع تلك المنظمات من جذورها.
واستطرد الرئيس التركي قائلا: "لا يوجد فرق بين منظمات (بي كي كي) و(فتح الله غولن) و(داعش)، و(د هـ ك ب ج)؛ فكلها عدوة لدولتنا وشعبنا ورايتنا؛ ولذلك سنواصل السير في طريقنا بعزيمة وبتصميم حتى نتمكن من اقتلاع جذورها جميعاً".
ولفت إلى أن بلاده واجهت منظمة "فتح الله غولن" بوجهها الدموي، في 15 يوليو&الماضي، مؤكدا أن هذه المنظمة "تُشكل تهديدا لتركيا وشعبها".
وأشار أردوغان إلى أن الأمن التركي يُلقي القبض على عناصر من منظمة "بي كي كي" الإرهابية في نفس البيت الذي يقيم فيه عناصر من منظمة "فتح الله غولن".
وأضاف: "لقد رأينا جهوداً مشتركة بين عناصر (بي كي كي) و(داعش) في العديد من العمليات الإرهابية، وفي مقدمتها الهجوم الانتحاري مؤخراً في ولاية غازي عنتاب (جنوب شرق)؛ حيث تقف خلفهم منظمة (غولن) الإرهابية من خلال تقديم دعم سري لهم".
وأكد الرئيس التركي في الختام: "هذا الوضع يحتم علينا كدولة إجبارية محاربة كل التنظيمات الإرهابية بنفس الدقة والحساسية".
التعليقات