إيلاف من لندن: استأنف وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري محادثاتهما في جنيف حول خطة جديدة تتضمن وقفاً لإطلاق النار في &سوريا، بعد تعليق اللقاء لمدة ساعة اليوم الجمعة.

ويأتي اللقاء بين لافروف وكيري، في سياق الجهود الرامية لصياغة اتفاق ينهي القتال بسوريا قبل عيد الأضحى، إذ تتواصل المشاورات الروسية الأميركية بشأن الملف السوري بلا انقطاع.

وسيكون اجتماع كيري ولافروف المنعقد في فندق (President Wilson) الفاخر في جنيف هو الثالث في أسبوعين. وتحدث الرجلان عدة مرات عبر الهاتف في محاولة لتقليص هوة الخلافات بينهما، بشأن خطة سلام سورية.&

ولم تكشف موسكو وواشنطن عن تفاصيل خطتهما المشتركة حول سوريا، لكنهما تتحدثان عن صياغة "آلية مشتركة" ترمي، بالدرجة الأولى، إلى تسوية الوضع في حلب شمال سوريا، حيث تستمر المعارك الشرسة، رغم المساعي لتطبيق اتفاق الهدنة منذ أواخر فبراير الماضي.

وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أمس الخميس، أن موسكو وواشنطن مستمرتان في العمل على صياغة وثيقة مشتركة بشأن تسوية الأزمة في سوريا، ولم يبقَ أمام الجانبين سوى التوصل إلى توافقات حول حل وسط بشأن عدد من القضايا الصغيرة.

وصول كيري ولافروف

يذكر أن كيري &وصل فجر يوم الجمعة إلى جنيف، واضعًا حدًا للشكوك حول واقعية عقد اللقاء الذي يجب أن يكلل مشاورات مفصلة بين خبراء روس وأميركيين مستمرة في جنيف منذ يوم الجمعة الماضي.

أما لافروف فوصل إلى جنيف مساء الخميس، حيث اجتمع مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي قرر إلغاء زيارته للقاهرة لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب، بغية الانضمام للمشاورات الجارية في جنيف والرامية إلى التوصل لاتفاق جديد خاص بوقف القتال في سوريا.

خفض العنف&

وكان جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، &قال في بيان صحفي الخميس، إن الوزيرين سيركزان خلال لقائهما في جنيف على خفض العنف وتوسيع إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري والمضي قدمًا في سبيل التسوية السياسية الضرورية لإنهاء الحرب الأهلية.

لكن تصريحات لاحقة لوزارة الخارجية الأميركية جاءت على لسان المتحدث باسمها مارك تونر (حسب وسائل إعلام روسية)، أثارت الشكوك حول واقعية عقد اللقاء الثنائي، إذ ألمح الدبلوماسي الأميركي إلى أنه من المبكر إجراء محادثات على مستوى الوزيرين، نظرًا لبقاء اختلافات بين مواقف الطرفين على "المستوى التقني".

وفي وقت متأخر من يوم الخميس، لم يتمكن تونر من تأكيد إجراء المحادثات في جنيف، قائلاً إن العمل مستمر على تسوية المسائل العالقة المتبقية، وأضاف: "إننا سنعلن عن اللقاء لحظة توصلنا إلى اعتبار مثل هذه المحادثات مفيدة".

استعداد روسي&

وإلى ذلك، أكدت ماريا زاخاروفا أن الوفد الروسي يبقى مستعدًا للمحادثات في أي لحظة. وذكرت أن لافروف وكيري أجريا مساء الخميس مكالمة هاتفية، هي الـ 45 لهما منذ بداية العام الحالي، وأكدا عقد اللقاء الشخصي بينهما في جنيف.

وكانت وزارة الخارجية الروسية أوضحت في معرض تعليقها على المكالمة الهاتفية، أن المشاورات الروسية - الأميركية تهدف إلى بحث آفاق التعاون الروسي الأميركي بغية إلحاق الهزيمة بالتنظيمات الإرهابية في سوريا، والمساهمة في حل القضايا الإنسانية، ودفع التسوية السياسية قدماً إلى الأمام. وشددت موسكو على أن المحادثات تجري على أساس التفاهمات المبدئية التي توصل إليها الرئيسان الروسي والأميركي خلال لقائهما على هامش قمة العشرين في الصين، يوم الاثنين الماضي.
&