لندن: كشف تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية عن أسرار جديدة متعلقة بفترة حكم الأمير الإثيوبي ليج اياسو وما فعله إبان فترة الحرب العالمية الأولى مع الجانب الألماني وغيرها من التفاصيل التي يتم إبرازها للمرة الأولى بخصوص ما حدث في تلك الحقبة.

وأفصح التقرير عن أن الكنيسة الأرثوذكسية قررت الإطاحة باياسو قبل 100 عام لتوجسها في ذلك الوقت من اعتناقه الدين الإسلامي، لافتاً في نفس الوقت لنجاح اياسو في إحباط مساعي ألمانيا للدفع ببلاده نحو المشاركة في الحرب العالمية الأولى.

واستهل التقرير بالإشارة إلى المحاولات التي قام بها الإمبراطور الألماني، القيصر فيلهلم الثاني، عام 1915، لتشجيع إثيوبيا على المشاركة في الحرب العالمية الأولى، لاسيما وأن ألمانيا كانت ترى أن قناة السويس هي "الشريان الرئيسي" لبريطانيا، لدورها في وصول الجنود والإمدادات إليها من استراليا، نيوزيلندا والهند.

وصحيح أنه تم التصدي لعملية هجومية شنتها قوات تركية وألمانية على القناة مطلع عام 1915، إلا أنه كان من الواضح وقتها أنها ليست آخر العمليات الهجومية.

ولأن إثيوبيا - التي كانت تحظي بالاستقلالية وقتها - كانت من القوى الكبرى في المنطقة، فقد كانت ترى ألمانيا أنها إذا نجحت في إقناع الإثيوبيين بالوقوف إلى جانبها في الحرب، فسيتعين على بريطانيا وحلفائها الانسحاب من القناة وباقي الجبهات.

وكانت تتطلع هيئة الأركان العامة في ألمانيا وقتها لإجبار العدو على تخصيص أعداد كبيرة من القوات للدفاع عن مستعمراته في القرن الإفريقي، ومن ثم إضعاف جبهته الأوروبية والتخفيف من على كاهل القوات الألمانية التي تحارب في منطقة شرق إفريقيا الألمانية. وهي الإستراتيجية التي كانت ترمي إلى إحداث "حالة من التمرد" في السودان بهدف التخلص من الحكم البريطاني وشن هجمات على جيبوتي التي كانت تخضع وقتها للسيادة الفرنسية وكذلك اريتريا التي كانت تتبع ايطاليا.

وكانت ترى برلين أن "التهديد المزدوج" للتمرد الداخلي في السودان والهجوم على إثيوبيا سيمهد الطريق لإنجاح الهجوم على قناة السويس من جانب القوات التركية، مدعومةً من جانب قوة التدخل السريع الألمانية، إذ أن فقدان السيطرة على القناة سيُشَكِّل ضربةً حاسمةً لبريطانيا وحلفائها ولن يتمكنوا من الاستفاقة منها.

ومضى تقرير البي بي سي يشير للمحاولات التي سعت من خلالها برلين خلال عام 1915 لاستمالة الجانب الإثيوبي، غير أنها لم تكلل بالنجاح في الأخير، نظراً لرفض الأمير اياسو الذي تولى العرش في الـ 10 من أبريل عام 1911 لهذا الأمر.

 

شائعات انتشرت بشأن نية اياسو اعتناق الدين الإسلامي

 

وعلّق على ذلك المؤرخ هارولد ماركوس بقوله " لم يكن اياسو مستعداً بما فيه الكفاية لتولي مقاليد الحكم، حيث كان يبلغ من الوقت وقتها 16 عاماً فقط، وخلال فترة مراهقته، لم يكن مهتماً بالدراسة وكان يتوجه لبيوت الدعارة والحانات بالعاصمة. وكان يعاني نقص الانتباه ويفتقر للحس السياسي السليم ولم يكن له رؤية".

وتابع التقرير بتشديده في سياق متصل على أن ما كان واضحاً هو أن الأمير اياسو، الذي كان يحظي بدعم المبعوث العثماني إلى إثيوبيا أحمد منظر، كان يتعامل بشكل ودي للغاية مع المسلمين، بمن فيهم الخصم اللدود لبريطانيا، سيد بن محمد عبد الله الحسن، ذلك الثائر والقائد الصومالي الذي كان يلقب بـ "الملا المجنون"، ووقتها بدأت تُثَار الشائعات بخصوص إقدام اياسو على اعتناق الدين الإسلامي، وعلى اثر ذلك، تم إقناع رئيس الكنيسة الأرثوذكسية على مضض بإصدار قرار يقضي بعزل اياسو من الحكم، لوجود مخاوف على مستقبل البلاد، التي تعد معقلاً للمسيحية، وبالفعل تمت الإطاحة به رسمياً في الـ 27 من سبتمبر عام 1916.

أعدت إيلاف التقرير نقلا عن بي بي سي على الرابط أدناه:

http://www.bbc.com/news/world-37428682