عبد الجبار العتابي من بغداد: تباينت امنيات العراقيين للعام الميلادي الجديد 2017، تفرقت & واجتمعت ما بين احوال الوطن والاحوال الشخصية، وان كانت هنالك افكار تنحو الى القسوة لان اصحابها يرون ان الوطن غادرهم.

ومع بزوغ فجر العام الجديد 2017، بدأ العراقيون بنسج امنياتهم على نول اشواقهم عسى ان يتحقق شيء منها، لكن هذه الامنيات تنحصر في الاغلب بعلاقتهم بوطنهم الذي يشكل هاجسهم الاكبر حتى في ما يريدونه لانفسهم ، فيتمنونه في حال افضل بعد ان اشبعتهم الاحداث والظروف ضيما وهموما ما عادوا بسببها ينظرون الى واقعهم بعين التفاؤل ، لذلك يجدون ان ما تبقى من الامنيات الشخصية هامشية.

"إيلاف" استطلعت اراء العديد من العراقيين المنتمين لشرائح مختلفة من المجتمع حول امنياتهم للعام الجديد

الفوز بوظيفة

وقال علي ماجد، عاطل عن العمل، ان امنيته تتمثل في ان يجد عملا حكوميا، وقال: منذ سبع سنوات وبعد تخرجي من الكلية وانا اتمنى ان اجد وظيفة حكومية استطيع من خلالها ان اباش ببناء مستقبلي ولكن لا فائدة ، لانني اعمل الان بفترات لا يدر عليّ الا مبلغا بسيطا،انا اعتبر نقسي عاطلا عن العمل وبلا مستقبل واتساءل متى تنظر الحكومة الى احوال الخريجين.

واضاف: اما امنياتي للعراق فاتمنى له ان يتخلص من حكامه الذين لا يحترمونه.

رحيل السياسيين الطائفيين

اما علاء باسم، موظف، فقد اكد ان امنيته ان يرحل السياسيون الطائفيون. وقال: اتمنى ان يعم السلام ربوع العراق وتعود الموصل الى اهلها ويموت السياسيون الطائفيون ودعاة التقسيم ويعيش العراقيون بسلام وامان.

واضاف: امنيتي الشخصية ان يزداد راتبي الذي لا يكفيني وان اتزوج واستقر.

انتهاء الفاسدين

قال مظفر سعدي، طالب في المرحلة الجامعية الرابعة: لا اعتقد ان الامنيات العراقية تتحقق بسهولة ، فهي مستحيلة، خذ مثلا: هل تتحقق امنيتي ان اجد لي وظيفة بعد التخرج؟ بالتأكيد لا ، لان البلد اصبح ملكا للفاسدين وهؤلاء لا يعطون للشعب شيئا ، كان لنا وطن جميل جاء الفاسدون فصار مقبرة.

واضاف: اتمنى للعراق ان يتخلص من الارهاب وان يتناغم السياسييون مالمتطلبات الحياتية للمواطنين ويتخلوا عن بعض امتيازاتهم العالية التي تقتطع من قوت المواطنين. &

ابتعاد الاحزاب عن الجامعات

من جانبه اكد الاستاذ الجامعي اثير محمد شهاب ان الخراب في الجامعة كبير.

وقال: كل نهاية عام نكتب أمنياتنا للعام المقبل، وها نحن اليوم نقف على اعتاب عام جديد،،يحمل معه اسرارا وحكايات وقصص وتحولات ،،واحسب نفسي سعيدا مع قدوم طفلي الاول الذي استقر في قلبي كحديقة من اللوز والكستناء، ما عدا ذلك اتمنى ان اعود الى التدخين ،،اجرب كل علب التدخين الجميلة ،دون ذلك لتمضي الحروب الى المزبلة.

واضاف: لا توجد عندي امنية للجامعة، خراب كبير نحن فيه، وما ينفع الكلام، ولكن اتمنى ان ينهض د. علي جواد الطاهر ليعيد للجامعة هيبتها المفقودة، اتمنى ان يستيقظ جواد علي من غفوته الابدية ليصرخ في وجه الاحزاب الفاسدة لتبتعد عن الجامعات وتدخلها فيها.

تعويض خسائر العراق

من جانبها تمنت الكاتبة الدرامية فاتن السعود كتابة عمل سينمائي، وقالت: اتمنى لأهلي واخواني وابناء بلدي ، عاماً آمناً خالياً من الحزن والفقدان، عاماً تتحقق فيه الأماني الغاليات ، وتتوافق فيه الحظوظ وتعلو ، ان يعوض الله العراق خسائره وأن يسدد خطى الساعين لإعلاء شأن هذا البلد من أجل مستقبل اجياله القادمة.

واضافت: اما شخصيا فاتمنى ان يمن الله علي ويحفظ لي اولادي واهلي ويبارك لي في عملي وانال فرصتي التي لطالما تمنيتها الا وهي كتابة عمل سينمائي اضع فيه الكثير من رؤاي التي اكتسبتها خلال السنتين الاخيرتين من عمري.

تحقيق السلام

اما الشاعر والناقد علي الفواز فقال: الامنية العراقية هي أن يتحقق السلام &الوطني ويتعافى العراق من اوجاعه ، اما الامنية الشخصية فهي أن أواصل &مشروعي الثقافي النقدي عراقيا وعربيا، وأن تحظى الصناعة الثقافية في العراق &بالاهتمام &من قبل الجهات المعنية التي &لم تحظ خلال السنوات الماضية بالاهتمام والجدّية.

عراق بلا وجع

الكاتبة الروائية عالية طالب اوضحت قائلة: سيأتي عام اخر وتتجدد فيه ذات المطالب وذات الاسى وذات الوجع ، يكبر فينا شعور الغياب والاغتراب واختفاء الخوف لم يعد هناك ما يخيف وما نتوجس منه وما يقلقنا – تساوت الاشياء في حيادية عجيبة وهي تصطحب مشاعر كانت يوما قادرة على التفاعل فينا، ضاعت الخطوات وراء لهاث السراب الذي ما عاد رحيما ليومئ لنا بصور لا تنتهي حتى السراب في بلادي بات بلا ظلال فضية فالعتمة استطاعت ان تقطف ابصارنا وتجعلنا نمشي بلا عيون وبلا نبض وبلا ايام.

واضافت: اختفت التقاويم من حياتنا وبات الامس واليوم والغد واحد – عراق من وجع ..متى تكف عن ما انت فيه وتحمل سنوات القحط في حقائب لا تعرف محطات تضع الرحال فيها.

نهاية الارهاب

فيما تمنى الكاتب صادق الجمل النصر على الارهاب وقال : ابتهل لله ان تغطينا خيمة الحب الالهي ويرفل علينا بواسع رحمته ويهدي الظالمين ويثبت أقدام المخلصين كي تتوحد كلمتنا وينصرنا على أعدائنا.

واضاف : نشعر بالامتنان &لجيشنا وحشدنا الباسل ولكل المخلصين للبلد ولاخواني كتاب وشعراء وفناني عراقنا المزدهر .

محاكمة سراق المال العام

الى ذلك تمنى الفنان الممثل احمد شرجي ان تنتبه الدولة للفنانين، وقال : امنيتي العامة ان نرى بلدنا معافى من كل الاحتقان السياسي، نريده بلدا لا وجود للارهاب فيه بفضل قواتنا البطلة وحشدنا المقدس، وان بعرف قادته ماذا يدور في الشارع.

واضاف: لي امنية اخرى وهي ان يكون عام إعمار وبناء وان ترفع &النفايات من شوارع بغداد، وان يكون بلدا صحيا صالحا للعيش البشري، ان نرى محاكم للسراق والمفسدين وانتهاء &المحسوبية، ان نرى سياسيين &يهمهم استقرار البلد وتطوره وليس احزابهم ،ان يكون البرلمان صاحيا من نومه العمي، ان يمارس القضاء دوره باستقلالية بعيدا عن تاثيرات شخصيات السلطة،، وأتمنى ان يعود كل مهجر الى بيته وعائلته لان هذه الحياة لا تليق بنا.

وتابع: كما اتمنى ان تنبه الدولة للفنان العراقي لان على عاتقه تقع مسؤولية كبيرة.

عراق معافى

من جهتها قالت الخبيرة الاثارية ومديرة المتحف العراقي السابقة الدكتورة اميرة عيدان الذهب: امنياتي ارى من احب (العراق) متعاف من كل الشوائب وان يعود كما كان في الصور التي انشرها في صفحتي&
على الفيس بوك عن تاريخ العراق.

هجرة العراق

فيما قالت نداء عباس: اتمنی ان اکون سعیدة، وان اصبح اما ، وان اساعد قدر الامکان ، والاهم ان احتفظ بصحتي.

واضافت: امنيتي الاخرى ان اغادر العراق لانه غادرني، لم اعد اشعر انني استحق العيش هنا، اقولها بصراحة، هل تتصور ان شيئا من صورة العراق بقي في داخلنا؟ لقد محته المآسي والظلم والفساد حتى التاريخ غادرنا بمعاول داعش، لا &اريد ان اكون سوداوية ولكن هذا هو الواقع، يااخي اي عراق هذا الذي نهان به وغير مأمنين على انفسنا ومعيشتنا.

لا امنيات عامة

من جانبه لم يجد الكاتب السياسي والمتحدث السابق باسم رئيس الجمهورية جلال طالباني كاميران قرداغي اية امنية في نفسه للعراق، وقال : صدقني لا توجد عندي اي امنيات عراقية لا للعام ٢٠١٧ ولا بعده!&
واضاف: اما امنياتي الشخصية فاتمنى ان أنجز مذكراتي وأطبعها في كتاب.

استقرار سياسي وتحرير الاراضي

واعرب الدكتور احسان الشمري، المحلل السياسي ورئيس مركز التفكير السياسي، انه يتمنى ان لا يرى فقيرا ، وقال: امنياتي للعام 2017 ان يعم الاستقرار سياسياً وتتحرر الارض العراقية من داعش ويكون بوابة للاستقرار الامني ، وعودة الوئام بين مكونات الشعب العراقي من خلال مصالحة مجتمعية وعودة سريعة للنازحين لمنازلهم في كل المدن والقرى.

وأضاف : امنياتي الشخصية ان لاارى فقيراً &وان تنتهي معاناة الايتام والارامل في العراق.

جهد اممي لوقف نزيف الدم

وتعددت امنيات المحلل السياسي جرجيس كوليزاده.

وقال: من باب الامنيات العراقية اتمنى ان تتوقف الامم المتحدة عن اصدار تقاريرها السنوية معلنة عن اعداد ضحايا وقتلى وجرحى العراقيين وكأنهم مجرد ارقام ، وليست هاك محاولة دولية لايقاف موتهم ولا جهد أممي لوقف النزيف الدامي ،وأتمنى ان يؤمن أهل السنة والشيعة بالسلام والامان والحوار الوطني وان يختاروا اما درب الافتراق او التعايش لانهاء الوضع القائم في البلاد، وأتمنى يترسخ تفاهم عقلاني ايضا بين بغداد واربيل لرسم درب العلاقة الانفصالية او التعايشية بينهما لضمان الاستقرار والاخاء بينهما، وأتمنى ان تبحث الحكومة بجدية عن موارد غير نفطية لتأمين الميزانية للبدء ببرنامج وطني لتقليل الاعتماد على النفط.

واضاف: ومن باب الامنيات الشخصية اتمنى ان تفهمني السلطة الحاكمة في الاقليم، وان قلمي ليس للتخريب ولا للعداء ولا للحزبية الفاسدة وانما لاعادة الكرامة والاحساس الوطني وللبناء والاصلاح ولبيان البواطن وتوضيح النوايا لأهل الفساد والعوائل المتسلطة والمافيات الحاكمة، ولاعادة الاعتبار الى الحقوق المدنية والرأي والتعبير الحر ومن اجل تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة المفقودة في الاقليم.

اصلاح وتغيير

فيما تمنى السياسي والباحث الاكاديمي د. أحمد البهادلي ،ان يكون له بيت ،وقال :أتمنى للعراقيين عاما سعيدا نحقق فيه كلمة الإصلاح والتغيير. وذلك من خلال الوعي الجماهيري الذي لا يكون إلا بالمعرفة والتطلع على تجارب عالمية. كما نأمل تحرير الأراضي العراقية والعربية من افكار التطرف التي شوهت الدين الإسلامي الحنيف وفي مقدمتهم الفكر التكفيري الداعشي.&

واضاف:أما على المستوى الشخصي فأنا أتمنى أن يكون لي منزل صغير لأن بدل الاجار الشهري ارتفعت مبالغه كثيرا ومتطلبات عائلتي اتسعت وكبرت.

عودة النازحين

الى ذلك اكد النائب عبد الرحمن اللويزي، ان فرحة تحرير الموصل لن تتم الا بعودة النازحين ، وقال : أتمنى أن تستكمل القوات الامنية تحرير العراق وأن تستغل تجربة التحرير للتآسي لواقع اجتماعي جديد &لان مساهمة ابناء الوسط والجنوب في تحرير المحافظات الغربية و اصطفاف جميع مكونات الشعب العراق في خندق واحد لقتال عدو واحد، هي ارضية صالحة جداً لو كانت هناك ارادة لا ستغلالها، لتحقيق مصالحة مجتمعية تخفف الى حد بعيد من الاحتقان الطائفي الذي كان سائداً.