فيما ارتفع عدد ضحايا تفجير منطقة الكرادة وسط بغداد الى اكثر من 200 قتيل وجريح، هاجم مواطنون غاضبون رئيس الوزراء لدى تفقده منطقة الانفجار ما أرغمه على المغادرة سريعا بعد ان توعد بالقصاص من منفذي التفجير الذي اعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه فيما تم اعتقال خلايا متواطئة في تنفيذه.


أسامة مهدي: انتشر شريط فيديو مدته اربع دقائق على موقع التواصل الاجتماعي وتابعته "إيلاف" وهو يوضح جموعا غاضبة من ابناء منطقة الكرادة وسط بغداد وهم يقذفون موكب رئيس الوزراء حيدر العبادي بالحجارة صباح اليوم لدى تفقده منطقة الانفجار ويهتفون ضده ما اضطره الى مغادرة المكان بسرعة حيث إن منطقتهم تتعرض بين فترة واخرى لمثل هذه التفجيرات.

فيديو مهاجمة موكب العبادي

لكن مكتب العبادي اشار في بيان مقتضب اطلعت "إيلاف" على نصه ان رئيس الوزراء "تفقد موقع التفجير الارهابي في منطقة الكرادة، وتوعد بالقصاص من الزمر الارهابية التي قامت بالتفجير حيث انها وبعد ان تم سحقها في ساحة المعركة تقوم بالتفجيرات كمحاولة يائسة" مضيفا ان العبادي "تقدم بالتعزية لعوائل الشهداء والشفاء العاجل للجرحى وان النصر قريب جدا والتخلص من هذه المجاميع الارهابية".

وكانت سيارة مفخخة انفجرت في الساعة الواحدة من صباح اليوم الاحد قرب حسينية عبد الرسول في منطقة الكرادة وسط بغداد ما اسفر عن مقتل واصابة 213 &مواطنا والتسبب بأضرار كبيرة بالسيارات المدنية والمحال التجارية الواقعة في الشارع المقابل للحسينية.

اعتقال خلايا متواطئة مع الارهابيين

واعلنت قيادة عمليات بغداد الاحد اعتقال احدى الخلايا المتواطئة مع الارهابيين في تفجير الكرادة.

واشارت القيادة الى ان هذه المجموعة "قامت بالاعتداء على ممتلكات شهداء التفجير الارهابي وسرقة شقق ومحال المواطنين والتحريض ضد القوات الامنية".

واكدت في بيان ان الاجهزة الامنية تقوم بالتحقيق مع هذه المجموعة.

وفجر انتحاري نفسه وسط جموع المواطنين المتبضعين عند احد المراكز التجارية وسط مدينة الكرادة ما اوقع عددا كبيرا من الضحايا حيث قتل 79 شخصا واصيب 134 اخرين بعضهم اصاباتهم خطيرة.

ومن جهته، تبنى تنظيم داعش للانفجار قائلا إن أحد مقاتليه نفذ الهجوم مستهدفا تجمعا للشيعة متحدثا عن مقتل 40 وجرح 80 بحسب ما نقل موقع "سايت" الأميركي المتخصص بمواقع الجماعات الاسلامية المسلحة المتطرفة.

وعادة ما تتعرض منطقة الكرادة التجارية وسط بغداد وتقطنها غالبية شيعية لتفجيرات بين الحين والاخر تؤدي الى مصرع العشرات من المواطنين الذين تكتظ بهم مراكزها التجارية عادة حيث يبدو ان تنظيم داعش قد اختار ارتكاب جريمته لدى قيام حشود من الناس بالتبضع مع قرب حلول عيد الفطر المبارك.

وكانت بعثة الامم المتحدة في العراق قالت الجمعة الماضي ان رمضان العراق هذا العام تحول الى استهداف من قبل الارهابيين الذين نفذوا عمليات قتل شهدتها الأسواق والمساجد وأماكن تجمع المواطنين بهدف إيقاع أكثر ما يمكنهم من الخسائر في صفوفهم المدنيين اضافة الى نزوح عشرات الاف العراقيين الذين اضطروا للهرب من ديارهم نتيجة القتال حيث قتل واصيب 2119 عراقيا خلال شهر يونيو الماضي وحده.