أقام ناشطون أكراد في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق الشمالي مجلس عزاء بوفاة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، "تقديرًا" لمواقفه في دعم القضية الكردية وحق الأكراد في إقامة دولتهم المستقلة كما يقولون.
إيلاف من لندن: شارك في مجلس العزاء، الذي اقامه عدد من شباب المدينة، قالوا إنه يقام تقديرًا لموقف الرئيس الإسرائيلي السابق في دعم القضية الكردية، جمع من المثقفين والصحافيين. واوضحوا أن اقامة المجلس مبادرة شخصية تبناها عدد من الشباب، ولا علاقة للسلطات المحلية بها، كما نقلت عنهم وكالات انباء كردية محلية أمس، واطلعت عليها "إيلاف".&
وقال الناشط بيار زاويتي إن "عددًا من ناشطي محافظة دهوك أقاموا مراسم عزاء وسط مدينة دهوك، وفاء وتقديرًا للدور السلمي والإنساني للرئيس الإسرائيلي السابق شيمون&بيريز.. مشيرًا إلى أن بيريز كان مساندًا حقيقيًا للشعب الكردي وقضيته العادلة، ولذلك فإن رحيله يشكل خسارة كبيرة للشعب الكردي ومناصري السلام في العالم، على حد قوله.
وتوفي&بيريز أمس الأربعاء في تل أبيب عن عمر يناهز 93 عامًا، اثر نقله إلى المستشفى بعد إصابته بسكتة دماغية قبل نحو أسبوعين، وتحسنت حالته قليلاً قبل أن تتدهور فجأة يوم الثلاثاء.
جمعية للصداقة الكردية الإسرائيلية
وقبل ست سنوات، أسس أكرم بارزاني، وهو شخصية إسرائيلية كردية معروفة على الاصعدة الثقافية والاجتماعية والمالية في إسرائيل، وأحد الوجوه الإسرائيلية التي سعت للتعريف بالقضية الكردية في إسرائيل والدفاع عنها بتأسيس جمعية للصداقة الكردية الإسرائيلية تضم عددًا من الشخصيات السياسية والثقافية الكبيرة. وهو من مواليد كردستان وقد إنتخب لعدة مرات عضوًا في بلدية القسطل في الاراضي المحتلة، وهو يمارس نشاطه السياسي عضوًا في حزب الليكود.&
ويؤكد بارزاني أنه لم يتوقف يومًا عن التحرك في سبيل مناصرة القضية الكردية إلى أن تمكن من تأسيس جمعية للصداقة الكردية الإسرائيلية التي تضم في صفوفها نخبة من الشخصيات الإسرائيلية المعروفة، وهو ينوي من خلال هذه الجمعية توثيق العلاقات بصورة أمتن وأقوى بين "الشعبين" الإسرائيلي والكردي، بما يخدم مصلحتهما.&
وفي يونيو عام 2014، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن&بيريز طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما في لقاء الوداع الذي جمع بينهما عدم الحفاظ على عراق موحد سياسيًا لأنها قضية خاسرة. واوضحت أن بيريز خاطب اوباما قائلاً "إذا أردت أن تستخدم قواتك العسكرية فاستخدمها من أجل استقلال حلفائنا الأكراد".&
ذروة علاقات التعاون بين إسرائيل وأكراد العراق
وشهدت الفترة الممتدة بين عامي 1965 و1975 ذروة علاقات التعاون بين أكراد العراق وإسرائيل التي قدمت معونات عسكرية للأكراد وأقامت مخيمات تدريب لعناصر البشمركة الكردية، وساعدت في بناء جهاز الاستخبارات السرية للأكراد "برستين"، وقدمت لهم مساعدات اجتماعية وإنسانية وطبية، وكل ذلك مقابل تسهيل الأكراد لحملات تهجير يهود كردستان من العراق إليها.&
وخلال سنوات الثمانينيات والتسعينيات خلال حرب الخليج الثانية، وبعد غزو العراق وسقوط نظام البعث العراقي، عُزز التعاون بين إسرائيل وسياسيين أكراد مستغلين التأييد الرسمي الدائم للأكراد ضد صدام حسين. وبعد حرب الكويت عام 1991 بدأت العلاقة تأخذ منحنى أكثر تقاربًا بين إسرائيل والأكراد في شمال العراق، بعد تطبيق حظر الطيران على العراق في منطقة الشمال الكردي.&
ومع ظهور المنظمات الارهابية في العراق بدءًا من القاعدة إلى داعش، وتراجع سلطة النظام المركزي العراقي في المحافظات الكردية، سارعت إسرائيل التي يحيا فيها 150 ألف كردي يهودي إلى استئناف مساعداتها للأكراد في العراق، وبلغ التقارب بين الطرفين أوجه مع إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في 29 يونيو عام 2015 أن إسرائيل تؤيد إقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق.
يذكر أن بيريز كان قد نال جائزة نوبل للسلام مشاركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن اتفاق السلام الموقت لعام 1993 الذي لم يتحوّل قط إلى معاهدة دائمة.
التعليقات