سوريا

هل يكون عام 2017 عام امل لسوريا ؟

اهتمت الصحف العربية بنسخها الورقية والإلكترونية بالتعليق على أحداث عام 2016، الذي وصفته الأهرام المصرية بـ "عام الفوضى"، بينما تفاءل كثير من الكتاب أن يكون 2017 عام خير على المنطقة.

في صحيفة الرياض السعودية، قال فاضل العماني: "يُزاح الستار اليوم على عام جديد، مازالت أوراقه بيضاء، وأحلامه وردية، وطموحاته بلا حدود. عام جديد، مازال في ساعاته الأولى، لم يتلوث بعد بكل تلك المآسي، والنكبات والخسارات، ولم يتلوّن بعد بكل تلك الشلالات المتدفقة بالأحزان، والدموع، والدماء. عام جديد، بدأت فصول حكايته المثيرة منذ ساعات فقط، ولكن التوقعات، كل التوقعات تُشير إلى نهاية تكاد تكون ثابتة.

في السياق ذاته، قالت الشرق القطرية في افتتاحيتها: "يطل علينا العام الجديد 2017، بعد عام مضى وهو مثقل بالأحزان والآلام وبالقتل والدمار والتهجير والنزوح فرارا من آلة الموت التي لم توفر بشرا ولا حجرا".

وأضافت أن العام المنصرم "تفاقمت فيه أزمات المنطقة من العراق إلى سوريا واليمن وليبيا، وألقت بظلالها الثقيلة على الأمة العربية والإسلامية، دون أفق يبدو لحل هذه الأزمات التي كشفت عن عجز دولي وفشل واضح لآليات المجتمع الدولي في النهوض بواجباتها ومسؤولياتها الأخلاقية تجاه حماية المدنيين والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وفقا لما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة".

وتحت عنوان "عام الأمل"، قالت الأهرام المصرية في افتتاحيتها إن "مصر ينتظرها الكثير من الإنجاز في العام الجديد، والإنجاز هو الطريق الصحيح نحو الأمل، ولا أمل بغير عمل، وبالتالي فإن جزءا من تحقيق الإنجاز هو أن يؤدي كل واحد منا ما عليه، وساعتها سيكون الحديث عن الأمل حديثا ذا معنى".

أما أحمد بودستو في صحيفة الوطن الكويتية فيرى أن العام المنصرم كان "جحيما لا يطاق" بالنسبة إلى "أهل اليمن وسوريا والعراق"، وفي الوقت ذاته يعرب عن تشاؤمه أن لا تتحسن الأوضاع في هذه البلاد في العام الجديد.

اتفاق وقف إطلاق النار

علق بعض الكتاب العرب على اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي توصلت إليه روسيا وتركيا وانضمت إليه الحكومة السورية وفصائل من المعارضة المسلحة.

في الشروق الجزائرية، يرى حسين لقرع أن الاتفاق يُعد "فرصة تاريخية لإنقاذ سوريا".

ويقول الكاتب إن الاتفاق يعتبر "نافذة أمل جديدة بتحقيق تسويةٍ سلمية تضع نقطة النهاية لهذه الحرب العبثية المدمِّرة، وتفسح المجال واسعا للسوريين للعودة إلى ديارهم، وتضميد جراحهم، واستئناف حياتهم الطبيعية، والشروع في إعادة بناء وطنهم".

وكذلك ترى الراية القطرية في افتتاحيتها أن الاتفاق يعد "فرصة حقيقة" للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة وإعادة الثقة بين الأطراف المختلفة.

لكنها تتهم نظامَ الرئيس بشار الأسد والميليشيات الداعمة له بعدم الالتزام بالهدنة، قائلة "أنهم مارسوا خروقات واضحة بغارات وقصف في مختلف أنحاء سوريا".

وأضافت الصحيفة أن ذلك "يؤكد وجود نية مبيتة من قبل النظام لإجهاض الاتفاق مثلما أجهض من قبلُ عدة اتفاقات معلنة".

وبالتالي تطالب الصحيفة "بقرار دولي رادع يُلزم الجميع ومن بينهم نظام الأسد والميليشيات بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا".

وفي صحيفة الدستور الأردنية، يقول عريب الرنتاوي إن هذا الاتفاق "يمتلك من الفرص ما لم تتوافر عليه جميع الاتفاقات المماثلة السابقة، ذلك أن الدول الموقعة والراعية والضامنة، هي الأكثر 'تورطاً' والأكثر تأثيراً في مجريات الصراع المسلح الدائر في سوريا وعليها، وهي بمقدورها إن خلصت النوايا، أن تجبر حلفائها المحليين على الانصياع لمقتضيات الاتفاق ومندرجاته".

وأضاف: "لكن ذلك لا يعني أن طريق سوريا إلى التهدئة الشاملة والحل السياسي قد باتت سالكة وآمنة"، مشيرا إن أن "ثمة عراقيل وأفخاخ ما زالت منتصبة ومنصوبة على هذا الطريق، منها على سبيل المثال لا الحصر: أن الفصائل المسلحة الموقعة على الاتفاق، وإن مثلت غالبية الفصائل وأكثرها عدة وعتاداً وعديدا، إلا انها لا تمثلها جميعها، ولا يغطي انتشارها كافة الجبهات، الأمر الذي يستلزم مزيداً من الجهد، لتوسيع دائرة المنخرطين في التهدئة والمسار السياسي".

وأشار كذلك أنه "على الرغم من تآكل الدورين السعودي والقطري في الأزمة السورية، إلا أن عدم شمول هذين البلدين في ترتيبات التهدئة، ولاحقاً في مسار الحل السياسي، سيسهم في استمرار التأزيم، وسيجعل تنفيذ كافة بنود التهدئة، ولاحقاً فرص التوصل لاتفاق سياسي، أمراً أكثر صعوبة، وربما لهذا السبب بالذات، تصر موسكو، وتوافق أنقرة، على إشراك البلدين، فضلاً عن دول أخرى مثل الأردن ومصر والكويت وربما الإمارات العربية".