لندن: عينت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاربعاء الدبلوماسي تيم بارو سفيرا لدى الاتحاد الاوروبي بعد استقالة مفاجئة لسلفه ألقت الضوء على الصعوبات التي تواجهها لندن في اطار الخروج من الاتحاد الاوروبي.
وبارو المدير السياسي في وزارة الخارجية، كان سفيرا في موسكو بين عامي 2011 و2015 ويعرف جيدا المؤسسات الاوروبية لانه كان دبلوماسيا في بروكسل مرتين.
وقال بارو في بيان صادر عن مكتب ماي إنه "يتشرف" بتعيينه. ورحب متحدث باسم داوننغ ستريت بتعيين "مفاوض صعب" لديه "خبرة مناسبة للدفاع عن الاهداف البريطانية في بروكسل".
اما سلفه ايفان روجرز فاستقال بشكل صاخب قبل اقل من ثلاثة اشهر من بدء عملية الخروج من الاتحاد الاوروبي، منتقدا عدم استعداد الحكومة لمواجهة بريكست.
وشرح روجرز الذي تم تعيينه في منصبه عام 2013، أسباب استقالته في رسالة طويلة الثلاثاء أرسلها الى موظفي مكتب تمثيل المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، منتقدا افتقار الحكومة البريطانية الى "خبرة جدية".
غير أن أنصار بريكست الذين أشادوا باستقالة روجرز ودعوا إلى تعيين دبلوماسي مناسب اكثر لعملية خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي، اصيبوا سريعا بخيبة أمل.
وعبر نايجل فاراج "بطل" بريكست والزعيم السابق لحزب يوكيب المناهض لاوروبا، عن سخريته قائلا "شيء رائع أن نرى الحكومة تستبدل دبلوماسيا مشرفا بدبلوماسي مشرف اخر".
ويبدو ان تعيين تيم بارو للاضطلاع بالدور الرئيسي في المفاوضات المعقدة المزمع اجراؤها، لن يغير السياسة المتبعة.
وقال تشارلز غرانت مدير المركز الأوروبي للإصلاح على تويتر "من الجيد أن يحل تيم بارو محل ايفان روجرز. هو خبير (بشؤون) الاتحاد الأوروبي (وروسيا) وسيلقى احتراما" من حكومات الاتحاد ومؤسساته.
رجل المرحلة
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن بارو يعتبر "رجل المرحلة من أجل تحقيق أفضل صفقة للمملكة المتحدة".
واعتبر ديفيد ديفيس وزير بريكست ان معرفة بارو ب"اسرار بروكسل تعني انه سيكون جاهزا للعمل فورا في لحظة حاسمة".
وبعد وقت قصير من انتهاء عطلتها، ومع ترك روجرز منصبه، وجدت تيريزا ماي نفسها مضطرة الى التعامل مع استقالة رجل يعرف الملفات الاوروبية جيدا.
ونقلت صحيفة تلغراف عن مصادر حكومية، ان روجرز دفع كلفة "نظرته السلبية لبريكست"، وأن استقالته كانت أصلا مقررة، اذ ان داوننغ ستريت كانت تريد في بروكسل سفيرا "يؤمن ببريكست".
وقال تشارلز غرانت مساء الاربعاء "إن من قرأوا صحيفة ديلي تلغراف التي وعدت على صفحتها الأولى +بتعيين رجل مؤيد لبريكست+ سيصابون بخيبة أمل".
وأثار إيفان روجرز في الاونة الاخيرة غضب أنصار القطيعة الجذرية مع الاتحاد الأوروبي إثر قوله إن توقيع اتفاق تجاري جديد بين الاتحاد الاوروبي والمملكة المتحدة بعد بريكست لن يكون ممكنا في نظر البلدان الـ27 الاخرى الاعضاء في الاتحاد، سوى قبل عشر سنوات.
وفي حين يطرح البريطانيون منذ اشهر تساؤلات متعلقة بالاستراتيجية التي ستعتمدها ماي، اشار روجرز في رسالته الى انه هو نفسه "لا يعلم بعد ما ستكون اهداف الحكومة في ما يتعلق بالعلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الاوروبي".
وينبغي أن تقوم ماي قبل نهاية آذار/مارس المقبل بتفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة التي ستفتتح من خلالها مفاوضات الخروج. وبذلك يبدأ عد عكسي لمدة سنتين تخرج المملكة المتحدة في نهايتهما من الاتحاد الاوروبي التزاما بنتيجة الاستفتاء الذي أجري في 23 يونيو.
التعليقات