بوتفليقة

ناقشت الصحف العربية بنسختيها الورقية والالكترونية المظاهرات التي اندلعت في الجزائر في أوائل الأسبوع ضد اجراءات التقشف الحكومية وارتفاع الأسعار.

واندلعت مظاهرات في ولاية بجاية ومنطقة القبائل، وأغلق تجار محالهم احتجاجا على قانون جديد للمالية أدى إلى رفع أسعار المواد الاستهلاكية.

كما ناقشت الصحف العربية الحكم الإسرائيلي ضد جندي قتل فلسطينيا جريحا.

"قهر اجتماعي"

يقول أزراج عمر في العرب اللندنية إن المظاهرات في الجزائر جاءت نتيجة "للقهر الاجتماعي المكبوت" و"ضعف الدولة وغيابها شبه الكامل في المسرح الوطني" وليس فقط بسبب الإجراءات الحكومية الأخيرة.

يقول عمر: "لا شك أن عودة أحداث الاحتجاجات والعنف مجددا، وخاصة في مستهل السنة الجدية 2017 تعني، في الجوهر، أن النظام الحاكم في الجزائر لم يتعلم من دروس الماضي القاسية شيئا يذكر، الأمر الذي أدى إلى... الاحتجاج ضد التقشف والقوانين التي رسَمته في بلد يسبح في بحار النفط والغاز فضلا عن الثروات الهائلة الأخرى."

ويضيف "خنق قنوات الحوار المثقف والمتحضر بين المواطنين وبين السلطة، وترسيخ ظاهرة سرقة المال العام وتحويلها إلى طقس يومي متكرر ومحطم للاحترام، وتوزيع الفقر بعدالة على الفقراء فقط، وكذا إسناد المناصب العليا والحساسة في أجهزة الدولة إلى أشخاص لا تتوفر فيهم النزاهة والكفاءة والاستقامة الاخلاقية، ينبغي أن يقودنا إلى إدراك الجوهر الحقيقي للأزمة الجزائرية والذي يُختزل تعسفيا في زيادات الأسعار".

ويتساءل حسن حيدر في الحياة اللندنية عما إذا كانت الجزائر ستتجنب مصير ليبيا وسوريا بعدما "استخدمت العنف" ضد المظاهرات "فحولتها إلى أعمال شغب".

وينتقد أسلوب التعامل مع المظاهرات، فيقول: "الرئيس المريض بوتفليقة الذي أعيد انتخابه لولاية رابعة في تجاوز مقونن للدستور، ليس سوى واجهة يحكم من ورائها جنرالاتُ الجيش والأمن ويتحكمون برقاب مواطنيهم، ملوحين لهم كل الوقت بفزاعة الإرهاب الذي يخيرونهم بينه وبين القبول بالديكتاتورية والفساد".

ويتابع: "هو ما كرره وزير الداخلية تعليقاً على الاحتجاجات الأخيرة التي تحولت إلى أعمال شغب بعدما واجهتها الشرطة بالعنف، عندما اعتبر أن الإرهاب هو التهديد الأول الذي تواجهه الجزائر في 2017 بسبب الأوضاع المتدهورة في الدول المجاورة، في إشارة إلى ليبيا وتونس، ومتوعداً في الوقت نفسه بأن حكومته 'سترد بيد من حديد على محاولات زعزعة الاستقرار والأمن'".

ويختتم حيدر مقاله قائلا: "إن التظاهرات الحالية توجه رسالة قوية بضرورة اجتراح معالجة جدية، فهل يستطيع بوتفليقة وجنرالاته الخروج من حال الإنكار وتجنيب بلدهم مصير ليبيا وسورية قبل فوات الأوان؟".

غير أن حدة حزام في الفجر الجزائرية انتقدت "العنف" و"التخريب" الذي قالت إنه ظهر خلال الاحتجاجات والاعتصامات على الرغم من تأييدها للمطالب الشعبية.

تقول: "تكفينا معاناتنا اليومية مع ظروف الحياة الصعبة وما نكابره من أجل التغيير السلمي، ليس خوفا مما تسمونه النظام، بل الخوف من السقوط في اللانظام الذي خرّب بلدانا ودمر حضارات وشرد شعوبا".

وتضيف: "أليس مؤسفا أن يدعو بعض الجزائريين من الخارج للتخريب ويتمنون للبلاد الأسوأ... سكان بجاية لم يثوروا من أجل الانفصال مثلما يدعي إعلام المخزن، ومثلما يحاول عناصر 'الماك' الركوب على الحركة الاحتجاجية، بل ثاروا من أجل مطالب شرعية، قبل أن تخترق مظاهراتهم من قبل المخربين والمندسين".

واختتمت مقالها قائلة: "الذي يثور ضد غلاء الأسعار لا يمكن أن ينهب ممتلكات 'كوندور' ولا يحرق مديرية الضرائب في بجاية".

انتقادات لنتنياهو والمجتمع الإسرائيلي

انتقدت صحف فلسطينية دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العفو عن جندي إسرائيلي مدان بقتل جريح فلسطيني.

وكانت محكمة عسكرية قد أدانت الرقيب في الجيش الإسرائيلي إيلور عازاريا لإطلاقه رصاصة على رأس الفلسطيني عبد الفتاح الشريف بالخليل في الضفة الغربية في مارس/ آذار.

ونقلت صحيفة الحياة الفلسطينية في صدر صفحتها الأولى عن عائلة الفلسطيني القتيل قولهم إنهم "يطالبون بالسجن المؤبد لعازاريا فيما يطالب نتنياهو بالعفو".

وقال موفق مطر في الحياة الجديدة الفلسطينية إن قرار المحكمة العسكرية الإسرائيلية يمثل "ادانة سياسة قيادة جيشها وضباطها الكبار الذين قضت أوامرهم بإعدام شباب فلسطينيين" إلا أنه يعكس ثقافة المجتمع الاسرائيلي.

يقول مفسرا: "القاتل المجرم لا يستحق العقاب وحده وحسب، رغم قوله 'إن الارهابي يستحق الموت' بل 'عائلته السياسية' التي تسببت لهذا الجندي بهذا المرض، وجعلت جريمة سفك الدماء بمثابة ثقافة، فوزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف قالت فور سماع قرار الادانة: 'إن أزاريا هو ابن الجميع سندفع باتجاه العفو عنه'".

وبالمثل، قالت القدس الفلسطينية في افتتاحيتها إن من "غير العادي قانونيا أن يتظاهر العشرات أمام المحكمة تأييدا للقاتل وأن يتسابقوا لمصافحته أو تقبيله وأن يعلنوا عن تضامنهم معه".

وأضافت "كان العادي سياسيا ان يتسابق الوزراء وكبار المسؤولين للإعراب عن تقديرهم لهذا المجرم والمطالبة بالعفو عنه وعدم تنفيذ أي حكم ضده لأنه في الواقع يمثل ما يفكرون به من عنصرية تجاه ابناء شعبنا".

واعتبر سيد عبد القادر في أخبار الخليج البحرينية الحكم بإدانة الجندي بعد سبعة أشهر من الواقعة "ظالما".

وقال: "الطريف أن هذا الحكم الظالم أثار غضب نتنياهو وعصابته، الذين لا يعتبرون قتل العربي جريمة".

وتساءل "هل ستجد منظمتا فتح وحماس وقتا لإثارة وتأليب الرأي العام العالمي حول هذه الجريمة البشعة التي وقعت أمام عدسات التلفزيون؟ أم إنه لا وقت لديهما بسبب الانشغال بالخلافات والتنافس على السلطة؟".