أكدت إيران أن لا حل عسكريًا للأزمة السورية، واعتبرت أن مفاوضات أستانة خطوة إلى الأمام، ونفت أن تكون عارضت وقف إطلاق النار في سوريا، وشددت من جانب آخر على أهمية أمن العراق ونجاحه في محاربة الإرهاب.&

إيلاف: في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية، اليوم الأحد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي إن موقف إيران كان دومًا واضحًا بأنه ليس هناك حل عسكري للأزمة السورية، وفي النهاية يجب التوصل إلى حل سياسي، ولا يمكن للحرب أن تستمر إلى الأبد.

وأضاف: يجب وضع نهاية للحرب، ومن أجل ذلك نحتاج وقف إطلاق النار. واعتبر أن وقف إطلاق النار أمر أساسي، جاد ومهم، ويواجه تحديات وتعقيدات كثيرة.

وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى أن وقف إطلاق النار أمر صعب، بسبب وجود مجموعات متعددة في دائرة الاشتباك، ولكن نأمل بالنظر إلى الجهود التي تبذل، والمشاورات التي تجريها الحكومة السورية بشكل مستقل، واجتماع موسكو الثلاثي الذي كان لنا مع روسيا وتركيا، أن نتمكن بدورنا من أن نساهم وبإمكانياتنا في تثبيت وقف إطلاق النار.

وقف إطلاق النار
ردًا على تقارير حول مواقف إيران حيال سوريا، وما تنشره بعض الأطراف من أن إيران لا تستخدم كل إمكانياتها في سوريا، ولا تدعم وقف إطلاق النار كما يجب، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: إيران منذ البداية كان لها موقف ثابت حيال سوريا، وإذا ما ألقينا نظرة على مسار الأزمة، لوجدنا أنه منذ اليوم الأول ودخول المجموعات الإرهابية إلى سوريا، كان موقف إيران هو الأكثر عقلانية وموضوعية وواقعية.

أضاف: المجموعات الإرهابية، على شكل مجاميع وفرادى، وفدت إلى سوريا من أكثر من 80 بلدًا، وكلهم كان هدفهم إسقاط الحكومة الوطنية والشرعية والمنتخبة من قبل الشعب السوري.

حكومة شرعية
وبيّن قاسمي أن إيران ومنذ البداية اتخذت موقفًا واضحًا، وأكدت أن القوة وإرسال العناصر الإرهابية لا يمكنهما أن يسقطا حكومة شرعية منتخبة من قبل برلمان البلد، وأن أي تغيير في أي بلد، وسوريا من ضمنهم، هو شأن شعب ذلك البلد، الذي يجب أن يقرر من يحكمه.

واعتبر أن الأحاديث عن عدم دعم إيران لوقف إطلاق النار لا أساس لها، فإيران أول من دعم وقف إطلاق النار على أساس احترام السيادة السورية، ومواجهة الإرهاب.

وأكد دعم إيران لمفاوضات أستانة بين الأطراف السورية، من دون أي تدخل خارجي، مشيرًا إلى أن تفاصيل هذه المفاوضات ليست واضحة بعد، لكن الحديث هو عن بدء مفاوضات مباشرة بين الحكومة السورية والمجموعات التي تستطيع التفاوض مع الجانب السوري، حول مستقبلهم ومستقبل سوريا، وهو ما يمكن أن يكون خطوة إلى الأمام.

التفاهم الثلاثي
وحول التفاهم الإيراني الروسي التركي، قال "من المحتمل ومن الطبيعي جدًا أيضًا ألا تكون وجهات نظر الدول الثلاث متفقة تمامًا حول القضية السورية، إلا أن المهم هو أن نتمكن في إطار مبادئ عامة من الوصول إلى تفاهم لفتح الطريق من أجل التقدم إلى الأمام، وأن نستطيع بالتالي معالجة الأزمة السورية التي تعتبر كارثة إنسانية وعالمية ومأساة القرن الحاضر.

وأعرب المتحد باسم الخارجية الإيرانية عن أسفه لأن بعض الدول التي تتحدث عن السلام والأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب وصمم أذان العالم عن ذلك قامت هي نفسها بإيجاد ظروف لبعض الحكومات لإرسال الأسلحة أو مجيء الأفراد الأجانب إلى سوريا للقتال فيها من أجل إسقاط حكومتها القانونية.

وفي ما إذا كانت تركيا قد تراجعت عن مواقفها السابقة في ضوء الاجتماع الثلاثي الإيراني الروسي التركي المشترك الأخير في موسكو، والبيان الصادر في ختام الاجتماع، قال فاسمي يبدو أن القسم الأكبر من دول العالم التي سعت بقوة خلال الأعوام الماضية لتنحية الرئيس السوري بشار الأسد، وإحلال آخر بدلًا منه، قد أخذت تدرك هذه الحقيقة شيئًا فشيئًا بأن لا بديل من الأسد في الظروف الراهنة.

رفض الجماعات الإرهابية
كما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي رفض إيران دخول المجموعات المصنفة من قبل الأمم المتحدة وإيران وروسيا ضمن قائمة الإرهاب إلى المفاوضات، مضيفًا: لأن موقفهم واضح، ولا يملكون غير ارتكاب الأعمال الإرهابية، وهم غير معنيين بمصير وحياة وأموال الناس، والبنية التحتية والاقتصادية في سوريا.

تابع المتحدث: لكننا في النهاية يمكن أن ننظر في التعاون مع أي منظمة أو بلد أو مجموعة تعمل بحسن نية، وبشكل صادق، على تثبيت وقف إطلاق النار، والمساعدة على إحلال السلام والأمن في سوريا، معتبرًا أن الأمم المتحدة، وإن كانت بطيئة، لكنها تبذل مساعيها في هذا الإطار.

ولفت إلى أن المبعوث الأممي دي ميستورا طرح أخيرًا قضية انعقاد مفاوضات جنيف، ولكن في هذه المرحلة أعتقد أن الدول الثلاث (إيران وروسيا وتركيا) لو تمكنت من التوصل إلى إجماع على التعاون في حل الأزمة السورية، فإن هذا أفضل ما يمكن إنجازه في هذه المرحلة.

العراق
وحول الأوضاع في العراق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: نحن نعتز بوجود حكومة شرعية في بغداد، وفي ظل دستور، تخوض تجربة ديمقراطية جديدة، ويجب علينا جميعًا أن نساعد هذه التجربة.

وأشار إلى المسار الذي بدأ في العراق، والجهود التي تبذل لطرد الإرهابيين من الموصل وباقي مناطق العراق، قائلًا: نحن نأمل أن تتمكن الحكومة العراقية من نيل أهدافها بدعم من أصدقائها، وأن نشهد نظامًا قويًا وسيادة موحدة على أرض العراق، وهذا ما يهمنا لثبات وأمن حدودنا الطويلة مع هذا البلد، المسلم والجار والمهم في المنطقة.

وحول معركة الموصل في العراق، قال قاسمي: إن المنطقة تمثل قسمًا رئيسًا في العالم الإسلامي، وهي اليوم متورطة في أزمات، جراء الأخطاء الكبيرة والفادحة التي ارتكبتها ومازالت القوى الكبرى على مدى العقود الأخيرة، والتي بدأت باحتلال أفغانستان، والحرب على إيران والكثير من الأمور الأخرى، والتي انتهت إلى الأزمة السورية والأوضاع الجارية، سواء في العراق أو اليمن وكثير من المناطق الأخرى.
&