الخرطوم: عاد زعيم حزب الامة السوداني المعارض الصادق المهدي الخميس الى الخرطوم ودعا امام الالاف من انصاره الى العمل على "ايقاف الحرب وتحقيق التحول الديموقراطي".

وكان المهدي غادر السودان في العام 2014 بعد توقيفه لشهر على اثر انتقاده ممارسات قوات شبه عسكرية تقاتل الى جانب الحكومة في اقليم دارفور في غرب البلاد، معروفة باسم "قوات الدعم السريع".

وامضى المهدي فترة غيابه التي استغرقت نحو ثلاثين شهرا في القاهرة، قاد خلالها انشطة عدة في الخارج.

والقى المهدي خطابا امام نحو خمسة الاف شخص من انصاره وانصار المعارضة في ميدان الهجرة في مدينة ام درمان المتاخمة للخرطوم قال فيها بانه عاد من اجل تحقيق السلام في السودان.

وحمل انصاره صورا له واعلام حزبه وهم يهتفون "الله اكبر ولله الحمد".

وقال "جئت لايقاف الحرب واقامة السلام وتحقيق التحول الديموقراطي" في السودان"، مضيفا "ساقوم بجولة على كل مناطق السودان لاجراء مصالحات بين القبائل المختلفة بعد ان عانى مجتمعنا من نزاعات قبلية".

واضاف "خلال وجودي بالخارج نجحت في اقناع زملائي في الحركات بالحل السلمي المتوافق عليه".

وشاهد مراسل فرانس برس عددا من الدبلوماسيين الغربيين في مكان الاحتفال.

واضاف المهدي "ساعمل مع جميع الاطراف للاتفاق على وقف العدائيات، ووصول الاغاثة لجميع المتاثرين باسرع فرصة".

من جهة ثانية قال المهدي "حدثت بعض الحالات في مجتمعنا بالارتداد عن الاسلام اضافة لحالات الحاد وسط المثقفين كردة فعل للصورة التي يقدم عليها الاسلام" مضيفا "سنعمل على معالجة هذا الامر واتفق معي زملائي في نداء السودان على ضرورة هذا الامر".

وقالت ابنته مريم المهدي نائبة رئيس الحزب للصحافيين ان المهدي "وصل بالسلامة لكن السلطات لم تسمح بدخول 25 شخصا (الى المطار) لاستقباله في محاولة منها لعرقلة" ذلك.

وكانت حركات معارضة في الداخل دعت كوادرها الى المشاركة في حفل استقبال المهدي، بينها "الحركة الشعبية- قطاع الشمال"، التي تقاتل الحكومة في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، و"حركة تحرير السودان" بقيادة مني آركو مناوي التي تقاتل الخرطوم في دارفور، إضافة إلى "تحالف قوى المستقبل" بقيادة غازي صلاح الدين.

واعلن الرئيس السوداني عمر البشير قبل اسبوعين عن وقف لاطلاق النار لمدة ستة اشهر في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق.

ويتزعم المهدي اكبر الاحزاب السودانية المعارضة وخرج من السودان مطلع التسعينات عقب وصول البشير للسلطة ولكنه عاد في عام 2002.

نداء السودان

في 17 مايو 2014 اعتقل الصادق المهدي من جانب الجهاز الوطني للاستخبارات والامن على اثر انتقاده ممارسات قوات شبه عسكرية تقاتل الى جانب الحكومة في اقليم دارفور (غرب) المضطرب معروفة باسم "قوات الدعم السريع".

ووجهت الى المهدي اتهامات بالخيانة كانت لتعرضه لعقوبة الاعدام في حال ادانته.

واثار توقيفه تظاهرات في السودان وكذلك موجة احتجاجات في الخارج. كما علق حزب الامة عقب اعتقال زعيمه حوارا سياسيا مع حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) كان الرئيس البشير دعا اليه لاخراج هذا البلد الذي يعاني من الفقر والحروب، من ازماته.

وعقب اطلاق سراحه من المعتقل الذي وضع فيه لنحو شهر عام 2014، غادر المهدي السودان واستقر في القاهرة.

وظل المهدي مقيما في العاصمة المصرية وتنقل منها الى عدد من البلدان لكنها ظلت مكان اقامته.

وخلال وجوده في الخارج، دخل المهدي في تحالف "نداء السودان" الذي ضم الحركات المسلحة التي تقاتل حكومة البشير في اقليم دارفور المضطرب منذ عام 2003 والحركة الشعبية التي تقاتل حكومة البشير في ولايتي جنوب كردفان والنيل منذ عام 2011 .

واسفر النزاع الذي اندلع في دارفور العام 2003 عن مقتل 300 الف شخص وتشريد 2,5 مليون اخرين من منازلهم وفقا لتقارير الامم المتحدة.

والنزاع الدائر في الاقليم الصحراوي الشاسع الواقع في غرب السودان والذي تفوق مساحته مساحة العراق، اندلع عندما حملت اقليات اتنية متمردة السلاح ضد الحكومة المركزية بدعوى تهميش الاقليم اقتصاديا وسياسيا.

وينشط المهدي في السياسة السودانية منذ عام 1960 وكان رئيسا للوزراء عندما وصل البشير الى السلطة اثر انقلاب عسكري عام 1989.