عبد الجبار العتابي من بغداد: يجمع العراقيون على رفض الحرب بين العرب والكرد والاقليات الاخرى مهما كانت الخلافات، مشددين على ضرورة الوقوف مع الدعوات السلمية في حلِّ المشاكل، موضحين ان دعوات الحرب والعنتريات من الجانبين ستجر البلاد إلى ويلات أخرى ولن يذهب ضحيتها سوى الفقراء والمواطنين، بل انها ستكون السبب الحقيقي لتقسيم العراق.
واعتبر عراقيون ان الحرب بين ابناء البلد الواحد لن تؤدي الا الى الحقد والبغضاء والكراهية والى خلافات ومشاكل لا تنتهي وربما هي التي تكون الخطوة الاخيرة في تحقيق الانفصال الذي يسعى اليه البعض من تجار الحروب والدول الاقليمية.
وشدد عراقيون التقتهم "إيلاف" على انه من العار خوض معركة قومية بينهم، مشددين على ضرورة ان يكون شعار جميع العراقيين هذه الايام هو: لا للحرب، وان كلمة العراق توحدنا.
والحرب هي حديث الساعة بين العراقيين بعد ان كانت اخبار دخول القوات العراقية الى كركوك هي الاكثر سخونة وتداولاً، وكان الجميع يترقب الاحداث الجسام التي تقرع فيها طبول الحرب من الطرفين المتنازعين او من احدهما ، لاسيما مع تتابع الاخبار العاجلة التي ملأت شاشات الفضائيات .
شركاؤنا في الوطن
فقد قال ابراهيم يوسف، موظف: لا للحرب ولا للحديث عنها، اخوتنا الكرد شركاؤنا في الوطن حتى وإن اختلفنا معهم، والعراق لنا جميعاً، ومن الظلم أن تنطلق رصاصة واحدة بين العرب والكرد لا أن تقوم حرب يذهب كل شيء تحقق من الاخوة العربية الكردية ضحية لها.
واضاف: انا ارفض التحريض على الحرب او حتى مجرد ذكر كلمة حرب ، الا يكفينا ما حصلنا عليه من دمار بسبب الحروب، ألا يكفينا هذا الموت كي نفرح ونصفق لمن يريد ان تقوم الحرب بين الاخوة .
لا للحرب القذرة
من جانبه، قال رزكار عقراوي، ناشط في مجال حقوق الانسان: لا للحرب القذرة باسمنا نعم للسلام والحوار، قطرة دم عامل وكادح عربي او كردي او تركماني...الخ سواء كان في الجيش او البيشمركة او الحشد الشعبي.... اغلى من كل السياسات القذرة لحكام بغداد واربيل وحكمهم الطائفي القومي الفاسد مهما كانت تسمياتها ومبرراتها.
واضاف: يجب ان ندين طرفي الصراع الحالي في العراق وحروبهم ، فهم الاثنان في تضاد وعداء مع الجماهير الكادحة وحقوقها، ولنعلن ونستند إلى هويتنا الإنسانية قبل القومية فالتعصب القومي ليس إلا عار مقيت.
وتابع :فرض - التعريب - او - التكريد - على كركوك سياسة فاشية مدانة و قذرة، كركوك مدينة لكل ساكنيها من كل الأقوام والأديان.
لا لإراقة الدماء
اما عبد الستار القيسي، فقال: لا للحرب نعم للسلام مع أبناء الشعب الواحد ولا لإراقة الدماء من أي طرف كان وعلى دعاة الحرب وقارعي طبولها وأكرر ومن أي طرف كان أن يتركوا العراق للعراقيين كي يحلوا مشاكلهم بأنفسهم.
واضاف: بالحكمة والتفاهم وتغليب العقل على العاطفة والصبر لأن الحرب ليس فيها رابح فكل الأطراف خاسرة ..أسأل من الله أن يهدي قلوب الجميع نحو السلم والسلام ومن ألله التوفيق.
مصير واحد
من جانبه، قال الإعلامي نور نزار: العراق فوق الجميع، والعراق لكل مواطنيه من شماله الى جنوبه ... وارجو من الله ان يحفظ بلدنا من شر التقسيم ويحفظ شبابه من شر الحروب والفتن.
واضاف: رسالة للجميع.. ﻻ تكونوا سببًا للكراهية والعداء حتى وان كانت كلمة، فاليوم جميعنا مطالبون ان نحفظ تاريخنا ونصونه بوعينا وثقافتنا ،ﻻ تنفخوا في نار الحرب فاذا اشتعلت كلنا سنكون من الخاسرين ، دفعنا ثمنًا غاليًا لحد اﻻن .. اصبحنا وقوداً من اجل حرب المصالح والمؤامرات .
وتابع: صلوا وادعوا الله ان تمر اﻻزمة باحسن ما يرام .... فكلنا اخوة ومصيرنا واحد .
الضوء الاخضر الاميركي
الى ذلك، قال هاشم الهاشمي، الخبير في شؤون الجماعات الارهابية والمحلل السياسي: ليس على العراقي الوطني الابتهاج بحدوث معركة بين كردستان والحكومة الإتحادية: المعركة معركة مهارة استخدام القانون والدستور والتفاوض من أجل الثروات والسلطات، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي : "لن نستخدم جيشنا ضد شعبنا او نخوض حربًا ضد مواطنينا الكرد وغيرهم ومن واجبنا الحفاظ على وحدة البلد وتطبيق الدستور وحماية المواطنين والثروة الوطنيّة".
واضاف: ارى أنه لن يجرؤ أحد على الحرب بغير ضوء اخضر من اميركا، واميركا، هي من دعم القادة الكرد للتمدد بـ ٢٨ وحدة ادارية متنازعا عليها خلال 3 سنوات الماضية. وتابع: رغم أن موقف الكبار هو موقف تهدئة إلاّ أن "الصغار طبالي الحرب من الكرد والعرب والتركمان، لأغراض بطولية عنصرية وطائفية، تُقدِّم موقفاً تصعيدياً تأجيجياً:.
الحرب تكريس للانفصال
اما الاكاديمي والكاتب الدكتور نصير غدير، فقال: يعرف الجميع أن الصدام العسكري يعني تكريس الانفصال، فكردستان الآن ليست كردستان الستينيات، ولا السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، هي دولة كونفدرالية، لها كل مقومات الكونفدرالية وامتيازاتها إلا التسمية، وليس عليها من واجبات الكونفدرالية شيءٌ فهي تحفظ لنفسها دستورياً شكلاً فدرالياً يجعلها تأكل وتوصوص من الميزانية المركزية بوصفها إقليماً فيدرالياً، وتتمتع بسلطة مطلقة ككونفدرالية على أرضها ومواطنيها دون شراكة السلطة الفدرالية.
واضاف: العبادي وحلفاؤه، يعرفون جيداً أن التقسيم في الصدام، وأن من سيثيره سيكون المتسبب بالتقسيم إلى الأبد، ولهذا فإن التجحفل ونشر القطعات سواء من الجيش والبيشمركة ليس سوى بيان الجاهزية والقدرة على الردع، ثم الدفع الحميد لاجتياح الأرض، دون الحاجة لإطلاق النار.
قرع طبول الحرب
من جهته، قال الكاتب والصحافي علاء الشمري: نرفض رفضًا قاطعًا ما يحاول البعض تسويقه من دق طبول الحرب بين العرب والاكراد ، وعلينا كشعب عراقي واحد ان نصرخ بصوت واحد لا للحرب ونعم للسلام ، فالاقتتال بين الاخوة سيؤدي الى اضرار كبيرة في العلاقة ولا اعتقد ان أي حل وطني سوف يؤدي الى نسيان المآسي .
واضاف: الحرب ستجعل الحدود بين الاقليم والمدن العراقية الاخرى حدود دم، ولا اعتقد ان احداً من العراقيين يتمنى هذا ، انا اؤمن ان الامر لن يصل الى نشوب حرب لان الشعب واحد ، وعلى عقلاء القوم والشرفاء حقن الدماء لان الحرب اذا قامت ستأكل الاخضر واليابس ويصبح التعايش في خبر كان الى أن يتقسم العراق .
التعليقات