نصر المجالي: مع تأييد من جانب الحكومة، أبدت الصحف ووسائل الإعلام البريطانية اهتماما كبيرا بتصريحات وزير الدولة لشؤون التنمية الدولية التي شدد فيها على ضرورة قتل المقاتلين البريطانيين الملتحقين بتنظيم (داعش) في سوريا بدلا من السماح بعودتهم.

وقال وزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية روي ستيوارت في تصريحات لافتة إن "الطريقة الوحيدة" للتعامل مع البريطانيين، الذين انضموا للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، "في كل الحالات تقريبا" هي قتلهم.

وقالت الحكومة إن تصريحات الوزير ستيوارت تتسق مع الموقف المعلن لبريطانيا، ونوه متحدث رسمي إلى الموقف الذي كان أعلنه وزير الدفاع البريطاني السير مايكل فالون، في الثاني عشر من أكتوبر الجاري.

هدف مشروع

وقال فالون إن البريطانيين في صفوف تنظيم الدولة في سوريا والعراق جعلوا من أنفسهم "هدفا مشروعا، لصواريخ القوات الجوية البريطانية والأميركية".

 

وزير الدولة للتنمية الدولية راي ستيوارت

 

وجاءت تصريحات فالون عقب أنباء عن مقتل البريطانية سالي - آن جونز، التي كانت تجند المقاتلين في صفوف التنظيم، في غارة جوية لطائرة أميركية بدون طيار في سوريا، في يونيو الماضي.

ويلاحظ أن تصريحات وزير الدولة للتنمية الدولية تأتي بعد تصريحات للمبعوث الأميركي الأعلى للتحالف الدولي الذي يقاتل (داعش) بريت ماكغورك، قال فيها إن مهمته هي ضمان مقتل كل مقاتل أجنبي بالتنظيم في سوريا.

أعمال مروعة

وصرح ستيوارت بأن أولئك المتحولين الذين تركوا بريطانيا للقتال في صفوف جماعات إرهابية هم مذنبون بارتكاب أعمال مروعة، وإن الطريق الوحيد للتعامل معهم هو قتلهم "في كل الحالات تقريبا".

وقالت صحيفة (ديلي تلغراف) إن هذه التصريحات جاءت بعد أيام من قول ماكس هيل، المراجع المستقل لتشريعات الإرهاب في بريطانيا، إنه ينبغي أن يسمح بعودة الشباب الذين سافروا إلى سوريا بعد أن "غسلت أدمغتهم" وإعادة دمجهم بالمجتمع.

وتقول الصحيفة إنه يعتقد أن نحو نصف عدد البريطانيين الذين التحقوا بالمتطرفين، والمقدر عددهم بنحو 850 شخصا، قد عاد إلى بريطانيا، وثمة مخاوف من أن يتبعهم عدد أكبر، مع خسارة المنظمة الإرهابية للأراضي التي تسيطر عليها في العراق وسوريا.

عقيدة كراهية

وإلى ذلك، قال الوزير روي ستيوارت أن المنضمين إلى تنظيم الدولة يعتنقون "عقيدة مفعمة بالكراهية"، وابتعدوا كثيرا عن أي ولاء لبريطانيا، وأضاف إن على هؤلاء أن يتوقعوا أن يقتلوا، بسبب "الخطر الكبير" الذي يمثلونه على أمن بريطانيا.

وقال"إنهم متفانون تماما، باعتبارهم أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية، من أجل إنشاء الخلافة الإسلامية". وتابع: "إنهم يعتنقون عقيدة مفعمة بالكراهية تتضمن قتل أنفسهم وغيرهم، والسعي لاستخدام العنف والوحشية من أجل إعادة إنشاء دولة من القرن الثامن أو السابع الميلادي".

وأردف ستيوارت: "ولذلك أرى أن علينا أن نكون جادين، إزاء حقيقة أن هؤلاء الناس يشكلون خطرا داهما علينا. ولسوء الحظ، فإن الطريقة الوحيدة للتعامل معهم ستكون ،في كل حالة تقريبا، قتلهم".

رأي ماكس هيل

وقال تقرير لـ(بي بي سي) إن تصريحات ستيوارت تتناقض مع رأي ماكس هيل المراجع المستقل لقانون الإرهارب، الذي صرح مؤخرا بأن البريطانيين الذين انضموا لصفوف تنظيم الدولة بـ"سذاجة" يجب أن يعفوا من الملاحقة القضائية، إذا ما عادوا إلى البلاد.

وقال هيل إن السطات البريطانية يجب بدلا من ذلك أن تبحث في إعادة دمج هؤلاء الأشخاص في المجتمع.

وشار إلى أن رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (إم آي 5) كان كشف في وقت سابق من الشهر الجاري، عن مقتل أكثر من 130 مواطنا بريطانيا، ممن انضموا لصفوف تنظيم الدولة في العراق وسوريا.

وقال ستيوارت إن السلطات البريطانية حذرت "بمنتهى الوضوح"، من أن الناس لا يجب أن يتطوعوا في صفوف جماعات مسلحة للقتال ضد تنظيم الدولة.