نصر المجالي: نددت منظمات حقوق الإنسان بإصدار محكمة ثورية في إيران حكما بإعدام العالم والطبيب البروفيسور أحمد رضا جلالي الذي عمل في عدة بلدان آخرها السويد، بتهم التجسس لإسرائيل.

وأعلن مدعي المحاكم العامة والثورية في طهران عباس جعفري دولت آبادي، يوم الثلاثاء، عن اصدار حكم الاعدام، وقال إنه في ضوء لائحة الاتهام الصادرة من قبل النيابة والبت بالملف في المحكمة فقد صدر الحكم بالاعدام بحق الفرد المذكور بناء على تعاونه مع جهاز التجسس (الاسرائيلي) الموساد، وتقديم معلومات أدت إلى اغتيال عدد من كبار العلماء النوويين.

ونقلت وكالة (فارس) عن دولت آبادي قوله إن احد اعمال المدان هو اطلاع ضباط استخبارات الموساد على عناوين وبعض المعلومات الشخصية لثلاثين من الافراد البارزين العاملين في المشاريع البحثية والعسكرية والنووية ومن ضمنهم مجيد شهرياري وعلي محمدي ما ادى الى اغتيالهم.

تأنيب ضمير 

واضاف المدعي العام أن هذا المدان الذي يدّعي ان ضميره بدأ يؤنبه بعد اغتيال العلماء النوويين، عقد العديد من الاجتماعات مع اكثر من 8 من ضباط الموساد وعبر هذا الطريق نقل اليهم معلومات متعلقة بالمواقع العسكرية ومنظمة الطاقة الذرية الايرانية والكثير من المعلومات الحساسة الاخرى، ازاء استلام ثمن على ذلك والحصول على الاقامة في السويد.

العالم أحمد رضا جلالي 

وقتل أربعة علماء على الأقل بين 2010 و2012، فيما قالت طهران إنه برنامج اغتيالات يهدف إلى تخريب برنامجها النووي. وأعدمت إيران رجلا شنقا في 2012 فيما يتصل بالاغتيالات قائلة إن الرجل كان على صلة بإسرائيل.
وفيما يتعلق بالإدانة الأحدث قال عباس جعفري دولت أبادي لوكالة أنباء القضاء "هذا الشخص عقد عدة اجتماعات مع (جهاز المخابرات الإسرائيلي) الموساد وزودهم بمعلومات حساسة بشأن جيش إيران ومواقعها النووية مقابل أموال وإقامة في السويد"، ولم يذكر المدعي العام متى صدر قرار الحكم بالإعدام.

وكانت منظمة العفو الدولية قالت إن قرار المحكمة اشار إلى أن جلالي عمل مع الحكومة الإسرائيلية التي ساعدته بعد ذلك في الحصول على تصريح إقامة في السويد.
وقالت منظمة العفو الدولية إن جلالي كان اعتقل في أبريل 2016 واحتجز لمدة سبعة أشهر دون حق الحصول على محام بينها ثلاثة أشهر في الحبس الانفرادي.

تقرير إنديبندانت

وإلى ذلك، كانت صحيفة (إندبندات) البريطانية ذكرت في تقرير لها يوم الأحد 5 فبراير/ شباط الماضي أن العالم هو أحمد رضا جلالي، يحمل الجنسية الإيرانية، ومتخصص في طب الكوارث (أحد فروع طب الطوارئ)، ويعمل في جامعة بروكسيل الحرة VUB.

وأضافت الصحيفة أن السلطات الإيرانية ألقت القبض على جلالي خلال زيارته لأسرته في إيران في أبريل/ نيسان الماضي، ومن المقرر تنفيذ حكم إعدامه في غضون الأسبوعين المقبلين.

وكان عائلة العالم وزملاؤه التزموا الصمت حول أنباء اعتقاله في محاولة لتجنب تفاقم الوضع، ولكنهم كشفوا الأمر في أعقاب صدور حكم الإعدام. وذكرت الجامعة البلجيكية في موقعها على الانترنت، أن جلالي لم يخضع لمحاكمة ولم يزره محام.

وقالت رئيسة الجامعة كارولين باولس، إن جلالي: "عالم يؤدي عملا إنسانيا مهما، ويتعرض لحكم دون محاكمة علنية وفي انتظار عقوبة إعدام"، واصفة ذلك بـ "انتهاك صارخ لحقوق الإنسان".

غير مهتم بالسياسة 

من جهته أكد أحد زملاء جلالي إنه لم يكن مهتما بالسياسة و"نحن لا نعتقد أنه قد ارتكب أي خطوة على الإطلاق" ضد الحكومة الإيرانية"، مطالبا بإطلاق سراحه ليعود لمزاولة عمله.

واعتقد الزميل أن يكون سبب اعتقال جلالي هو اتصالاته الدولية من خلال الجامعة، وبعضها مع دول معادية لإيران، مثل إسرائيل، مستدركا أنه حافظ على تكون اتصالاته في المجال العلمي حصرا.

وأطلقت عريضة تحث على إطلاق سراح العالم الإيراني، وتم توقيع أكثر من 40 ألف شخص عليها حتى الآن.