إيلاف من لندن: في ظل غياب زعيم معارض قوي في تركيا لمواجهة أردوغان الذي يهيمن بالكامل على الحياة السياسية والقرار في البلاد، أعلنت وزيرة الداخلية السابقة، حزبًا جديدًا على أمل أن تتحداه في الانتخابات المقرر إجراؤها في عام 2019.
وعقدت ميرال أكشنر مؤتمرًا صحفيًا، اليوم الأربعاء، في مركز "ناظم حكمت" الثقافي، في العاصمة أنقرة، عقب تسليمها طلب تأسيس الحزب الذي يحمل اسم (الحزب الصالح) لوزارة الداخلية التركية.
وقالت أكشنر إن لدى حزبها آمالا وأحلاما لمستقبل تركيا، وأن الحزب يريد تركيا غنية، وهو يمتلك القدرة على تحقيق ذلك. واعربت عن اعتقادها أنها يمكن أن تترشح ضد أردوغان في الانتخابات الرئاسية.
وأسست ميرال أكشنر التي تلقب بـ(المرأة الذئب)، حزب (الحزب الصالح) مع مجموعة من المشرعين الذين انفصلوا عن الحزب القومي التركي بعد الدعم الذي قدمه هذا الحزب لأردوغان في استفتاء على الدستور يزيد من صلاحيات الرئيس في أبريل الماضي.
أول وزيرة داخلية
يذكر أن اكشنر هي أول وزيرة داخلية امرأة في تركيا، وشغلت المنصب بين عامي 1996 و1997 حتى تمت الإطاحة بالحكومة، وهي تحالف إسلامي محافظ، تحت ضغط عسكري.
وكان تقرير لمجلة (تايم) الأميركية في يوليو 2017 قال إن الأتراك في ظل هيمنة نظام الرئيس رجب طيب أردوغان يبحثون عن قائد معارض للمشهد السياسي ليعيد تركيا لسابق عهدها في الحريات العامة والديمقراطية.
ووفقًا لتقرير المجلة فقد ارتفعت أسهم وزيرة الداخلية التركية السابقة ميرال أكشينر التي كانت اتخذت موقفا مناهضا للجيش حين قام العام 1997 بإطاحة الحكومة من السلطة.
تهديد
وحينذاك، هدد أحد الجنرالات بـ "رفع المشرّعة على رمح مزيّت وتعليقه أمام الوزارة"، وخلال شهادتها في المحكمة عام 2013 علّقت قائلة: "لقد فعلت ما كان يجب علي القيام به.
وتحدت أكشنر الجيش في السابق، ويأمل مؤيدوها بعد مرور عام من الانقلاب الفاشل في يوليو 2016 أن يكون بإمكانها الوقوف في وجه انهيار الديمقراطية في تركيا.
وكانت اقشنر تعد قومية مخضرمة حملة قوية ضد التغيير الدستوري الذي اقترحه أردوغان وفاز فيه بالنهاية بهامشٍ بسيط، لكن أقشنر فازت بمنح نفسها مكانة بارزة، فوجهت الحشود لتكوين مسيرات ضخمة ضمن حملة شرسة في جميع أنحاء البلاد حثت الجمهور خلالها على التصويت بـ"لا" على الاستفتاء، بينما كانت الحشود الضخمة تهتف “رئيسة الوزراء ميرال”.
زعيم المعارضة ضعيف
وتقول مجلة (تايم) في تقريرها إن كثيرين يرون إن زعيم المعارضة كبير السن في وضع ضعيف لتحدي أردوغان بصدق، فلم يتمكن حزبه الجمهوري العلماني من الفوز في الانتخابات الوطنية منذ 15 عامًا، ويعتقد مراقبو السياسة التركية أنه يفتقر إلى الضراوة لمواجهة الرئيس.
وقال غونول تول، مدير مركز الدراسات التركية في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "حتى الناس في عائلتي يعتقدون أن كمال كيليتشدار أوغلو هو رجل عظيم، لكنه لا يعرف كيف يلعب لعبة أردوغان، عليك أن تلعب لعبته لتهزمه. ومن ناحية أخرى فإن ميرال أقشينر قامت بعمل جيد في إيصال رسالة أولئك الذين يعارضون أردوغان، أو الذين لا يشعرون بالارتياح لحكمه".
تهديد فريد
وتشكل أكسينر تهديدًا فريدًا لأردوغان لأن علامتها السياسية مستمدة من مجموعة مماثلة من الناخبين المؤيدين للأعمال التجارية والدينية والقومية للرئيس، وهي غير متحفظة، وقد سميت بالرد التركي على زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان، وهي متشددة ضد الانفصاليين الأكراد، وتقول إنها ستسمح لثلاثة ملايين لاجئ سوري في تركيا بالبقاء في البلاد، ولكن لديها مخاوف”غير محددة حيال وجودهم.
وفي الأخيرن فإن (تايم) تقول إن أكشينر لم تفلت من جمام غضب الحكومة، فقد هاجمتها وسائل الإعلام الموالية للحكومة باتهامات "داعرة" حول حياتها الخاصة، كما تلقت تهديدات بالقتل. وهي تعتبر محاولات تلطيخ سمعتها والتهديدات حملة ممنهجة لتخويفها، فقالت: "لقد حاولوا من أبريل 2016 جعلي أتراجع لكني لم أفعل".
التعليقات